التوترات التجارية تلقي بظلالها السلبية على الاقتصاديات الناشئة
التوترات التجارية تلقي بظلالها السلبية على الاقتصاديات الناشئة: بدأت الآثار السلبية الناجمة عن تفاقم التوترات التجارية تمتد إلى الأسواق الناشئة مع مخاوف تتعلق بضعف الطلب العالمي في خضم الحرب التجارية، وفقا لما ذكره هوج تران، الزميل المقيم في المجلس الأطلسي، في صحيفة فايننشال تايمز. تعتمد العديد من اقتصادات الأسواق الناشئة على تصدير السلع ومكونات التصنيع المنخفضة القيمة إلى دول مثل الصين، وبالتالي من الممكن أن يمثل خفض بكين لتلك الواردات بفعل الرسوم الأمريكية المفروضة عليها مشكلة رئيسية للأسواق الناشئة. الأمر ببساطة يتمثل في الآثار المترتبة على التعريفات المفروضة على تلك المنتجات والتي ستؤدي بالتبعية إلى تراجع الطلب على الصادرات الصينية مما سيتسبب في في انخفاض الطلب الصيني على سلع ومكونات التصنيع المستوردة من الأسواق الناشئة. ويقول تران "تعاني الأسواق الناشئة على نحو متزايد من أضرار جانبية للحرب التجارية…الرياح المعاكسة الحالية من غير المرجح أن تعكس اتجاها في أي وقت قريب".
صناديق الاستثمار بدأت في التخلص من أصول الأسواق الناشئة: منذ انهيار المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في وقت سابق من هذا الشهر، هبطت أسهم الأسواق الناشئة أكثر من 8%، في حين شهدت التدفقات في محافظ الأوراق المالية صافي تدفقات خارجية بلغت 10 مليارات دولار خلال الأسبوعين الماضيين. قلصت بنوك الاستثمار الكبرى على غرار "جولدمان ساكس" و"جي.بي.مورجان" من تعرضها لأصول الأسواق الناشئة مع استمرار تنامي حالة عدم اليقين بشأن التجارة العالمية.
الأسوأ لم يأت بعد؟ يتوقع صندوق النقد الدولي نموا بالأسواق الناشئة حول مستويات 4.4٪ والاقتصادات الآسيوية الناشئة بنسبة 6.3٪ في 2019. وعلى الرغم من أن هذه المعدلات هي الأبطأ منذ عامي 2015 و2001 على التوالي، إلا أن الخبير الاقتصادي بمعهد التمويل الدولي سيرجي لاناو، الذي يتوقع "استقرار النمو في الأسواق الناشئة هذا العام"، يذكرنا بأن هذا لا يزال يمثل رؤية أفضل عما كان يتوقعه الاقتصاديون في وقت سابق من هذا العام. وقال لاناو لصحيفة فاينانشيال تايمز: "الأمر مختلف تماما عما كان البعض يعتقد قبل شهرين، فالحديث حينها كان حول خطر الركود العالمي".