هدايت إسلام، المؤسسة المشاركة لشركة إكليجو ديزاين ومؤسسة شركة جام سبيس ديزاين بإنجلترا
هدايت إسلام، المؤسسة المشاركة لشركة إكليجو ديزاين ومؤسسة شركة جام سبيس ديزاين بإنجلترا: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. وتتحدث إلينا هذا الأسبوع هدايت إسلام المؤسسة المشاركة لشركة إكليجو ديزاين الحائزة على جوائز في الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي والأثاث، وتضم فريق يتكون من أكثر من 70 شخصا، وهي أيضا مؤسسة شركة جام سبيس ديزاين.
إسمي هدايت إسلام، أعمل في مجال التصميم الداخلي على مدار العشرين عاما الماضية. درست التصميم الداخلي في نيويورك قبل العودة إلى مصر، حيث شاركت في تأسيس إكليجو ديزاين مع شريكتي المهندسة المعمارية، دينا الخشاب. وانتقلت إلى لندن قبل ست سنوات، حيث أسست وأدير حاليا شركة جام سبيس يو كي، وهي شركة تصميم داخلي مقرها لندن، ولها جذور راسخة في مصر.
لا أزال أعمل في مشروعات التصميم الداخلي وتصميم المنتجات مع شركة إكليجو ديزاين، بينما تعمل دينا في مشاريع منفصلة وتدير إكليجو بشكل يومي. في شركة جام سبيس أعمل في مشروعات في لندن، ونحن بصدد إطلاق مجموعتنا الجديدة من ورق الحائط والأقمشة في معارض إكليجو وشويكار في الزمالك. وهي مجموعة كثيفة الأنماط، تحتفل بتاريخ مصر الغني بالزينة، وترافقها مجموعة صغيرة من الإكسسوارات المنزلية.
لدي جدول مليء بالأعمال، لكني أحب ما أقوم به. يوميا، أقوم بموازنة العمل بين مشاريعي مع إكليجو، ومشاريعي وإدارتي اليومية لجام سبيس. إلى جانب ذلك، لدي ثلاث بنات ، وبالطبع هن أهم أولوياتي.
صباحاتي تبدأ مبكرا. أستيقظ في السادسة صباحا، أجهز وجبة الإفطار ووجبات الغداء المدرسية لأطفالي، وأجهزهم للانطلاق للمدرسة بحلول الـ 7:30 صباحا. بعدها أبدأ في كتابة قوائم أعمالي، وأخطط لليوم، وأرى كيف يمكنني تقسيمه، لتحقيق أعلى استفادة ممكنة. يمكنك أن تتخيل الدوامة المتوقعة من العمل في بلدين بعيدين، لذلك أحتاج إلى التخطيط الجيد. بعدها استرخ وأصف ذهني من خلال ممارسة الرياضة أو الركض. بعدها يبدأ يوم العمل الفعلي بإجراء محادثات مع فريق عمل القاهرة، يليها الفريق الذي أعمل معه في لندن. يختلف تركيزنا من يوم لآخر، اعتمادا على مشاريعنا وأولوياتنا في ذلك الوقت، ولكنها في الأساس عملية للتأكد من إنجاز قائمة المهام.
هوايتي المفضلة الجديدة هي النحت، وتمكنت من تخصيص يوم أسبوعيا لممارستها. بين الساعة الـ 4 والـ 5 مساءا أبدأ في إنهاء اليوم، يعتمد ذلك على الوقت الذي تعود فيه بناتي إلى المنزل.
أستمتع بمشاهدة الأفلام وقراءة الروايات عندما يتاح لي الوقت لذلك. أحببت مشاهدة فيلم “أمس” الكوميدي من إخراج داني بويل، والذي تدور أحداثه حول كاتب أغاني يستيقظ في أحد الأيام ليجد أن لا أحد الأرض يتذكر فرقة البيتلز. هو فيلم كوميدي لكنه يطرح أيضا بعض الأسئلة العميقة بشكل غير متوقع حول الصدق والنجاح. وكذلك استمتعت مؤخرا بقراءة كتاب “نحال حلب”، وهي رواية جميلة وحزينة عن الحرب في سوريا والتهجير وما تعنيه فكرة الوطن.
الأصل وراء تسمية إكليجو ديزاين يعود لأيام دراستي للديكور في نيويورك. وكانت زميلتي في الغرفة تدرس في جامعة نيويورك وتلقت دورية باسم “إكليجو”. أعجبني الاسم، ووجدت ترجمة له بمعنى “أن يختار المرء لنفسه”. عندما التقيت دينا لأول مرة، أعجبنا “إكليجو” واخترناه كاسم للشركة. بدأنا العمل بغرفة الطعام الخاصة بجدتي، ثم أصبحنا شركة للتصميم المعماري والديكور عام 2000 وفي عام 2005 أطلقنا فرع بيع بالتجزئة لعرض القطع التي نصممها ونصنعها محليا. وفي 2008 انضمت إلينا شريكتنا الثالثة هبة الجبالي، وفي 2014 انتقلت إلى لندن وقامت دينا وهبة بمتابعة العمل اليومي والتوسعات في إكلجو.
أعتقد أن إكليجو توفر خدمة غير متوفرة في السوق، خاصة للذين يقدرون التصميمات الجيدة ويشجعون التصميم والإنتاج المحلي. فنحن نوفر حلولا متكاملة لتصميم المنازل والمحال التجارية وتجمع تصميماتنا بين التميز والحداثة والدراية بتراث مصر الفني والمعماري.
وغالبا لا يدرك الناس الوقت الذي يستغرقه وضع تصميم جيد، وهذا هو أحد أكبر التصورات الخاطئة عن عملنا.
أنا أؤمن أنه كلما اعتمدنا على الموارد والمواد المحلية في مصر كلما أصبحت صناعتنا أقوى. مثلا، قبل عدة سنوات، عرفني محمد سعيد مؤسس إيبوني وأيفوري، على أستاذ جامعي تمكن من تحويل جريد النخيل إلى خشب رخيص وأعلى جودة من نظيره المستورد. وإذا انطلق هذا المشروع بنجاح فسيكون علامة تحول لصناعة الأثاث في مصر حيث أن لدينا 13 مليون نخلة.
في أوقات فراغي أحب القراءة وزيارة المعارض والذهاب للتمشية مع زوجي، كما أحب أن أزور المسرح من آن لأخر، كما بدأت في ممارسة النحت بجدية.
أفضل نصيحة أحب توجيهها هي أن يفعل الإنسان ما يحب، وأن يركز على إجادته، ومن ثم ستترتب الأشياء. وهذه النصيحة السديدة وجهها لي والد أحد أعز أصدقائي، وكان لها أثرا كبيرا على حياتي. وبالطبع غرس والديّ في وفي أختي صفة الالتزام بالعمل من خلال تجسيدهما لمثال حي على ذلك أثناء تربيتنا.
أحاول دائما أن أبقى منظمة، و”أحاول” هنا هي كلمة السر، حيث أدون وأحدث بصفة مستمرة قائمة بالأعمال التي سأقوم بها. كما أقوم بتقسيم أيام الأسبوع، فمثلا يوم الإثنين هو لقراءة الرسائل والتواصل مع زملاء العمل وكتابة قائمة بأعمال الأسبوع. وفي يوم الثلاثاء أركز على الإبتكار، حيث أزور المتاحف والمعارض للحصول على الإلهام لتنفيذ المنتجات والمشروعات. وفي يومي الأربعاء والخميس أقوم بإنهاء أعمال الأسبوع، أما يوم الجمعة فهو يوم الترفيه، عندما أقوم بممارسة النحت في الصخر من العاشرة صباحا وحتى الرابعة عصرا.