هل يمكن أن يساعد العودة لما قبل الانغماس بالبرامج التلفزيونية زيادة الاستمتاع بها؟
هل العودة إلى زمن "الحلقة الواحدة أسبوعيا" سيزيد من استمتاعنا بالمسلسلات؟ جذب المسلسل التاريخي القصير "تشيرنوبل" إشادة عالمية بفضل ثراء القصة، لكن التصوير النابض بالحياة والمروع في نفس الوقت والذي يدور حول انفجار المفاعل النووي الأوكراني في عام 1986 يجعل من الصعب مشاهدة المسلسل كاملا دفعة واحدة، حسبما كتب تيم برادشو في صحيفة فايننشال تايمز. وعلى الرغم من أن نتفليكس وغيرها من منصات البث قد صممت نماذج أعمالها على جعل تيسير طقوس المشاهدة قدر الإمكان، كما أن الانغماس في مشاهدة مسلسل ما هو علامة على مدى جودته، إلا أن مشاهدة "تشيرنوبل" على مراحل عزز بالفعل تقدير برادشو له، وتجربته كمشاهد، حسبما يقول.
نظريا، هذا ليس مفاجئا تماما. إذ تظهر الدراسات النفسية، بما في ذلك "اختبار المارشملو" الشهير، أن القدرة على تأخير المتعة اللحظية تجلب العديد من الفوائد طويلة الأجل، بما في ذلك التقدير المتزايد لكل ما تواجهه.
ولكن ما الذي قد يعنيه ذلك بالنسبة لمنصات البث؟ ربما تكون نتفليكس هي الرائدة في تلك المنطقة، لكن معركة أولوية البث تتوزع الآن بين مجموعة من المنصات الأخرى منها أمازون و هولو وأبل وكوم كاست و إيه تي آند تي و ديزني. ونظرا لكون العديد من الابتكارات التقنية الناجحة نتجت بالأساس عن تعديلات صغيرة بناء على تجربة المستخدم، فإن برادشو يقترح تعديلا على نموذج المشاهدة المتواصلة، من خلال إضافة حد زمني بين الحلقات مدته 24 ساعة. ويضيف برادشو "يمكن لنهج جدولة مشاهدة الحلقات على دفعات منفصلة أن يحفز الترقب للحلقات الجديدة كما يزيد من إحساس الولاء نحو المسلسل والذي يأتي مع الاعتياد. تدليل المتفرج قد يكون أهم وسائل البيع بالنسبة لمنصات البث، ولكن ربما ما زالت هناك مساحة لقليل من الابتكار في الطريقة التي نستهلك بها المحتوى الترفيهي.