كيف يمكن قياس تأثير المديرين على أداء الشركات؟
كيف يمكن قياس تأثير المديرين على أداء الشركات؟ تناولت دراسة حديثة، نشرتها مجلة الإيكونوميست، تأثير المعاملة التفضيلية التي يحظى بها بعض المديرين بهدف تحفيزهم لأداء أفضل على إنتاجية العمل، وذلك من خلال استخدام الاقتصاد السلوكي وعلم النفس. وتتناول الدراسة تأثير التسلسل الوظيفي على التعاون داخل الفريق باستخدام تجارب لقياس ميل الفرد للمساهمة في العمل الجماعي، ووضعه أمام مواقف قد تمكنه من استغلال مجهودات الآخرين. وفي إحدى التجارب، التي تندرج ضمن الاقتصاد التجريبي، تم تقسيم المجموعة إلى مديرين وعاملين، مع تطبيق متغيرات مختلفة على العاملين مقابل المديرين وتغييرها في كل جولة. وتم مقارنة النتائج بجولات أخرى لم يكن فيها تفرقة في المعاملة بين المديرين وبقية الموظفين.
ماذا نستفيد من تلك التجربة؟ تثبت التجربة أن منح مزيد من المميزات لمن هم في قمة الهرم الوظيفي وزيادة العبء على من في أسفل الهرم أمر خطير، إذ يقلل من الأداء والإنتاجية العامة للعمل. وبالرغم من إثبات التجربة أن وجود تسلسل وظيفي يتمثل في مديرين وعاملين يزيد من التعاون وإنتاجية العمل، فإن إعطاء حوافز خاصة للمديرين يتسبب في انخفاض الأداء. فالعاملون يشعرون برغبة أقل في العطاء عندما يتم تكليفهم بمهمات لا تتناسب مع المقابل الذي يحصلون عليه، ومقارنة بما يحصل المديرون عليه من مزايا. وكذلك تظهر التجربة أن المديرين يستفيدون من الحوافز بطرق "خبيثة" عندما لا يعلنون عن حجم ما يحصلون عليه مقابل مساهماتهم في العمل الجماعي وهو ما ينتقص من حقوق العاملين. وتبرز الدراسة أهمية أن تضع المؤسسات نظاما عادلة لمكافأة العاملين بها بهدف ارتفاع الأداء.