هل يمكن للأسواق الناشئة مواصلة النمو؟
هل يمكن للأسواق الناشئة مواصلة النمو؟ النمو السريع لأتمتة الوظائف وتراجع معدلات المواليد ستجعل من الصعب على الأسواق الناشئة الهروب من فخ الدخل المتوسط والتحول إلى مصاف الدول المتقدمة، حسبما كتب كريستوفر وود، خبير استراتيجية الأسهم العالمية لدى شركة جيفريز. ويضيف وود أن نموذج الاقتصاد القائم على العمالة والتصنيع الكثيف، والذي تستخدمه الدول النامية مثل كوريا الجنوبية والصين وتايوان لبناء اقتصادات متقدمة، أصبح في خطر متزايد بسبب التكنولوجيات الحديثة ونماذج الأعمال القائمة على البيانات. ويعني ذلك أن الجيل المقبل من الاقتصادات الناشئة الجديدة سيجد نفسه دون خطة تسير عليها، وسيضطر لابتكار مسارات تنمية خاصة به.
تباطؤ النمو السكاني أيضا يسبب صداعا للأسواق الناشئة: الأسواق الناشئة الآسيوية بشكل خاص، ستعاني من أجل الحفاظ على معدلات الإنتاجية مع تباطؤ نمو عدد السكان في سن العمل وتراجع معدلات النمو السكاني. أما بالنسبة لمصر، فالعكس صحيح، إذ تتوقع تقديرات الأمم المتحدة للسكان استمرار التضخم السكاني في مصر خلال العقود المقبلة.
انحسار العولمة يعمق الأزمة: نجحت الأزمة المالية العالمية وزعزعة استقرار سلاسل التوريد العالمية بسبب سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قطع نسب كبيرة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي كانت ضرورية للأسواق الناشئة كي تهرب من فجوة الدخل المتوسط. وفي السنوات الـ 12 الماضية منذ 2007، انخفضت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الأسواق الناشئة كنسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي من 3.8% إلى 1.9%.