الجنيه عند أعلى مستوياته في ما يقرب من 3 سنوات، ويكسر حاجز 16 جنيها للدولار
الجنيه يرتفع لأعلى مستوياته في نحو 3 سنوات أمام الدولار: صعد سعر صرف الجنيه أمام الدولار أمس ليصل إلى أعلى مستوياته منذ فبراير 2017، مسجلا 15.98 جنيه للدولار، ليتجاوز حاجز الـ 16 جنيها للدولار، وفقا لبيانات البنك المركزي. وقفز سعر صرف الجنيه بنسبة 10.1% مقابل الدولار منذ بداية العام الجاري، وفقا لجريدة الشروق.
وأرجع محللون ببنوك استثمار هذا التحسن في سعر صرف الجنيه إلى عدة عوامل، في مقدمتها زيادة استثمارات الأجانب في أذون الخزانة، والتي ارتفعت لتصل إلى 15.29 مليار دولار بنهاية سبتمبر الماضي، مقارنة بـ 15.06 مليار دولار في نهاية الشهر ذاته من العام الماضي، إلى جانب ارتفاع أعداد السائحين القادمين إلى مصر، واستقرار تحويلات المصريين العاملين بالخارج. وكانت وزيرة السياحة رانيا المشاط قد صرحت في وقت سابق بأن عائدات السياحة ارتفعت إلى أعلى مستوى في تاريخها عند 12.5 مليار دولار في العام المالي 2019/2018. وأظهرت بيانات للبنك الدولي أن تحويلات المصريين العاملين في الخارج من المتوقع أن تصل إلى 26.4 مليار دولار بنهاية العام الجاري.
وبالحديث عن تدفقات النقد الأجنبي في أدوات الدين الحكومية، قالت مصادر لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن صناديق الاستثمار العالمية ضخت 490 مليون دولار في أذون الخزانة المحلية أمس. وعزت المصادر تلك التدفقات إلى التطورات الإيجابية في الاتفاق التجاري بين الصين والولايات المتحدة، والتى أسهمت في تدفق أموال الصناديق الدولية بغزارة للأسواق العالمية.
التحسن في سعر صرف الجنيه يرتبط بشكل أكبر بعوامل خارجية أكثر من ارتباطه بالأوضاع الداخلية في مصر، وفقا لما صرح به الخبير الاقتصادي هاني توفيق، في مداخلة هاتفية مع لميس الحديدي في برنامج "القاهرة الآن" مساء أمس. وأشار توفيق إلى أن سعر صرف الجنيه لم يرتفع أمام معظم العملات الأجنبية الأخرى، مما يشير إلى أن ما نشهده هو تراجع الدولار وليس تحسن في العملة المحلية. وأشار أيضا إلى أن ميزان المدفوعات الخاص بمصر سجل عجزا بنحو 100 مليون دولار، ما يعني أن ليس هناك مبررات لارتفاع الجنيه. وأوضح توفيق أن تراجع سعر صرف الدولار مؤشر سلبي، وهو دليل على عدم وجود سيولة فى السوق وهو ما جعل الحكومة لإطلاق العديد من المبادرات لتنشيط السوق وخفض أسعار السلع (شاهد 7:21 دقيقة).
محمد أبو باشا، رئيس وحدة بحوث الاقتصاد الكلي لدى المجموعة المالية هيرميس، كانت له وجهة نظر مختلفة، إذ قال في مداخلة هاتفية مع عمرو أديب، في برنامج الحكاية إن تحسن سعر صرف الجنيه أمام الدولار يرجع بالأساس إلى التدفقات التي ضخها المستثمرون الأجانب في أدوات الدين أمس، إلى جانب تراجع الطلب على الدولار في السوق المحلية. وأشار أبو باشا أيضا إلى حالة التفاؤل التي تسود الأسواق العالمية بشأن قرب الوصول لاتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين. ورهن أبو باشا مواصلة التحسن في سعر صرف الجنيه باستمرار تدفقات الاستثمار الأجنبي في أدوات الدين المصرية (شاهد 10:25 دقيقة).
بوادر الانفراج في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين كانت لها أيضا آثار إيجابية على أسهم وسندات صناديق المؤشرات المتداولة بالأسواق الناشئة، والتي شهدت تدفقات داخلة بنحو 1.15 مليار دولار الأسبوع الماضي، بزيادة 8 أضعاف مقارنة بالأسبوع قبل الماضي، وفقا لوكالة بلومبرج، والتي قالت إن "التدفقات دخلت إلى أكبر ثلاثة أسهم لصناديق للمؤشرات المتداولة في الأسواق الناشئة، بدلا من الصناديق المتخصصة في بلد بعينها، ما يشير إلى تفاؤل المستثمرين بتلك الفئة من الأصول بشكل عام".