جوميا قصة نجاح أفريقية أم نوع جديد من الاستعمار؟
يصفونها دائمة كقصة نجاح أفريقية عظيمة، ولكن هل تمثل جوميا نوعا جديدا من الاستعمار؟ شركة التجارة الإلكترونية جوميا التي جمعت نحو 770 مليون دولار من خلال طرحها للاكتتاب العام في بورصة نيويورك في مارس الماضي، تعمل حاليا في 14 دولة أفريقية من بينها مصر. وتعد جوميا حاليا شركة التجارة الإلكترونية الوحيدة التي تركز فقط على أفريقيا وتدرج أسهمها في إحدى البورصات الأمريكية. ولكن في ظل وجود مقر الشركة في برلين، ومسؤولين تنفيذيين مقيمين في دبي يمثلون المستوى الأعلى من الإدارة بالشركة، ورأس مال جرى جمع معظمه من أوروبا والولايات المتحدة، حملت صحيفة فايننشال تايمز سؤال البعض حول ما إذا كانت جوميا حقا شركة أفريقية.
بالتأكيد أي نشاط يجذب الاستثمار ويستفيد من إمكانات أفريقيا الكامنة بمحور تكنولوجي ويساهم في توسيع قطاعها الاستهلاكي سيكون تطورا جيدا، أليس كذلك؟ هذا ما يقوله بعض الداعمين لجوميا. في أبريل الماضي قال هشام صفوت الرئيس التنفيذي لشركة جوميا في مصر إن الطرح العام الأولي لأسهم الشركة بالولايات المتحدة سيزيد من ثقة المستثمرين ويشجع على تطور القطاع الخاص. اهتمام المستثمرين بالشركات الناشئة بأفريقيا يتزايد بالتأكيد، في ظل استثمارات بلغت نحو 726 مليون دولار العام الماضي تمثل ارتفاعا بنحو 300% على أساس سنوي. وفي وجود مدن مثل نيروبي ولاجوس باتت تكتسب سمعة كمراكز تكنولوجية مزدهرة، فإن المدافعين عن جوميا يعتقدون أن قصة نجاحها تمهد الطريق لاستثمارات ضخمة الحجم في الشركات التكنولوجية الأفريقية بصفة عامة.
الاستعمار في عصر التكنولوجيا: وأظهرت دراسة أجرتها فايننشال تايمز العام الماضي أن 90% من الاستثمارات الأجنبية الموجهة للشركات الناشئة في شرق أفريقيا تذهب لشركات أسسها أجانب. وتصر رائدة الأعمال الكاميرونية ريبيكا إينوشونج أن جوميا ليست شركة أفريقية، ولكنها مجرد نسخة طبق الأصل من فكرة ولدت في وادي السيليكون الأمريكي، واستنسختها شركة روكيت إنترنت الألمانية. وترى إينوشونج أن هذا النموذج يخنق الشركات التكنولوجية الخاصة بأفريقيا، والتي لا يمكنها التنافس مع هذا الحجم مع التمويل الذي يمكن لجوميا الوصول إليه. وترى إينوشونج أن الممولين الأفارقة عليهم بدلا من ذلك الاستثمار في الشركات المحلية خلال مراحلها الأولى لدعم النمو في صناعاتهم الوطنية. وأضافت "لا نتوقع من وادي السيليكون أن يستثمر في الشركات الناشئة الأفريقية. تلك مسؤوليتنا أن نزيد من ملكيتنا فيها".