أسعار النفط تقفز مع تصاعد حدة أزمة أرامكو السعودية
أسعار النفط تقفز مع تصاعد حدة أزمة أرامكو السعودية: وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس اتهامات لإيران بالوقوف وراء الهجمات التي وقعت السبت الماضي واستهدفت منشأتي نفط سعوديتين، ما تسبب في وقف مؤقت لإنتاج 5.7 مليون برميل من النفط يوميا، أي نحو 5% من الإنتاج العالمي. واتهم ترامب في تغريدة له طهران بالكذب، وشدد أيضا على دعم بلاده للسعودية وألمح إلى استعداد واشنطن لتصعيد الصراع في حال ظهور ما يثبت تورط إيران في تلك الهجمات، وهو الاتهام الذي وجهه أيضا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في وقت سابق.
من ناحية أخرى، أصبح المسؤولون في شركة أرامكو أقل تفاؤلا بشأن سرعة استئناف الإنتاج لمعدلاته الطبيعية، مما كانوا عليه الأحد الماضي عندما قالوا إنه سيتم معاودة إنتاج النفط بشكل كامل خلال أيام. وتشير التقديرات الحالية إلى أن الأمر يمكن أن يستغرق أسابيع أو حتى شهور قبل أن تعاود المنشآت النفطية التي تعرضت للهجوم العمل بطاقتها الكاملة. وفي حين أن شركة أرامكو قررت الاستعانة بالنفط المستخرج من الحقول البحرية لتعويض النقص في الإنتاج، إلى جانب استخدام المخزون النفطي لديها لتلبية احتياجات عملائها، فإن المحللين يشيرون إلى إمكانية تعرض البنية التحتية النفطية للشركة لهجمات أخرى، مما يزيد من المخاوف لدى السوق.
وجراء تلك الاضطرابات، قفزت أسعار النفط لأعلى مستوياتها على الإطلاق، لتفتح تعاملات أمس بارتفاع قدره 20% لتصل إلى 72 دولار للبرميل، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز. وعلى الرغم من تراجع أسعار النفط بعد ذلك إلى مستوى 66 دولار للبرميل، فإنه ما يزال مرتفعا بنسبة 11% في يوم واحد، ليسجل بذلك أكبر زيادة بالنسبة المئوية في يوم واحد منذ عام 2016. وقال محلل متخصص في قطاع الطاقة لدى كريدي سويس إن هذا التوقف في إمدادات النفط وما عقبه من ارتفاع في سوق النفط أمور غير مسبوقة، مضيفا أن العلاوات الخاصة بالمخاطر السياسية عادت إلى سوق النفط.
تلك القفزة في أسعار النفط ليست في صالح مصر، إذ أن سعر النفط المعتمد في الموازنة يصل إلى 68 دولار للبرميل، كما أن عقود التحوط ضد مخاطر تقلبات أسعار الوقود، والتي وقعتها الحكومة مع بنوك دولية، قامت بتسعير برميل النفط بين 64 و68 دولار. وأشار تقرير لبلومبرج العام الماضي إلى أن كل زيادة بمقدار دولار واحد فوق سعر النفط المعتمد في الموازنة يضيف نحو 222 مليون دولار إلى المصروفات السنوية للدولة.
إلا أن شركة أرامكو عازمة على مواصلة خططها الخاصة بطرح أسهمها للاكتتاب، ولم تبد الشركة أية مؤشرات على احتمالية تأجيل الطرح العام، وفقا لبلومبرج. وأبدى عدد من المصرفيين والمحللين شكوكهم حول إمكانية حدوث الاكتتاب وفق الجدول الزمني الموضوع، وأشار بعضهم إلى تزايد المخاطر والذي يمكن أن يؤدي إلى إحجام المستثمرين عن المشاركة، وقال البعض الآخر إن الهجمات على منشآت أرامكو من شأنها أن تخفض تقييم الشركة – والذي حدده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في وقت سابق بأكثر من تريليوني دولار – فيما حذر آخرون من احتمالية حدوث المزيد من تلك الهجمات وهو الأمر الذي سيجعل من المستحيل تقريبا مواصلة عملية الاكتتاب. وقال خبراء إن المعدل الذي يمكن لأرامكو استئناف إنتاج النفط بشكل كامل هو العامل الأكثر أهمية في تحديد مصير الاكتتاب.
فقدان الثقة كان بمثابة الشعور السائد في الصحافة الأجنبية، إذ أشارت صحيفة فايننشال تايمز إلى أن السعودية “غير مجهزة” للتعامل مع الوضع الحالي المتمثل في وقف إنتاج النفط.