الشركات الكبيرة ليست بهذا السوء
الشركات الكبيرة ليست بهذا السوء: تتعرض الشركات الكبيرة لانتقادات شديدة في الآونة الأخيرة بسبب ما يشاع حولها من مفاهيم مغلوطة ومنها أن تلك الشركات ما هي إلا كيانات فاسدة أخلاقيا، وفقا لما قاله الاقتصادي تايلور كوين في كتابه الذي صدر مؤخرا، تحت عنوان "الشركات الكبيرة: رسالة حب إلى البطل الأمريكي المضاد". وفي مقتطف نشرته مجلة الإيكونوميست، يقول كوين: "أولا، مثل تلك الشركات تصنع معظم الأشياء التي نستمتع بها ونستهلكها. ثانيا، هي توفر الوظائف لمعظمنا. إن الكلمتين اللتين تترافقان على الفور مع عالم الأعمال هما الرفاهية والفرصة".
غالبا ما تكون الشركات الكبيرة في الواقع أكثر استعدادا عندما يتعلق الأمر بالنهوض بالشمولية والعقليات التقدمية، كما يكون لديها ما يكفي من الثقل للتأثير على السياسات الوطنية في ذلك الاتجاه. وليس بالضرورة أن يكون الأمر بهذه الطريقة لأن تلك الشركات يديرها أشخاص حريصون – وخلاصة القول هي أن التمييز ضد أي مجموعة من المؤكد أن ينفر العملاء ويلتهم الأرباح – ولكن النتيجة النهائية هنا إيجابية، وفقا لما قاله كوين.
ما سبب شيطنة الشركات الكبيرة؟ "إن العديد من المشكلات المتعلقة بالشركات هي في الواقع مشكلات تخصنا، وهي تعكس أوجه القصور الأساسية والعالمية إلى حد ما للطبيعة البشرية. ومع ذلك، فإننا نرد على هذه الحقيقة بطريقة غير عقلانية إلى حد ما. ففي حين أننا نشك في ارتكاب تلك الشركات أعمال غير مشروعة، فإننا في الوقت نفسه نتوقع من الشركات أن تمدنا بالوظائف وأن تعتني بنا، وأن تتيح لنا شبكة من الأصدقاء لحل مشكلاتنا الاجتماعية، ولتزويدنا بتجربة استهلاكية [خالية من المخاطرة]". إن مثل تلك الشركات ليست جميعها نزيهة، والبعض منها في الواقع يرتكب أعمالا غير أخلاقية مثل الفساد أو الاحتيال أو أي من الرذائل الأخرى، ولكن الغالبية العظمى منها تقوم بأعمال حسنة أكثر من الأعمال السيئة. وقال كوين إن الشركات التي ترتكب أعمال سيئة يمكن التعامل معها من خلال تحسين الأنظمة واللوائح.