الخيط الرفيع بين الأسواق الناشئة والمبتدئة
الخيط الرفيع بين الأسواق الناشئة والمبتدئة: قد يصعب على البعض التمييز بين الأسواق المبتدئة، والتي يصطلح على تسميتها الأخوات الصغيرات للأسواق الناشئة، وبين الأسواق الناشئة في ظل تشابه تلك الأسواق وإقبال المستثمرين عليها في خضم الاضطرابات التي ضربت الأسواق الناشئة مؤخرا. وتشير وكالة بلومبرج في تقرير لها إلى الفوارق بين تلك الأسواق والتي تتضح معالمها لدى مديري الأصول بالوقت الحالي والذين يميلون نحو ضخ المزيد من السيولة في الأسواق المبتدئة باعتبارها ملاذات آمنة وسط الحرب التجارية المستعرة بين بكين وواشنطن والتي تلقي بظلالها على أداء أصول الأسواق الناشئة بوجه عام.
ما هو الفرق إذا بين الأسواق المبتدئة والناشئة؟ تصنف مؤسسة مورجان ستانلي الأسواق المبتدئة بناء على عدة معايير من بينها السماح بالتملك المحدود الاجانب ولو بصورة جزئية، بالإضافة إلى السماح بتدفقات ولو جزئية أيضا لرؤوس الأموال مع وجود شركتين على الأقل لا تقل قيمتها السوقية عن 800 مليون دولار مع وجود درجة عالية من المنافسة. وعلى الجانب الآخر، فإن الأسواق الناشئة ينبغي عليها أن تسمح بنسب بارزة لتملك الأجانب في أصولها مع سهولة كبيرة في تدفقات رأس المال بالإضافة إلى السماح بالتنافسية داخل تلك الأسواق. وكذلك يتعين على الأسواق الناشئة أن يتواجد بها 3 شركات على الأقل لا تقل قيمتها السوقية عن 1.6 مليار دولار. وتصنف مؤسسة مورجان ستانلي بالوقت الحالي نحو 29 سوقا مبتدئة تبلغ القيمة السوقية لأسهمها نحو 715 مليار دولار مقارنة مع 20 سوقا ناشئة تبلغ أصولها نحو 20 تريليون دولار.
تصنيفات مختلفة: في وقت يميل فيه الكثير إلى اتخاذ التصنيف الحالي من مؤسسة مورجان ستانلي لاعتماد الفوارق بين الأسواق الناشئة والمبتدئة، إلا أنه يوجد تصنيفات ومعايير أخرى لمؤسسات دولية أخرى يجري على أساسها تصنيف الأسواق. فعلى سبيل المثال، فإن صندوق النقد الدولي يصنف 23 دولة باعتبارها أسواق ناشئة، وهناك أيضا فوتسي راسل والتي تصنف 19 سوق ناشئة حول العالم، بالإضافة إلى داو جونز التي تصنف 22 سوقا ناشئة حول العالم فقط، والدول المشتركة في جميع المؤشرات كأسواق ناشئة هي البرازيل وتشيلي والصين وكولومبيا والمجر وإندونيسيا والهند وماليزيا والمكسيك وبيرو والفلبين وروسيا وجنوب أفريقيا وتايلاند وتركيا، فيما لم تظهر مصر ضمن قائمة الدول المشتركة في كافة التصنيفات.
كيف تؤثر تلك المنطقة الرمادية على المستثمرين؟ سمح هذا التباين في التصنيف لبعض مديري الأصول باعتبار أصول بعض الأسواق الناشئة قابلة للتبادل مع أصول الأسواق المبتدئة مع إمكانية اتخاذ مصر مثالا واضحا على هذا الأمر. وينشأ هذا الأمر صراعا بين الأسواق الناشئة بخلاف دول البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين) والأسواق المبتدئة على أموال المستثمرين التي تصنف كلا النوعين من الأسواق على أنها أسواق خطرة. ويمكن استشفاف هذا الأمر بوضوح عند النظر إلى أداء تلك الأسواق، إذ يظهر مؤشر مورجان ستانلي للأسواق المبتدئة تحقيق عوائد بلغت 9.6% منذ مطلع العام الجاري في وقت حقق به مؤشر المؤسسة للأسواق الناشئة عوائد بلغت 4.1%. ويرجع بعض المستثمرين الأمر إلى موجة الاضطرابات التي ضربت الأسواق الناشئة والمخاوف المتعلقة بتداعيات الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة. وتصبح الصورة أكثر قتامة للأسواق الناشئة إذا ما استثنيت دول بريكس من مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة، لتبلغ العوائد 1.6% فقط منذ مطلع العام.
ماذا عن آفاق المنافسة بين الأسواق الناشئة والمبتدئة؟ هناك الكثير من الأسواق المصنفة حاليا كأسواق ناشئة ينتظر أن تكون من بين أكبر اقتصادات العالم بحلول 2030 بما في ذلك مصر. وفي تلك الأثناء، فإن فئة الأسواق المبتدئة بدأت في الانكماش على نحو متزايد مع ترقية عدد كبير من تلك الأسواق وانتظار البعض الآخر إلى فئة الأسواق الناشئة. فعلى سبيل المثال، من المقرر أن تترقى الأرجنتين إلى فئة الأسواق الناشئة خلال الشهر الجاري، وكذلك من المرجح أن يجري ترقية الكويت التي تمثل نحو ربع حجم مؤشر مورجان ستانلي للأسواق المبتدئة هذا الشهر أيضا. أما السعودية فقد أدرجت على مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة مباشرة اعتبارا من مايو الماضي. وعلى المدى القصير، فإن أصول الأسواق المبتدئة ستواصل الانكماش مع توقعات بتحرك الاستثمارات ورؤوس الأموال نحو الأسواق الناشئة.