أحدث مجالات الذكاء الاصطناعي: الوساطة في النزاعات القانونية
أحدث مجالات الذكاء الاصطناعي: الوساطة في النزاعات القانونية. تتزايد بصورة مطردة أهمية الذكاء الاصطناعي والخوارزميات ضمن بدائل حل النزاعات، حسبما تقول صحيفة فايننشال تايمز. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الدور المتنامي لتحليل البيانات في توقع الأحكام القضايا، والتي تستخدم على نطاق واسع في الدعاوى القضائية الأمريكية، ويرتفع الطلب عليها في مناطق أخرى من العالم. تكنولوجيا مثل أداة تصنيف البيانات Brainspace ، بارعة بشكل خاص في تحديد وتقسيم المستندات الأكثر أهمية وترتيبها من حيث الأولوية في مرحلة مبكرة من النزاعات، بما يتيح لشركات المحاماة فحص كميات هائلة من البيانات في فترة زمنية قصيرة واستخلاص استنتاجات شاملة، ستمنحهم معرفة أكبر أو توجه مسارهم في القضايا. وفي قضية فريدة من نوعها جرت وقائعها في بريطانيا في فبراير الماضي، قام "روبوت وسيط" يسمى "سمارت سيتل وان" بحل نزاع حول فاتورة غير مسددة بقيمة 2000 جنيه إسترليني.
الروبوتات ليست بديلا عن وجهة النظر البشرية: تسوية النزاعات صغيرة الحجم شيء، وتسوية النزاعات المعقدة التي تشتمل على مبالغ مالية ضخمة ووسطاء وقضايا تحكيم شيء آخر ما زال يعتمد على النظم البشرية بالأساس، حسبما يرى الخبراء. يقول بين كارول الشريك المتخصص في حل النزاعات بشركة لينكلاتر إن "الوسيط الماهر يمكن أن يقرأ أفكار الموجودين في الغرفة ويفهم ما الذي يقلقون بشأنه، وكذلك شكل التسوية المطلوبة". ولذلك فإن مستقبل الذكاء الاصطناعي، على الأقل الآن، ربما ينصب على قدرته على معالجة وجهة النظر البشرية كما لو كانت بيانات. وهناك اتجاه في الولايات المتحدة، يعتمد على استخدام شركات التحليلات القانونية لكم كبير من البيانات من أحكام قضائية سابقة لقضاء المحاكم للتنبؤ بأحكامهم المستقبلية، وهو ما قد يمتد إلى خلق وسائل بديلة لحل النزاعات. لذلك يمكن أن يشهد المستقبل استخدام الروبوتات لمعالجة التفضيلات البشرية أو سلوك الوسطاء والمحكمين لتوقيع كيف سيكون حكمهم في قضايا معينة.