الرؤية المحدودة تعيق الحكومات عن الاستعداد للكوارث العالمية المحتملة

تفتقر الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى الفهم اللازم كي تتصدى وتخطط بفعالية للكوارث العالمية، حسبما يذكر تقرير منشور حديثا لمركز دراسة المخاطر الوجودية التابع لجامعة كامبريدج. ويقول التقرير إن الأمر مفزع دون مبالغة، لأن زيادة ربط العالم ببعضه البعض والكثافات السكانية الضخمة، والابتكارات الأكثر تعقيدا بدءا من الذكاء الاصطناعي وحتى التكنولوجيا الحيوية المتطورة أو الأسلحة النووية، قد تضاعف التأثير المحتمل للكوارث بصورة قد لا يستطيع العالم السيطرة عليها. وذلك فقط بالنسبة للمخاطر التي نعرفها وقد نتوقعها، فهناك مخاطر لا ندركها بعد وبالطبع لا ندرك إمكانية حدوثها.
ويرى التقرير أن المشكلة الحقيقية تكمن في الانفصال بين العلم وبين السياسات العامة. القرارات السياسية عادة ما تكون مدفوعة بتصورات الساسة عما هو مهم على المدى القصير، فمن غير المحتمل أن يضع صناع السياسة تخفيف المخاطر العالمية كأولوية لأن ذلك لن يساعدهم في الفوز في الانتخابات. التخطيط طويل المدى ينظر إليه كأمر مهم عندما يتعلق الأمر بالسياسة النقدية أو البنية التحتية، وليس عندما يتعلق الأمر بالكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية والحرب النووية. ويوصي التقرير الحكومات بتعيين المزيد من العلماء وفرق مراقبة الجودة الداخلية لبحث كل المخاطر المحتملة، وتعزيز الربط بين العلم وصناعة السياسات، وتمويل البحث الأكاديمي المستقل حول مخاطر الكوارث العالمية، وزيادة الموارد الحكومية لجذب الخبرات التكنولوجية والعلمية.