روتيني الصباحي: رنا بدوي رئيسة قطاع إعادة التأمين والخبرة الاكتوارية بشركة أكسا مصر
روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع رنا بدوي رئيسة قطاع إعادة التأمين والخبرة الاكتوراية بشركة أكسا مصر، التابعة لمجموعة أكسا العالمية الرائدة في مجال التأمين.
اسمي رنا بدوي، رئيسة قطاع إعادة التأمين والخبيرة الاكتوارية بشركة أكسا مصر. أكسا هي شركة تأمين فرنسية متعددة الجنسيات دخلت السوق المصرية في عام 2015، مركزة على التأمين على غير الحياة والتأمين الصحي. وبعد عامين من دخولها السوق، استحوذت على واحدة من أكبر شركات تأمينات الحياة في مصر، لتخدم جميع الاحتياجات التأمينية للشركات والأفراد.
ربما يتساءل البعض ما هي الخبرة الاكتوارية، الإجابة المختصرة هي أن العلم الاكتواري هو علم يستخدم الإحصاء والنماذج المالية والتوقعات لتقدير المخاطر الخاصة بالتغطية التأمينية. ولكن هذا لا يوضح بدقة طبيعة عملي. بشكل أساسي، أنا أقود فريقا من الأشخاص الموهوبين بشدة الذين يتعمقون في دراسة البيانات ويعطون معنى للأرقام. عملنا هو أن نقدم معلومات ورؤية ثاقبة تمكن الإدارة من اتخاذ قرارات سريعة تخدم عملائنا بشكل أفضل. وينطوي ذلك على الكثير من الإبداع حول كيفية تصوير البيانات وجعل الأمور المعقدة مفهومة للجميع.
يمكنني أن أصف نفسي بأنني نتاج للعديد من التأثيرات والخبرات. درست في أماكن ألمانية وأمريكية. وعلى الرغم من أن ذلك كان تحديا صعبا في بعض الأحيان، فإنني أشعر بأن التعرض إلى فلسفتين مختلفتين في التعليم ساعدني على تطوير نصفي دماغي الأيمن والأيسر. ولكني مصرية من داخلي، ولدت وتربيت ومتمسكة بالعيش في مصر. أنا شخص نشيط بطبعي، وكوني لاعبة سابقة للكرة الطائرة، أشعر بالضيق إذا لم أقوم بتمرينات رياضية كل يومين على الأقل.
أنا من أسرة محبة لريادة الأعمال وداعمة لي بشكل مطلق. سعى والداي دائما إلى تسخير أعمالهما لخدمة المجتمع ومن أجل أسرتنا. شقيقي يحيى هو المؤسس المشارك لأول منصة لتداول العملات الرقمية في المنطقة. لذا أعتقد أن ريادة الأعمال تجري في دمي، وفي مرحلة ما سأسير على خطاهم وأقوم بعمل خاص بي (ولكن ليس الآن).
أنا كائن نهاري، أستيقظ دون منبه بين الرابعة والخامسة صباحا. عادة أجد أبي وأمي أو أحدهما على الأقل مستيقظا، فنقضي بعض الوقت الجيد سويا قبل أن ندخل في زحام اليوم. تلك الساعات الذهبية في الصبح هي وقت الصفاء الذهني بالنسبة لي. الحلول الإبداعية والأفكار الجديدة تنطلق إلى رأسي في هذا الوقت وأحرص على تدوينها سريعا. أتابع الأخبار (إنتربرايز، المال، بي بي سي، جارديان، بلومبرج) وألقي نظرة سريعة على مفكرتي لأبدأ الاستعداد ذهنيا لليوم. أتناول فطورا خفيفا ثم أتوجه لممارسة الرياضة في السابعة صباحا، ثم أصل إلى العمل بحلول التاسعة صباحا. أنهيت مؤخرا سباقي نصف ماراثون، وأتدرب حاليا لخوض أول سباق ترياثلون 70.3 ميل.
كوني محاطة بمجموعة من أصحاب الأعمال، أحب مشاهدة وقراءة أي شيء يتعلق بريادة الأعمال. لذلك استمتعت بالاستماع للبودكاست “How I Built This ” ومشاهدة برنامج “Shark Tank “، حيث يعرض الحالمين بريادة الأعمال أفكارهم على مجموعة من رجال الأعمال الناجحين. مؤخرا قرأت كتاب “Nudge “، والذي يقدم رؤية قيمة حول سيكولوجية البشر وكيف يتأثر البشر بالبيئة المحيطة بهم. يدفعك الكتاب للتفكير في كيفية التواصل مع البشر من أجل إحداث تغيير إيجابي في سلوكهم. بالنسبة لي، يمكن جدا تطبيق تلك الأفكار في سياق العمل، لأننا دائما نريد إعطاء الناس فكرة أوضح عن التأمين، حتى تكون لديهم تغطية تأمينية.
عندما أقرأ فقط من أجل القراءة، أكون انتقائية. من المهم بالنسبة لي أن أقرأ باللغة العربية لأنني فخورة بتراثي المصري، وقراءة الأدب العربي القديم يجعلني متصلة مع لغتي. لذلك أحب قراءة روايات يوسف السباعي ونجيب محفوظ، وأقدر الجمال الموجود في أعمالهم. وفي الوقت نفسه أحب القراءة لكتاب معاصرين مثل رولد دال وإليف شفق وخالد حسيني. أقرأ بالألمانية كلما كانت هناك فرصة، مؤخرا انتهيت من قراءة رواية العطر بلغتها الأصلية.
أعتقد أن منطقة تميز أكسا هي رؤيتها للشراكة مع المصريين، والتزامها بتقديم شيء ذي قيمة من أجلهم. نحن نؤمن بتنمية صناعة التأمين من خلال الاستماع لعملائنا، والاستجابة لاحتياجاتهم ومنحهم الخدمات التي تمثل قيمة بالنسبة لهم. نهدف لأن نكون “الوجهة الواحدة” لمساعدة شركائنا من الأفراد والشركات، لتحقيق أهدافهم المالية طويلة الأجل من خلال تقديم استشارات قيمة. ونحاول أن نضع أنفسنا مكان العميل، وهو يأتي في المقدمة دائما بالنسبة لنا.
شركات التأمين تتواجد لحماية الناس ودفع التعويضات لهم عندما يحتاجونها. هدفنا هو أن يكون لنا أثر اجتماعي، لذلك على سبيل المثال نساعد المرضى من أجل الحصول على الرعاية الطبية المناسبة، ونحرص ألا يقع من فقد أحدا من ذويه في ضائقة مادية. تعتز أكسا بإدراكها أنه ستكون دائما إلى جانب عملائها وتدعمهم عندما يحتاجون الدعم. هذا هو صميم عملنا.
من وجهة نظري، أرى أن هناك مجالين سيكون لقطاع التأمين فيهما إمكانيات كبيرة للنمو في المستقبل القريب. من المتوقع أن يوفر الاتجاه المتزايد لتطبيق الشمول المالي شبكة أمان للأشخاص الذين ليس لديهم أي تغطية تأمينية في الوقت الحالي. لهذا فإن مبادرات التمويل المصغر والتأمين المصغر، وكذلك قانون التأمين الصحي الشامل، ستزيد وبشكل كبير من انتشار التأمين للأفراد وستعزز من تقديرهم له. في الوقت ذاته، من المتوقع أن تتمكن شركات التأمين، بفضل التطورات التكنولوجية والتحسن في فهم البيانات، من تسهيل حصول العملاء على التغطية التأمينية. كما أرى أن هناك رغبة حقيقية في قطاع التأمين في تبسيط العمليات وإزالة الكثير من الغموض الذي يكتنف سوق التأمين. إن القدرة على تحليل سلوك العملاء وفهمه على نحو أفضل من خلال البيانات ستكون لها دور كبير في تطوير القطاع.
أقوم بالكثير من العمل التطوعي في أوقات فراغي، وهذا الأمر تعلمته من عائلتي، فأمي تعمل في قطاع التعليم، وقد كرست حياتها من أجل تخريج أجيال جديدة من المفكرين والفاعلين. كما أن عائلتها تمتلك دار للأيتام في صعيد مصر، ولدي والدي مؤسسة خيرية في إحدى محافظات الدلتا. لذلك فإن العمل التطوعي يسري في دمائي، وأرى دائما أنه من المهم تكريس الوقت لأشياء أخرى بخلاف حياتك المهنية، وهو أمر يجب على كل إنسان القيام به. لدي شغف أيضا بالحفاظ على الطبيعة “وحمايتها وأعمل على نطاق واسع في مناصرة القضايا البيئية، بما في ذلك زيادة الوعي بشأن مبادرة مهمة للغاية باسم “أنقذوا مياه مصر.
لدي دوما الدافع والرغبة في استكشاف أشياء جديدة وتعلمها، فقد تعلمت خلال العامين الماضيين عدة أشياء مثل القفز بالمظلات والغوص والتزلج على الجليد وركوب الأمواج، فضلا عن التصميم الداخلي وصناعة الخرز. وكما ترى فأنا أحب اكتشاف أشياء جديدة باستمرار وهي أشياء مهمة للغاية بالنسبة لي. التاريخ والثقافة والصناعات والأعمال التجارية كلها أمور مرتبطة بالعديد من الأشياء المختلفة، لذلك يتمثل التحدي في التفكير بطريقة غير تقليدية وتطبيق الأفكار لتناسب ظروفك. فعلى سبيل المثال، استوحى السير جيمس دايسون اختراعه الخاص بالمراوح عديمة الريش من خلال النظر إلى الطريقة التي تعمل بها الطائرات.
لدي طريقتان رئيسيتان لتنظيم حياتي اليومية: أولا، أحاول أن أبدأ كل يوم من حياتي بوضع رؤية واضحة ومركزة لما أريد القيام به. ثانيا، أستخدم تقنية بومودورو، أو تقنية الطماطم، والخاصة بتنظيم الوقت من خلال تقسيمه إلى مراحل من العمل المكثف والمركز، تتخللها فترات راحة. ولكن بالطبع أعتقد أن الإبقاء على تنظيم حياتي اليومية أمر يتطلب المزيد من الجهد والدأب المتواصلين.
أفضل نصيحة على الإطلاق تلقيتها في مجال الأعمال كانت من معلمي والذي أسهم بشكل كبير في تشكيل السنوات الأولى من حياتي المهنية. وكانت هذه النصيحة بسيطة للغاية ولكن عميقة في ذات الوقت، وهي أنه إذا اهتممت بفريقي، فسوف يهتمون بأعمالهم. وقد ساعدتني هذه الفلسفة كثيرا طوال حياتي المهنية.