روتيني الصباحي: عمر الفتى الرئيس التنفيذي لـ "أميكو"

روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع عمر الفتى الرئيس التنفيذي لشركة أميكو، أول وأكبر شركة لإنتاج السرنجات ذاتية التدمير في الشرق الأوسط.
اسمى عمر الفتى عمري 29 عاما وأعمل رئيسا تنفيذيا للشركة العربية لصناعة المستلزمات الطبية (أميكو).
الكثير من الناس لديهم فكرة ثابتة عن منصب الرئيس التنفيذي، يعتقدون أنه شخص يجلس طوال اليوم على مكتب فخم ويعطي توجيهاته للآخرين. لحسن الحظ، تجربتي القصيرة في هذا المجال مختلفة تماما. الوقت الذي أقضيه في المكتب محدود للغاية، فأنا دائما في مكان آخر. مهام عملي هي التأكد من أن الشركة لديها السيولة والموارد الكافية لمواصلة العمل بسلاسة وتحقيق نمو. ويتطلب ذلك الكثير من الاجتماعات مع البنوك والموردين والموزعين والأهم مع العاملين بالشركة.
أحد أكبر التكاليف في صناعة السرنجات هي البلاستيك، والذي يتغير سعره تبعا لأسعار البترول. لذلك علينا دائما أن نراقب عن كثب الأحداث العالمية الجارية ونضع الاستراتيجيات للحفاظ على سلسلة توريد كفؤة. في عام 2007 بدأنا إنتاج الإبر الخاصة بنا، حتى نتمكن من التحكم في الجودة بشكل كامل. كل سرنجة تباع مع إبرة، وإذا أنتجت سرنجة بجودة عالية مع إبرة بجودة منخفضة سيكون منتجا رديئا للغاية. ولذلك، اتخذنا القرار بإنتاج الإبر الخاصة بنا وهو مكون دقيق للغاية. كل منتجاتنا تحمل علامة الجودة CE ، والتي تعني أن المنتج يتبع لقوانين الجودة والأمن والسلامة الموجودة في الاتحاد الأوروبي. من خلال علامة CE نتمكن من تصدير منتجاتنا مباشرة لأي دولة من دول الاتحاد الأوروبي. لذلك الحفاظ على تلك المعايير أمر مهم للغاية في نموذج عملنا. وبشكل أعم، من الضروري للغاية أن نضع قطاع الرعاية الصحية نصب أعيننا دائما لنتابع أي تطورات مهمة، لأن القطاع أصبح ديناميكيا بشكل متزايد، ونحتاج لأن نبقى تنافسيين.
أبدأ يومي بفطور متكامل ومعه دبل إسبريسو ومشاهدة برنامج بلومبرج الصباحي. وبعد ذلك عادة أعد الطعام لكلابي وقطي ذو الثلاثة أرجل، والذي يغمرني بالطاقة الإيجابية التي أحتاجها بشدة كل صباح. وقبل أن أقود سيارتي إلى العمل، أقضي 45 دقيقة في متابعة رسائل البريد الإلكتروني والاطلاع على أخبار مصر من خلال إنتربرايز.
العمل في منطقة صناعية ليس به الفوائد الاجتماعية الموجودة على سبيل المثال في العمل في الزمالك، لذا فأنا أقضي وقتا طويلا مع العاملين، واستمع لكل شيء، من كيفية تشغيل عملية معينة بشكل أكثر كفاءة وحتى الشكاوى من زحام المواصلات في الطريق إلى العمل. أستمتع بذلك لأنها تبقيني مطلعا على ما يجري حولي، وتعطيني رؤى متنوعة للغاية حول الصعوبات اليومية وكذلك الفرص المتاحة للمواطنين في مصر. ونظرا لأننا نتعامل مع شركات دولية تعمل في العديد من التوقيتات المختلفة لليوم، لذا أجد نفسي في النهاية أعمل حتى الليل، ولكن دائما أحاول أن أعود إلى المنزل قبل العاشرة مساء.
أصبحت من محبي “Game of Thrones ” مؤخرا، ومن أشد المعجبين بـ “Black Mirror “. آخر كتابين قرأتهما واستمتعت بهما كانا “The Power of Now ” لإيكهارت تول و”Enlightenment Now ” لستيفن بينكر.
عندما بدأت أميكو في عام 1984، كانت السرنجات الزجاجية المؤلمة والمكلفة منتشرة في جميع أنحاء العالم، وأنشأ جدي رحمه الله الشركة كأول شركة لتصنيع السرنجات المستخدمة لمرة واحدة في الشرق الأوسط وأفريقيا. ونفس التحول من الزجاج إلى البلاستيك حدث في صناعة الزجاجات، وكان تحدى لأن الانطباع العام عن المنتجات البلاستيكية كان سلبيا. والحقيقة أن استخدام الأنواع الطبية من البلاستيك لتصنيع السرنجات كان أرخص وأسهل في الإنتاج وأفضل من الناحية الصحية من استخدام الزجاج. ولكن الأهم أن الإبر أقل إيلاما كثيرا، وعملية استخدامها أقل رهبة كثيرا من استخدام السرنجات البلاستيكية.
الكثير من الناس لا يدركون حجم المعرفة والاستثمارات التي تدخل في إنتاج أي من المعدات الطبية. بعنا مليارات من السرنجات على مدار 35 عاما، ولم تكن مهمة سهلة أن توسع حجم إنتاجك وتحافظ في الوقت نفسه على معايير السلامة الخاصة بك في كل سرنجة تبيعها. من الممكن أن تشتري سرنجة ببضعة جنيهات، ولكن الفارق بين أنواع السرنجات يمكن أن يكون هو أيضا الفارق بين السرنجات التي تضمن لك السلامة والسرنجات التي قد تكون ملوثة.
أقول دائما الموظفين بأنه لا توفير في أي جانب يخص السلامة. فجميعنا معرضون للمرض.
نحن نعمل على تطور منتج جديد آمل أن يكون في مقدمة التطوير في صناعتنا. إعادة استخدام السرنجات وحوادث الإصابة من الإبر تعد من ضمن أكثر أسباب انتشار الأمراض المنتقلة عن طريق الدم، لا سيما انتشار الالتهاب الكبدي وفيروس نقص المناعة البشرية. مصر لديها أعلى معدل لانتشار فيروس الالتهاب الكبدي (سي) على مستوى العالم، والسبب الرئيسي في ذلك هو إعادة استخدام السرنجات. ولذلك نحن نحاول التصدي لتلك المشكلة من خلال التعاون مع شركة إيطالية تعمل في مجال تكنولوجيا الرعاية الصحية من أجل تطوير نوع جديد من السرنجات اسمه ريتارجو. بعد استخدام تلك السرنجة في الحقن لمرة واحدة تدخل الإبرة تلقائيا داخل السرنجة لمنع استخدامها مرة أخرى. أطلقنا ريتارجو خلال مؤتمر لمنظمة الصحة العالمية في جنيف الشهر الماضي، واعتبرتها منظمة برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية ومرض الأيدز من أفضل 20 ابتكارا في مجال الصحة على مستوى العالم.
عندما يكون لدي وقت فراغ خلال أيام العمل الأسبوعية أشعر بأن هناك شيئا ما متعلق بالعمل على أن أنجزه، لذا أحتفظ بوقت الفراغ لنهاية الأسبوع. أيام الجمعة أحتاج بشدة لقضائها مع العائلة، ومؤخرا بدأت ممارسة رياضة المشي الجبلي (الهايكنج)، والتي أجدها وسيلة عظيمة لشحن الطاقة استعداد للأسبوع التالي.
كيف أبقى منظما؟ استخدم تطبيق OneNote لتدوين ملحوظاتي ومفكرة Outlook لمتابعة مواعيدي. لا أستطيع العمل دون تلك الأشياء.
لا شيء جيد يحدث من 9 لـ 5، تلك هي أفضل نصيحة عمل تلقيتها على الإطلاق. الرسالة التي آخذها من تلك الحكمة هي ألا أسقط في دائرة العمل من التاسعة إلى الخامسة، ولكن أن أعمل وأفكر خارج الهياكل التقليدية للشركات كلما أمكن ذلك.