فنجان قهوة مع معتز الحوت رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لنستله بشمال شرق أفريقيا
فنجان قهوة مع معتز الحوت رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة نستله بشمال شرق أفريقيا: لأكثر من 100 عام، تواجدت نستله في مصر، منحها ذلك تأثيرا خاصا بين الشركات الأجنبية العاملة هنا على الاقتصاد وعلى المستهلك المصري. وبعض منتجات الشركة ضمن العلامات التجارية الأشهر والأكثر ثقة بين المستهلكين، ومنها نسكافيه، وماجي، ونستله بيور لايف. وخلال الفترات الجيدة والصعبة، حافظت الشركة على مكانتها كقائدة في السوق وواصلت توسعاتها. في يناير من هذا العام، افتتحت نستله مصنعها لإنتاج القهوة سريعة التحضير والخاص بالعلامة التجارية "بونجورنو" في مدينة السادس من أكتوبر باستثمارات 250 مليون جنيه. وأعلنت الشركة أنها ستستثمر مليار جنيه في مصر خلال السنوات الخمس المقبلة. التقينا مؤخرا مع معتز الحوت وتحارونا معه في أحدث مقابلة من سلسلة "فنجان قهوة مع إنتربرايز".
24 عاما قضاها معتز الحوت في نستله، جعلته الأكثر خبرة بكل تفاصيل الصناعة بالشركة السويسرية العالمية وبفرعها هنا في مصر. في مسيرته الطويلة مع الشركة، قاد الحوت عمليات عديدة للشركة ومنها نشاط الآيس كريم في مصر وماليزيا، قبل أن يصبح مديرا للشركة في غانا. وأصبح الحوت رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لنستله بشمال شرق أفريقيا منذ يناير 2018، حيث يقود خطط النمو الطموحة للشركة خاصة مع عودة الانتعاش لقطاع السلع الاستهلاكية سريعة الدوران في مصر.
ومن بين أبرز ما جاء في الحوار:
أغلب الاستثمارات الجديدة البالغ حجمها مليار جنيه خلال السنوات الخمس المقبلة ستوجه لزيادة القدرات الإنتاجية.
أحجام المبيعات في جميع خطوط إنتاج نستله مصر ستصل إلى مستويات ما قبل 2016 بنهاية العام الحالي.
القهوة تبقى أضخم منتجات نستله في مصر.
كشركة عالمية لم يتأثر حجم الإنفاق الرأسمالي لنستله كثيرا بارتفاع سعر الفائدة على الإقراض في مصر.
على مستوى الاقتصاد الكلي، لعبت الإصلاحات الاقتصادية في مصر دورا في نمو الشركة، ولكن العوائق البيروقراطية لا تزال قائمة.
إنتربرايز: قلت سابقا إن نستله تخطط لاستثمار مليار جنيه في مصر خلال السنوات الخمس المقبلة. هل ما زالت تلك التعهدات قائمة؟
معتز الحوت: نعم، يمكنني أن أؤكد تلك الاستثمارات. نستله موجودة في مصر منذ زمن بعيد، أكثر من مائة عام، في الأوقات الجيدة وفي الأوقات الصعبة. وتعتبر الشركة العالمية مصر كأحد أسواقها المتنامية، ومصر حاليا مساهم قوي في نمو الشركة بمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. نرى فرصا هنا لنا ونخطط للاستفادة منها من خلال الاستثمار في قدراتنا (الموارد البشرية، والمنشآت الصناعية، والمخازن). لدينا خطة طموح للنمو ونحتاج إلى أن ندعمها بالاستثمار الصحيحة.
إنتربرايز: كيف تعتزمون تخصيص تلك الاستثمارات؟
معتز: وزعنا المليار جنيه المزمع استثمارها على خمس سنوات لتتيح لنا مرونة في تخصيص الاستثمارات في المكان والوقت المناسب. ووفقا لظروف السوق، ستكون هناك أولويات لقطاعات أو منتجات محددة. في عملنا من الصعب أن تنظر بعيدا وتحدد أي من القطاعات ستحتاج إلى الاستثمار به، لذلك من الصعب أن تضع جدولا زمنيا دقيقا لنشر تلك الاستثمارات.
إنتربرايز: ماذا كانت استراتيجيتكم للنمو في 2019 وما هي الاستراتيجية لعام 2020؟
معتز: في 2019 ركزنا على أحجام المبيعات. تأثرت أحجام المبيعات في قطاع السلع الاستهلاكية سريعة الدوران بشدة جراء تعويم الجنيه في عام 2016، وكان من الصعب على الشركات أن تنمي حجم مبيعاتها في عام 2017 مع ارتفاع الأسعار. كان الهدف بالنسبة لمعظم الشركات هو العودة إلى أحجام مبيعات ما قبل التعويم. نحن في نستله مصر على الطريق نحو الوصول إلى تلك الأحجام مع نهاية هذا العام. وبالفعل حققنا ذلك في بعض فئات المنتجات قبل هذا العام، ولكن في 2019 نحن على الطريق لتحقيق ذلك على مستوى جميع منتجاتنا.
معتز: كيف حققنا ذلك؟ توسعنا في توزيع ما نسميه في نستله المنتجات ذات الشعبية (popular positioned product ). تلك هي المنتجات الرائجة التي نسوقها لجميع شرائح الدخل. خذ مكعبات ماجي كمثال. نبيع ثلاثة من تلك المكعبات بسعر جنيه واحد، ونربح جيدا منها. جزء من استراتيجيتنا هذا العام هو تثبيت أسعارنا في فئات معينة من المنتجات وعدم تمرير زيادة التكلفة إلى المستهلك، الذي تأثر بشدة من التضخم. لقد استطعنا الحفاظ على أسعارنا حتى أمام ارتفاعات أسعار الوقود والكهرباء، لأن تلك كانت أمورا متوقعة ومحسوبة. لم يكن ذلك أمرا مفاجئا لنا، بالعكس، ساعدنا ذلك على وضع الاستراتيجيات والتكيف من خلال إجراءات خفض التكلفة وتحسين الكفاءة. تلك الاستراتيجية تستفيد أيضا الآن من ارتفاع قيمة الجنيه.
معتز: وفي الوقت نفسه، ركزنا أيضا على إطلاق منتجات جديدة عبر فئات مختلفة، مثل نسكافيه ميلكي، وبونجورنو تلقيمة، وغيرها.