روتيني الصباحي: حاتم توفيق العضو المنتدب لـ "كايرو سولار"
حاتم توفيق العضو المنتدب لـ "كايرو سولار": روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع حاتم توفيق، الذي يرأس شركة كايرو سولار العاملة في مجال الطاقة الشمسية.
اسمي حاتم توفيق، وعمري 32 عاما، ولكني لا زلت ساذجا بما فيه الكفاية لأعتقد أنني أستطيع أن أغير العالم للأفضل مع تحقيق عائد مادي أيضا. تخرجت من مدرسة كايرو أمريكان كولدج وجامعة ماكماستر الكندية، كما عملت في البنك التجاري الدولي لعدة سنوات. أنا المدير التنفيذي لشركة كايرو سولار، التي تساعد الناس على تجنب دفع فواتير الكهرباء دون دخول السجن.
سأكون صادقا.. يبدأ روتيني الصباحي في الـ 8 صباحا عندما أستيقظ بنية ممارسة الرياضة، ولكني أغلق المنبه حتى 9 صباحا. وعندما أستيقظ مجددا، أشاهد فيديوهات مضحكة لمدة 5 دقائق قبل أن أصلي، وأشرب كوبا كبيرا من الماء ثم القهوة السادة. أمارس الصيام المتقطع منذ عامين ونصف العام، وهو رائع. بعد ذلك أبدأ التحرك للعمل، حيث يقع مكتبي على الجانب الآخر من الشارع في القاهرة الجديدة، لذلك أصل هناك يوميا الساعة 9:30 صباحا بالضبط.
أقضي بقية اليوم في متابعة تنفيذ المهام الرئيسية للأسبوع ومراجعة الخطط باستمرار. ومجال الطاقة الشمسية متغير للغاية، خاصة مع تغير نسبة الفائدة وأسعار الكهرباء. وفي الـ 5 مساء أرجع للبيت للغذاء ثم أمارس تمارين "بيفيت" الرياضية في الـ 7 مساء وبعدها أقضي الوقت مع العائلة أو الأصدقاء.
أقرأ نصف صفحة يوميا من كتاب "رياض الصالحين" لمراجعة الأخلاقيات التي يجب أن أتحلى بها. ولا زالت قراءة الكتب الدينية أمرا رائعا.
بدأت كايرو سولار في 2015، وسرعان ما أصبحت أول شركة تنجح في بيع الكهرباء للحكومة، من بيتي. عانينا كثيرا في أول 3 سنوات، فهناك 300 شركة للطاقة الشمسية في المجال، وكان علينا أن نقنع عددا محدودا من العملاء لماذا يجب أن يختاروننا دونا عن الـ299 الآخرين، وذلك على الرغم من وجود أزمة تعويم الجنيه. استغرق الأمر وقتا قبل تحقيق ذلك، وكان فريقنا يتكون من عدة أشخاص فقط يمارسون الأعمال المتنوعة، فمثلا كنت أقود سيارة تابعة للشركة مرة شهريا، وفي إحدى المرات طلبت مني سيدة عجوز توصيلها اعتقادا منها أنني ميكروباص، بالرغم من ارتدائي بدلة كاملة، ولكنني قمت بتوصيلها وأصرت هي على دفع الأجرة. وبدأت الأمور في التحسن في 2018، والآن نحن من أهم 5 شركات للطاقة الشمسية في مصر.
وما هي الأفكار الخاطئة الأكثر شيوعا حول عملنا؟ يعتقد الناس أن الطاقة الشمسية من الأمور المترفة، وهي كذلك. ولكن يتنامى لذهنهم أن الطاقة الشمسية تتعلق فقط بالمزارع العملاقة والاستثمارات الضخمة، ولكن هناك ثلاثة أنواع أخرى للطاقة الشمسية في مصر، والتي يمكنها أن توفر لك ما يصل إلى 100% من فاتورة استهلاك الكهرباء. ويوفر تركيب اللوحات الشمسية في المنزل من 20-25% من تكاليف الكهرباء الإجمالية. وفي أماكن مثل المزارع يمكن توفير من 30- 45% من تكاليف الكهرباء. ويمكن للمنشآت متوسطة الاستهلاك مثل المصانع والمدارس وغيرها توفير 20-30% من تكاليف الكهرباء بتركيب الألواح الشمسية.
وتركز كايرو سولار على القطاع المتوسط والذي تعمل فيه الشركات بطريقتين، إما كمولد طاقة مستقل أو كمنفذ لأعمال الهندسة والمشتريات والإنشاءات (تسليم المفتاح). والطريقة الأولى، كمولد طاقة مستقل، هي عندما يكلف العميل شركة الطاقة الشمسية ببناء وتشغيل المحطة وبيع الكهرباء له مقابل عائد ثابت أو بنسبة أقل من السعر الحكومي. والطريقة الثانية، الخاصة بتنفيذ أعمال الهندسة والمشتريات والإنشاءات بتسليم المفتاح، تعني قيام الشركة ببناء المحطة مع بقاء ملكيتها للعميل. والطريقة الأولى مناسبة للمحطات الكبيرة التي لا يريد العميل إنفاق الكثير من الأموال على تشغيلها ويفضل الاستعانة بالشركة لذلك. والطريقة الثانية مناسبة للمحطات الأصغر التي يفضل العميل أن يحتفظ من خلالها بالمبلغ الموفر كاملا وليس نسبة منه فقط.
التوفير للأعمال: فعلى سبيل المثال، لن يرغب مصنع للحديد، لديه سيولة مالية محدودة ولكن يمتلك أرضا كبيرة، في الاستثمار بمحطة طاقة شمسية بطاقة 135 ميجاوات. فيختار المصنع الطريقة الأولى، وهي أن تكون الشركة مولد الطاقة المستقل، لتقوم ببيع الكهرباء للمصنع بتخفيض 10% عن السعر الحكومي. وبهذا لن يضطر المصنع، الذي يحتاج للسيولة المالية، أن يدفع مقابل إنشاء المحطة، وسيتمكن من توفير 10% من فاتورة استهلاك الكهرباء. ويوجد حاليا محطات من ذلك النوع بطاقة إجمالية تتراوح بين 20 و30 ميجاوات.
وعلى الجانب الآخر إذا أراد العميل توفير 100% من فاتورة الكهرباء، عليه أن يمتلك المحطة لنفسه، وهي طريقة "تسليم المفتاح" التي تقدمها كايرو سولار. فعلى سبيل المثال، إذا كان لدى مصنع للشامبو مساحة كافية وإمكانيات مادية، يمكنه أن يمتلك المحطة مع سداد قيمتها للبنك من خلال قروض الطاقة الشمسية التي نمنحها بنسبة فائدة منخفضة. ومع انخفاض نسبة الفائدة تنخفض قيمة الدفعات، وينخفض التأثير المالي على العميل، إذ أن ما يدفعونه للبنك مساو لما يوفرونه من كهرباء.
واعتبارا من 2019، جرى تركيب محطات متوسطة بطاقة إجمالية 12.5 ميجاوات. ومن بين 300 شركة للطاقة الشمسية مسجلة في مصر، تستحوذ كايرو سولار على حصة سوقية 12% من القطاع المتوسط. وخلال العامين المقبلين، أتوقع أن يضيف هذا القطاع طاقة إجمالية قدرها 75 ميجاوات وهو ما يساوي مليار جنيه. أعتقد أن هذه فرصة كبيرة للبنوك للاستفادة من تلك المشروعات.
والعامل الداخلي أو الخارجي الأكثر تأثيرا على أعمالنا هو نسبة الفائدة المنخفضة. فانخفاض نسبة الفائدة حتما سيشجع العملاء على تركيب المحطات الشمسية.
أفضل نصيحة عملية تلقيتها هي أن "الأمور تستغرق وقتا". هذه العبارة علقت بذهني منذ أن قالها لي أحد مساهمينا، الذين آمنوا بفكرتنا. وفي عالم الشركات الرأسمالية الذي نعيش فيه يريد الناس أن يحققوا النتائج بسرعة، وعادة ما يستسلم المستثمرون وأصحاب الشركات أيضا بسهولة إذا لم تتحقق نتائج جيدة خلال عام أو عامين. وأنا الآن أؤمن بأنه يجب أن نتحلى بالصبر لأن "الأمور تستغرق وقتا".