مؤشر مديري المشتريات بالأسواق الناشئة يتقدم على نظيره بالدول المتقدمة للمرة الأولى منذ 2013
مؤشر مديري المشتريات بالأسواق الناشئة يفوق نظيره بالدول المتقدمة للمرة الأولى منذ 2013: تفوقت الأسواق الناشئة على نظيراتها المتقدمة للمرة الأولى منذ 6 أعوام فيما يتعلق بأداء مؤشر مديري المشتريات لقطاعي الخدمات والتصنيع، بحسب ما ذكره تقرير لصحيفة فايننشال تايمز. وبعد عام مليء بالاضطرابات في 2018، استقر متوسط أداء مؤشر مديري المشتريات للأسواق الناشئة للقطاع التصنيعي حول مستوى 51.2، فيما تراجع متوسط أداء المؤشر بالأسواق المتقدمة إلى 50، وهي واحدة من أضعف قراءات المؤشر منذ عام 2012. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات بالأسواق الناشئة إلى مستوى 53.2، فيما بلغت قراءة نفس المؤشر بالأسواق المتقدمة 52.6. وبلغت القراءة المجمعة لمؤشر مديري المشتريات بالأسواق الناشئة عند 52.4، ما يفسر نمو الناتج المحلي الإجمالي لتلك الأسواق حول مستوى 5.5%، متخطيا توقعات صندوق النقد الدولي بنمو قدره 4.4%. ويفصل حاجز الخمسين على قراءة مؤشر مديري المشتريات بين النمو والانكماش.
عوامل متعددة خلف هذا الأداء: عزا المحللون هذا الأداء الأفضل من المتوقع للأسواق الناشئة إلى عدة عوامل مختلفة، من بينها نمو الإنتاج الصناعي بتلك الأسواق 3.6% في مارس مقارنة مع نمو قدره 2.1% في ديسمبر، مدفوعا بالطلب العالمي الثابت على منتجات الأسواق الناشئة. ومن بين العوامل الأخرى، التعافي القوي لصادرات الأسواق الناشئة مع نمو تلك الطلبيات في مكون مؤشر الصناعات التحويلية إلى 49.5 من مستوى 48.5 في الفترة ما بين فبراير وأبريل الماضيين. ويفسر بعض المحللين التعافي الذي تشهده الأسواق الناشئة على خلفية تيسير السياسات النقدية في بعض تلك الأسواق، بما في ذلك مصر مع اتخاذ أسعار الفائدة لمسار هبوطي بعض رفعها العام الماضي في خضم الاضطرابات التي مرت بها الأسواق الناشئة. وتجاوز مؤشر مديري المشتريات في مصر خلال أبريل الماضي حاجز الخمسين نقطة في علامة مهمة على نمو أنشطة القطاع غير النفطي للمرة الأولى في 8 أشهر.
هل هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة؟ نعم من الممكن أن يكون هذا التعافي هو حالة من الهدوء التي تمر بها الأسواق الناشئة قبل عودتها للاضطراب مرة أخرى على خلفية اشتعال الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة والتي بدأت في العودة مرة أخرى إلى السطح خلال مايو الماضي بعد أن فعلت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعريفات جمركية على منتجات صينية بقيمة 200 مليار دولار وهي الخطوة التي ردت عليها الصين برسوم مشابهة على المنتجات الأمريكية. ويتوقع تشارلز روبرتسون رئيس الأبحاث لدى رينيسانس كابيتال، ضمن مجموعة أخرى من المحللين، أن تتراجع قراءات مؤشر مديري المشتريات بالأسواق الناشئة خلال الأشهر القليلة المقبلة على خلفية الحرب التجارية.