ندى الأحول، مديرة تطوير الشركات بمجموعة "آي إيه سي سي" القابضة
ندى الأحول، مديرة تطوير الشركات بمجموعة IACC القابضة: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. وتتحدث إلينا هذا الأسبوع ندى الأحول مديرة تطوير الأعمال بشركة IACC القابضة المتخصصة بالشحن واللوجيستيات.
اسمي ندى الأحول، عمري 30 عاما، وأعمل في منصب مدير تطوير الشركات بمجموعة IACC القابضة. وهي شركة قطاع خاص وإرث عائلي وأنا من الجيل الثالث الذي يعمل بها.
تلعب شركة IACC القابضة دورا استثماريا رائدا في تطوير سلسلة الإمدادات الإقليمية والعالمية بالشحن واللوجستيات. نحن نمتلك وندير خمس شركات تابعة بجانب سلسلة شحن الإمدادات. دوري بالشركة يتمثل دوري في إعداد نماذج أولية جديدة في المجموعة وتصميمها وإدارة أي جديد بالمجموعة، والذي قد يشمل شركات جديدة، ومشاريع جديدة، واستثمارات جديدة، واستقطاب أشخاص جدد، ووضع هياكل مؤسسية جديدة للشركة في مكانها الصحيح، وما إلى ذلك. قد يبدو الأمر وكأنه عمل فردي، لكنني أعمل من خلال فرق الإدارة لدينا عندما يتعلق الأمر تقريبا بكل ما نقوم به.
لقد استغرقني الكثير من العمل الشاق كي أدرب نفسي لأصبح شخصا صباحيا، إذ رشيت نفسي بالإندورفين، كي أحمس نفسي لممارسة الرياضة بمجرد أن أستيقظ. بعد ذلك التزمت بالتدريب مع مدرب رياضي كي أجعل نفسي أكثر التزاما. أن أبدأ يومي بممارسة الرياضة يساعدني بالفعل في إدارة طاقتي. وللأسف أنا دائما ما أتفقد إشعاراتي، لكنني أحاول عدم فتح أي رسائل بريد إلكتروني أو رسائل أو الرد عليها إلا بعد انتهاء التمرين. بعد ذلك، أقرأ نشرة إنتربرايز تحديدا لمتابعة الأخبار المحلية، ثم بعد ذلك استمع إلى ملخص الأخبار عبر بودكاست “فاينانشال تايمز” لمتابعة الأخبار العالمية، وكل ذلك جزء أساسي من صباحي، إلى جانب فنجان قهوتي الأول بالطبع.
أجتمع بعد ذلك مع فريق الإدارة من المكاتب المختلفة عبر برنامج دايلي هادل. يقدم كل منا آخر المستجدات، ونناقش أي تحديات محتملة سنواجهها في ذلك اليوم. وأجد أن تلك الطريقة تساعدني على ضبط اليوم وتحديد الأشياء التي يجب أن أنتبه إليها. وقد أثبتت أنها طريقة مدهشة تساعد على انخراط الجميع بالعمل وأنا من بينهم.
بالنظر إلى طبيعة عملي، أيامي لا تتشابه أبدا . أحاول تقسيم يومي إلى فترات كل منها 30 دقيقة للاجتماعات والمستجدات ورسائل البريد الإلكتروني وحتى وقت الغداء. كما لدي سمعة سيئة بالشركة كوني دقيقة للغاية، فلدينا قاعدة بالمكتب أن أي شخص يصل متأخرا عن الاجتماع، سوف يدفع 10 جنيهات عن كل دقيقة يتأخر فيها. وأي مبلغ يتم جمعه يذهب نحو مشروعنا الاجتماعي “التعليم أولا.”
الشحن صناعة عالمية، لذا وبطبيعة الحال يتضمن العمل الكثير من السفر. لكن زيادة الاجتماعات عبر الإنترنت كانت تغييرا كبيرا، وساعدتنا على البقاء على اطلاع دائم بكل المستجدات في أي مكان بالعالم.
أستمتع بالقراءة ومشاهدة الأشياء التي تساعدني على اكتشاف أفكار جديدة و تعرفني على قصص مثيرة للاهتمام. لذلك كنت أقلب مؤخرا في نتفليكس وشاهدت الفيلم الوثائقي Inside Bill’s Brain ، والذي يهدف إلى إعطاء نظرة داخلية لعقل بيل جيتس ودوافعه. وانتهى بي الحال بمشاهدة جميع الحلقات الثلاث في جلسة واحدة. هو رجل ملهم ومتواضع للغاية، وقد وجدت أنه من المثير للإعجاب أن أرى كيف يقوم بتحليل المشاكل العالمية الكبيرة في محاولة لإيجاد حلول لها، وغالبا ما كان ينجح. كما بدأت مؤخرا في قراءة كتاب Shoe Dog الذي يروي قصة شركة Nike ، وقرأت الكتاب خلال رحلة طويلة واكتشفت خلالها أني لا أستطيع ترك الكتاب من يدي. الكتاب يستحق بالتأكيد الضجة المثارة حوله، إذ انه حقا قصة ملهمة عن الصمود.
بدأت IACC قبل 40 عاما كمشغلة للموانئ وعاملة في الشحن والتفريغ، ثم نمت سريعا وأصبحت تقدم جميع الخدمات اللوجستية بل وخدمات النقل البحري كلها. ولمدة 20 عاما، كنا مؤسسة مشتركة مع شركة كونا + ناجل الألمانية للشحن. كما أسس جدي، وهو رائد أعمال بالفطرة، أول شركة شحن جوي خاصة في مصر بداية الثمانينات، وهو ما أتاح للبضائع الغالية أو التي تنتهي صلاحيتها سريعا الانتقال بسهولة من خلال ربط مصر بأهم المطارات الأوروبية.
واليوم تحتوي محفظتنا الاستثمارية على شركة ترانسمار، وهي خط شحن الحاويات الوحيد في مصر، بالإضافة لشركة ترانسكارجو الدولية (TCI ) لخدمات الشحن والتفريغ والتخزين، وشركة ترانسلاند للشحن البري وشركة سفينة المتخصصة في وكالة السفن. ولدينا أيضا مشروعنا الأحدث وهو IACC اللوجستية للشحن لجميع أنحاء العالم.
وتنافس IACC العمالقة حول العالم، وأعني بذلك شركات متعددة الجنسيات ذات شبكات دعم ضخمة وتواجد دولي واسع. وكمشغل فريد من نوعه، منحنا حجمنا ميزة تنافسية، إذ وجدنا أن الشركات متعددة الجنسيات تفضل التعامل مع الشركات الأصغر مثلنا لأننا ندرس بعناية نظام عملهم وحوافزهم ومؤشرات أدائها الرئيسية. فنحن نوجه كل جهودنا لمساعدتهم على توسيع تواجدهم وتحسين فرص ازدهار أعمالهم. ولا تستطيع بعض الشركات متعددة الجنسيات بذل وقتها في فهم عملائها أو التكيف مع احتياجاتهم. ولهذا فأحد أهم مباديء شركتنا هي أن نضع أنفسنا مكان العميل، ونقوم بتعيين وترقية وتدريب موظفينا بناء على ذلك وهو ما يخدم نقطة تميزنا ولهذا نعمل على تدريب العاملين على هذا النوع من التفكير.
ولا يعلم الكثيرون أن مصر كانت لديها خط شحن بحري متخصص في الثمانينات، حيث كنا ندير أسطولنا بأنفسنا ودعمنا حركة التجارة في الخليج العربي وحتى جنوب أفريقيا. ومقرنا كان دائما القاهرة، في حين اكتفت الخطوط الأخرى لفتح مكاتب فقط لها هنا. ومع اعتقادي بأن الدوافع الوطنية لا يجب أن تلعب دورا في صناعة القرار المالي، فوجود هذه الخدمة منذ زمن بعيد يجب أن يكون مصدر فخر لمجتمع الأعمال في مصر.
والتحدي الكبير الذي يواجه صناعتنا هو اعتقاد الحكومة بأن الشحن البحري هو عقبة أمام التصدير، في حين أننا أيضا مصدرون. فنحن نوفر خدمة عالمية ونجلب للبلاد عملة صعبة وهي تدخل السوق المصري ولا يتم تحويلها للخارج. ومنح حوافز لشركات تنظيم الشحن البحري والمستثمرين هو وسيلة عظيمة لدعم التصدير المصري للسلع والخدمات. ونحن نعلم أن هناك حوافز عديدة للمستثمرين الأجانب في مجال الخدمات اللوجستية ونحن نود أن نرى ذلك أيضا لنظرائهم المصريين.
لقد أمضيت وقتا طويلا قبل أن أعي أهمية الحياة المتوازنة، فأنا الآن استثمر في نفسي وفي علاقاتي الشخصية وصحتي، وهو ما يساعدني على التقدم حيث أريد.
كما أنني أحب السفر حيث أسافر كلما أمكن لاكتشاف أماكن جديدة، وغالبا ما أضع لنفسي هدفا بالسفر إلى مدينتين أو بلدين جديدين كل عام.
أنا أؤمن بأن كل شخص نقابله في حياتنا يعلمنا شيئا، ويمكننا أيضا تعليمهم شيئا. وأحد أكثر الأمور التي علقت في ذهني هي جملة قالها أحد أساتذة كلية الاقتصاد وهي إن “الأشخاص لا يتركون مؤسسات، ولكنهم يتركون أشخاص”. وقد غيرت هذه الجملة في مفاهيمي وجعلتني لا اكتفي بتنمية مهاراتي القيادية فقط ولكن أيضا في تنمية قدرات فريقي وفي كيفية أن نكون قادة ملهمين للآخرين.
والالتزام بنظام هو عملية مستمرة، فأنا استخدم مايكروسوفت أوتلوك لتسجيل تنبيهات لمتابعة كل رسالة إلكترونية لفريقي حتى لا يفوتوا شيئا، وهو ما يكرهوه. وفي الأمور الأخرى اعتمد على سيري، حيث أطلب منها تذكيري بكل شيء.
وبشكل عام أحاول أن أبقى على أكبر قدر من مساحة عقلي خالية للتفكير بدلا من الإبقاء على معلومات غير مفيدة، ولذلك أنا أؤيد استخدام أي أداة تذكرني بمتابعة ما يجب متابعته، ومن بين تلك الأدوات الكتابة بالطبع.