وفاة الرئيس الأسبق محمد مرسي خلال جلسة محاكمته
وفاة الرئيس الأسبق محمد مرسي عن عمر 68 عاما: توفي أمس الرئيس الأسبق محمد مرسي أثناء حضوره جلسة محاكمته في قضية التخابر مع حماس، بعدما طلب الكلمة من رئيس المحكمة وسمح له بها، ثم أصيب بنوبة إغماء توفي على أثرها. وكان مرسي رئيسا لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين عندما جرى انتخابه رئيسا للجمهورية في عام 2012 بفارق طفيف عن منافسه رئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق، في أول انتخابات رئاسية عقب ثورة يناير 2011، وامتد حكمه لسنة واحدة فقط اتسمت بالأزمات السياسية والاقتصادية وانتهت بثورة شعبية واسعة أطاحت به في 3 يوليو 2013 ليعين رئيس المحكمة الدستورية العليا آنذاك المستشار عدلي منصور رئيسا مؤقتا للبلاد في اليوم التالي.
وعقب الإعلان عن الوفاة أصدر النائب العام بيانا قال فيه إنه وأثناء المحاكمة وعقب انتهاء الدفاع من المرافعة طلب مرسي الحديث فسمحت له المحكمة بذلك ليتحدث لمدة خمس دقائق وعقب انتهاءه من كلمته وأثناء وجوده داخل القفص سقط أرضا مغشيا عليه. وأوضح أنه تم نقل مرسي فورا إلى المستشفى وبتوقيع الكشف الطبي عليه تبين وفاته مع عدم وجود أية إصابات ظاهرية حديثة على جثمانه.
وقبل وفاة مرسي وصل مجموع أحكام السجن النهائية الصادرة بحقه 45 سنة تشمل 25 سنة في القضية المعروفة إعلاميا بقضية “التخابر مع قطر”، و20 سنة في القضية المعروفة إعلاميا بـ “أحداث قصر الاتحادية”.
وجماعة الإخوان تطالب بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في أسباب الوفاة، وإصدار تقرير طبي من هيئة دولية لكشف أسباب الوفاة. واتهم مكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين، في بيان له، السلطات المصرية بتعمد قتل مرسي داخل محبسه ببطء على مدار سنوات “من خلال حرمانه من الدواء ومنعه من حقه في العلاج داخل السجن”، مضيفا أن وفاة مرسي تعد جريمة مكتملة الأركان. ودعا البيان المصريين بالخارج للتجمع أمام السفارات والقنصليات المصرية للمطالبة بتحقيق دولي.
دفن الجثمان بمقابر مدينة نصر: أفادت سكاي نيوز عربية نقلا عن مصادر أمنية في وقت متأخر من مساء أمس قولها إن جثة مرسي قد تم دفنها في مقابر بمدينة نصر. وكانت بي بي سي قد نقلت عن عبد المنعم عبد المقصود، محامي مرسي قوله إن أسرة مرسي أبدت موافقتها على دفنه بمقابر مدينة نصر، بالرغم من وصية سابقة لمرسي بأن يدفن في مقابر أسرته بقرية العدوة بالشرقية. وأضاف عبد المقصود أن اثنين من أبناء الرئيس الراحل ومحاميه سيحضرون الجنازة.
واقتصرت ردود الفعل الدولية على الأنظمة الداعمة لجماعة الإخوان، ونقلت رويترز نعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للرئيس الراحل ووصفه له بالشهيد، ونقلت أيضا تعازي أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لأسرة مرسي في وفاته. ونعت حركة النهضة التونسية الرئيس الأسبق، وأعربت عن أملها “أن تكون حادثة وفاته مدعاة لوضع حد لمعاناة آلاف السجناء السياسيين”، وفقا لبي بي سي. وكذلك أصدرت حركة حماس بيانا قدمت فيه التعازي قائلة إن “مرسي قدم الكثير دفاعا عن القدس والأقصى منذ كان عضوا في البرلمان المصري”.
ومنظمات دولية تطالب بالتحقيق في الظروف المحيطة بوفاة مرسي: إذ دعت منظمة العفو الدولية في بيان لها إن وفاة مرسي تثير تساؤلات جدية حول معاملته في الحجز، وطالبت السلطات المصرية بأن تأمر فورا بإجراء تحقيق محايد وشامل وشفاف في ملابسات وفاته، وكذلك ظروف احتجازه، وقدرته على تلقي الرعاية الطبية. وتابعت: “إن السلطات المصرية تتحمل مسؤولية ضمان تلقيه، كمحتجز، الرعاية الطبية المناسبة”. وقالت المنظمة إن عائلة مرسي ذكرت أنه لم يحصل على العلاج الطبي المناسب وذلك بسبب القيود المفروضة على قدرته على التواصل مع العالم الخارجي. ونقلت شبكة سي إن إن عن سارة لي ويتسون، المدير التنفيذي لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” في الشرق الأوسط، أن وفاة الرئيس الأسبق محمد مرسي “كانت متوقعة”. وقالت ويتسون إن الحكومة فشلت في السماح له بالحصول على الرعاية الطبية اللازمة، وعرقلت الزيارات العائلية، مشيرة إلى أن المنظمة كانت تعد تقريرا عن وضعه الصحي بالسجن.
وحظي خبر الوفاة باهتمام أغلب وسائل الإعلام الأجنبية ومنها نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال وواشنطن بوست والجارديان، وبلومبرج، وفايننشال تايمز، وأسوشيتد برس، وبي بي سي (هنا وهنا)، وسي إن إن (هنا وهنا)، ورويترز.
وجاءت تغطية الصحف القومية في مصر للخبر محدودة للغاية ومقتصرة على أجزاء من البيان الرسمي الصادر عن النائب العام، مثلما جاء في صحيفتي الأهرام والأخبار.
ولكن الخبر حاز على اهتمام أكبر في برامج التوك شو أمس، وكان محور حديث عمرو أديب في برنامجه “الحكاية” مساء أمس (شاهد 4:08 دقيقة)، وكذلك أفرد برنامج “الحياة اليوم” نحو نصف الساعة للحديث عن وفاة مرسي (شاهد 5:56 دقيقة). أما إيمان الحصري فاكتفت في برنامج “مساء دي إم سي” بقراءة بيان النائب العام (شاهد 1:53 دقيقة)