أسوأ أغسطس لعملات الأسواق الناشئة منذ عقدين
أسوأ أغسطس لعملات لأسواق الناشئة منذ عقدين: تكبدت أسهم الأسواق الناشئة خسائر بلغت 873 مليار دولار الشهر الماضي، في حين سجلت عملاتها أسوأ أداء في شهور أغسطس، منذ أغسطس عام 1997، وفق ما ذكرته وكالة بلومبرج. وسجل صندوق استثمار آي شيرز الذي يتتبع مؤشر مورجان ستانلي لصناديق المؤشرات المتداولة بالأسواق الناشئة زيادة قياسية في نسبة الأسهم المبيعة على المكشوف، وذلك مع تبدد كل مكاسب صناديق المؤشرات المتداولة بالأسواق الناشئة هذا العام تقريبا، وتراجع مبيعات السندات بالدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى منذ 42 شهرا.
مجموعة من العوامل اجتمعت لتسبب هذا التراجع، أهمها جاء من الولايات المتحدة. ما حدث في أغسطس ظهرت مقدماته في نهاية يوليو، عندما قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول إن خفض سعر الفائدة بنحو 25 نقطة أساس هو "تعديل في منتصف دورة السياسة النقدية". وهو ما سبب فزع في الأسواق، ضاعف منه بعد ذلك تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإمكانية فرض مزيد من الجمارك على الواردات الصينية إلى بلاده. ووجد المستثمرون دافعا آخر لسحب أموالهم من الأسواق الناشئة بعد أن خفض 12 بنكا مركزيا على الأقل أسعار الفائدة. الاضطرابات في الأسواق الناشئة نفسها لعبت دورا هي الأخرى: تراجعت الليرة التركية بنسبة 4% مع انخفاض توقعات نمو الاقتصاد التركي في عام 2020 إلى النصف، في حين أدت نتائج الانتخابات الرئاسية الأولية في الأرجنتين إلى ثاني أكبر انهيار في تاريخ بورصة بوينس آيرس، لتواجه خطر التخلف عن سداد ديونها السيادية للمرة التاسعة في تاريخها.
العوامل السلبية مستمرة: في ظل عدم التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، فإن من المتوقع أن تستمر الموجة البيعية في الأسواق الناشئة، حسبما ذكر محللون لوكالة بلومبرج. وقال بريندان ماكينا محلل استراتيجيات العملات الأجنبية لدى ويلز فارجو إن "سبتمبر سيشهد المزيد من الشيء نفسه". وأضاف "رغم أن الصين وضعت بالفعل خطتها الانتقامية، فإني لن أندهش إذا ما قاموا بتدابير مضادة أكثر عدوانية". وقال إريك باروميستر رئيس فريق ديون الأسواق الناشئة لدى مورجان ستانلي إن المستثمرين يريدون أن يروا أولا دلائل على أن واشنطن وبكين ستتوصلان إلى اتفاق. وأضاف أن التوقعات المتفائلة انتهت، والسوق الآن تحتاج إلى أن ترى وثائق موقعة واتفاقيات تجارية قبل أن يتحمسوا مجددا.