بحث جديد يكشف أيدلوجيات الاقتصاديين
بحث جديد يكشف الانحياز الأيدولوجي للاقتصاديين: أي تلميح إلى أن الاقتصاد قد يحيد عن الانضباط الموضوعي والتدقيق العلمي المعمق من الممكن ان يثير جدلا واسعا بين علمائه. حتى بعد الفشل في التنبؤ بالأزمة المالية لعام 2008 والتي تعرضت فيها الاقتصاديات الكلاسيكية الجديدة للانتقادات لكونها هرمية وتعطي فقط وصفات جاهزة ورافضة لوجهات النظر البديلة، استمر الاتجاه السائد في ادعاء الالتزام بقوي الحياد. لكن البحث الذي نشره محسن جافداني أستاذ الاقتصاد المساعد بجامعة كولومبيا البريطانية في وقت سابق من هذا العام، بالتعاون مع ها جون تشانج، الأستاذ بجامعة كامبريدج، شكك في هذه الادعاءات، وقدم أدلة قوية على انتشار التفكير الجماعي الأيديولوجي في هذا المجال.
سميث أم ماركس؟ في البحث الذي أجراه جافداني وتشانج قاما بإجراء استطلاع رأي 2400 عالم اقتصاد من 19 دولة حول العالم، 92% منهم يحملون درجة الدكتوراه، وكان المسح عبارة عن الموافقة أو عدم الموافقة على 15 بيانا أدلى بها علماء اقتصاد مشهورين. أين الخدعة؟ قام الباحثان عشوائيا بتغيير مؤلف الاقتباس دون علمهم لمعرفة ما إذا كان مجرد إسناد الاسم للاقتباس سيغير رأيهم فيه؟ على سبيل المثال اقتباسات لكل من أدم سميث وفريدريك هايك نسبت لكارل ماركس وسيجموند فرويد في محاولة لرصد التحيزات الكامنة. من ناحية أخرى أعطي مشاركون آخرون الاقتباس دون إسناد المصدر وكان عليهم تقييم الاقتباس دون معرفة المؤلف.
تحيز أيديولوجي قوي: أشارت النتائج إلى أن الأيديولوجية تميل بالفعل إلى إزاحة الموضوعية العلمية بين الاقتصاديين. وأظهر الاستطلاع أن المشاركين يميلون إلى عدم الموافقة على العبارات المنسوبة إلى مصدر غير مشهور، مقارنة بتلك المنسوبة لاقتصاديين معروفين مثل كينيث آرو وديفيد ليفين، بغض النظر عن محتوى تلك العبارات. ورغم ذلك قال حوالي 82% من المشاركين إن تقييم العبارات يجب أن يكون فقط بناء على المضمون وليس اسم قائلها، وهو ما يشير إلى أن الكثيرين لديهم عجز حقيقي عن الاعتراف بالتحيزات الضمنية.