إجراءات أمنية مشددة ومظاهرات محدودة الجمعة الماضي
إجراءات أمنية مشددة ومظاهرات محدودة الجمعة الماضي: تجمعت أعداد صغيرة من المتظاهرين للأسبوع الثاني على التوالي يوم الجمعة الماضي في القاهرة وعدد من المدن المصرية، من ضمنها الإسكندرية وقنا، حسبما ذكرت جريدة وول ستريت جورنال. وأفادت دويتشه فيله أنه لم ترد تقارير عن مظاهرات بأعداد كبيرة، وقد فرقت قوات الأمن معظم التظاهرات الصغيرة. كما شددت وزارة الداخلية الإجراءات الأمنية بوسط القاهرة، وأغلقت معظم الشوارع ومحطات المترو المؤدية لميدان التحرير تحسبا لحدوث أي تجمعات محتملة، وفق ما نقلته جريدة الجارديان. في حين تجمعت أعداد قليلة بعدد من المناطق مدفوعة بنداءات المقاول محمد علي الذي دعا لمظاهرات مليونية لعزل الرئيس عبد الفتاح السيسي.
من ناحية أخرى، خرجت مسيرات أكبر للشوارع لدعم الرئيس السيسي والحكومة واحتشد مؤيدو الرئيس في تظاهرة كبرى بمدينة نصر، حيث هتفوا تأييدا للرئيس ورفعوا علم الدولة وصور السيسي، وفقا لوول ستريت جورنال.
وألقت قوات الأمن القبض على أكثر من 1000 شخص من المتظاهرين الذين جرى استجوابهم بالنيابة العامة عن تورطهم بالمظاهرات، حسبما ذكرت صحيفة المصري اليوم. ويمنع القانون المظاهرات والتجمعات بغرض التظاهر دون موافقة رسمية من وزارة الداخلية وفقا لقانون التظاهر لعام 2013. بينما أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم الجمعة أن الأمن اعتقل أكثر من 2000 شخص خلال الفترة الماضية.
من ناحية أخرى قالت الهيئة العامة للاستعلامات إن المراسلين الأجانب سمح لهم بتغطية المظاهرات دون أي قيود، وفق بيان صادر عن الهيئة، كما أصدرت الهيئة تصريحات صحيفة لجميع المراسلين الزائرين لتغطية أحداث الجمعة، وفقا للبيان.
وتباينت ردود الفعل العالمية: أصدرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت بيانا أعربت فيه عن "قلقها البالغ" بشأن الاعتقالات ودعت السلطات المصرية إلى "احترام الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي". من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا أعربت فيه عن رفضها التام لبيان المفوضية السامية لحقوق الإنسان. وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد حافظ إنه "من غير المقبول صدور مثل تلك البيانات عن كيان أممي يتيعن عليه تحري الدقة فيما يصدره من بيانات وألا يبني تقديره على افتراضات وتوقعات بهدف الترويج لانطباعات منافية للواقع وحقيقة الأمور". وأدلى رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي إليوت إنجل وعضو اللجنة مايكل مكول بتصريحات مشابهة لتصريحات المسؤولة الأممية في بيان مشترك يوم الجمعة. من ناحية أخرى قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعمه للسيسي خلال اجتماع الأسبوع الماضي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلا إنه "غير مهتم" بالمظاهرات.
وجددت وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث البريطانية تحذيراتها بشأن السفر إلى مصر، مشيرة إلى أن الخطر متزايد حاليا في القاهرة ومدن أخرى بسبب المظاهرات ونصحت مواطنيها بالابتعاد عن مناطق المظاهرات والتجمعات، خوفا من الاضطرابات التي يمكن أن تحدث فجأة دون أي تحذير.
آراء الخبراء السياسيين: تساءل كثير من الخبراء السياسيين عمن يقف وراء تلك المظاهرات التي نشبت بغتة بالنسبة لكثيرين. هناك القليل أو يمكن أن نقول لا يوجد أي إشارات تقول إن الإخوان حاليا يمتلكون الموارد أو الهيكل التنظيمي للتحريض على الاحتجاجات، على الرغم من دعمهم الواضح على وسائل التواصل الاجتماعي، حسبما قال ديفيد بوتر، زميل مشارك في مركز أبحاث تشاتام هاوس لدويتشه فيله. وأضاف بوتر أن المعاناة الاقتصادية الناتجة عن برنامج الإصلاح الاقتصادي قد اكتسبت نوعا من التماسك والتوجيه من خلال فيديوهات محمد علي. وكتب المحلل السياسي إتش إيه هيليرالسو لمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي إن "التحسينات الاقتصادية الكبرى" للمواطن العادي ضرورية لإخماد "المعارضة ذات الدوافع الاقتصادية". ورغم أن بريت ستيفنز من صحيفة نيويورك تايمز استبعد احتمالية الإطاحة بالسيسي، إلا أنه حث الحكومة الأمريكية على تكثيف الضغط على مصر للعمل على تحقيق "إصلاح سياسي تدريجي" في مقابل المساعدات التي تقدمها لمصر.
تناول العديد من وكالات الأنباء ومواقع الأخبار العالمية الأوضاع في مصر خلال عطلة الأسبوع، يمكنكم قراءة المزيد عبر مواقع (رويترز | نيويورك تايمز | وكالة الأنباء الفرنسية | أسوشيتد برس | تيليجراف | فورين بوليسي | ذا ناشيونال)