استهلاك اللحوم عالميا يبلغ الذروة رغم تنامي المخاوف الصحية والبيئية
استهلاك اللحوم يبلغ ذروته والمخاوف الصحية والبيئة تتزايد: قد يكون استهلاك اللحوم قد بلغ ذروته على مستوى العالم، إلا أن الضغط المتزايد على الموارد – بما في ذلك الأرض والمياه – مع تزايد المخاوف الصحية والبيئية سيدفع المستهلكين بشكل متزايد إلى تناول كميات أقل من اللحوم والبحث عن مصادر بديلة للبروتين، سواء كان ذلك اختيارا أو إجبارا، وفقا لما جاء في تقرير لصحيفة فايننشال تايمز. وتشير البيانات الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أنه من المتوقع أن يصل استهلاك اللحوم في كل من الولايات المتحدة وأوروبا إلى مستويات مرتفعة في عام 2020، على أن تستقر تلك النسبة على مدى العشر سنوات المقبلة. وفي الوقت نفسه، يشير تقرير صادر عن شركة الاستشارات إيه تي كيرني إلى تراجع معدل النمو في الاستهلاك العالمي للحوم إلى حوالي 3% سنويا في السنوات المقبلة، مع تحول لحوم الماشية إلى منتج غير متاح للجميع. لهذا من المحتمل أن يحفز ذلك نمو الشركات التي تنتج بدائل اللحوم، بما في ذلك تلك المصنوعة من البروتينات النباتية. ومن المرجح أن يحدث تغير كبير في سوق لحوم الماشية البالغ حجمها 1.2 تريليون دولار، وذلك مع تزايد وعي المستثمرين بالمخاطر المتعلقة بصناعة الزراعة عالية الكربون المرتبطة بالماشية.
من المرجح أن يكون التأثير على الأسواق الناشئة، بما في ذلك مصر، أبطأ من الأسواق الأخرى: ويتوقع أستاذ التغذية باري بوبكين أن يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تشعر بتلك التغيرات الأسواق الناشئة، حيث يقل الحديث عن العلاقة بين تناول اللحوم والمخاوف الصحية وتغير المناخ بالمقارنة مع الولايات المتحدة وأوروبا، كما أن تناول اللحوم في الأسواق الناشئة غالبا ما يعد مؤشرا على الثراء. ويقول بوبكين: "لا أسمع من يتحدث حول المناخ والغذاء على الإطلاق في آسيا وأفريقيا". من ناحية أخرى، ووفقا للتقرير السنوي الصادر عن مكتب الخدمات الزراعية الخارجية التابع للسفارة الأمريكية حول منتجات الثروة الحيوانية، من المتوقع أن يصل استهلاك اللحوم الحمراء في مصر في عام 2020 إلى 720 ألف طن، بزيادة 3.5% عن العام السابق. وأرجع التقرير تلك الزيادة إلى النمو السكاني المرتفع، إلى جانب استمرار تدفق اللاجئين، وتعافي قطاع السياحة. وأشار التقرير إلى أن "الثقافة الغذائية التي تتمحور حول اللحوم في مصر لم تتغير"، إذ أن أي تقلبات في استهلاك لحوم الأبقار ترجع إلى مسائل تتعلق بالقدرة على تحمل تكاليف الشراء، وليس الوعي الصحي أو البيئي.
ولكن بعض الأسواق الناشئة قد تتبنى هذا الاتجاه الجديد: من المتوقع بحلول عام 2040، أن تحل بدائل اللحوم محل 60% من الكميات المستهلكة حاليا، وفقا لتقرير شركة أيه تي كيرني للاستشارات. وأضاف التقرير أن الشركات التي تنتج بدائل اللحوم مثل بيوند ميت، وجاست فودز، وإمبوسيبل فودز تشهد ارتفاعا كبيرا في قيمتها. وقد جمعت شركة بيوند ميت 240 مليون دولار من الاكتتاب العام الأولي لأسهمها في مايو الماضي، كما ارتفعت أسهمها بأكثر من الضعف بين شهري مايو ويونيو، وفقا لما جاء بجريدة ذا ناشيونال. وتتواجد منتجات الشركة الآن في العديد من المطاعم في دبي وأبو ظبي. وفي حين أن الصين، والتي تمثل ما يقرب من ثلث إجمالي استهلاك اللحوم على مستوى العالم، ما زالت تشهد زيادة في الطلب على اللحوم، إلا أنه من المتوقع أن يتباطأ هذا النمو قبل عام 2030، وذلك بسبب المخاوف الصحية وزيادة الوعي حول العلاقة بين النظام الغذائي والصحة، وفقا لما جاء في تقرير صدر عام 2018 عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومنظمة الفاو.