الشركات الناشئة تستثمر بقوة في "المطابخ المعتمة"
الشركات الناشئة تستثمر بقوة في "المطابخ المعتمة": تضخ صناديق رأس المال المخاطر والشركات الناشئة أموالا ضخمة وتستثمر وقتا طويلا في إنشاء ما يسمى بـ "المطابخ المعتمة"، وهي المطاعم التي تقدم الطعام فقط من خلال توصيل الطلبات، وفق ما كتبه تيم برادشو في فايننشال تايمز. مع تزايد الطلب على خدمات توصيل الطعام والذي أدى إلى انتشار شركات مثل أوبر إيتس وديليفرو، وجه المستثمرون تركيزهم نحو تحسين كفاءة مقدمي الخدمة.
شركات ناشئة مختلفة تتخذ طرقا متنوعة: البعض مثل كارما كيتشن يقوم بإنشاء واستئجار مطابخ، أو الشراكة مع شركات ناشئة أخرى مثل كيتوبي التي تقوم بإعداد وتوصيل الطعام. وشركات أخرى مثل تيستر، التي تحدد مناطق الطلب غير الملبى وتستخدم خوارزميات للتنبؤ بحجم المبيعات، ثم تستأجر مطبخا من أماكن مثل كارما كيتشن لإعداد وتوصيل الطعام في أسرع وقت. لكن آخرين، ومن بينهم ديليفرو، بدأوا إعداد الطعام في أماكن غير تقليدية، إذ تقوم ديليفرو بتحويل الحاويات غير المستخدمة إلى مطابخ وتضعها في أماكن مهجورة لا تحتاج فيها لدفع إيجار، وبذلك توفر في المساحة والعمالة والتكاليف العامة. إمكانات السوق ضخمة، وهناك مستثمرون مثل سوفت بنك التي استحوذت على حصة من شركة بارك جوكي، وهي شركة ناشئة مقرها ميامي بولاية فلوريدا، والتي بدأت تجربة إنشاء المطابخ في مرائب السيارات منذ عام 2016، وتصل قيمتها حاليا إلى أكثر من مليار دولار.
ويبدو هذا الاتجاه ملائما تماما للسوق المصرية: ثقافة توصيل الطلبات للمنازل سائدة في مصر مقارنة بكثير من دول العالم، وكانت مصر أول دولة في المنطقة تنشئ موقعا لتوصيل الطلبات وهو "اطلب" في عام 1999. وعلى الرغم أن هناك من يقول إن السوق قد تشبعت بالفعل، فإنها لا تزال تنمو، مع دخول منصات جديدة لتوصيل الطلبات مثل كاريدج وأوبر إيتس، ووجود منصات متخصصة في توصيل الطعام المنزلي مثل Mumm . وأضف إلى ذلك نمو شركة مثل كيوبيكس التي تقوم بتصميم وتنفيذ المطاعم المتنقلة التي تراها في الساحل الشمالي كل صيف من حاويات الشحن، والنمو السريع في الشركات الناشئة محليا بشكل عام، كل تلك مكونات أساسية تبشر بنمو الاستثمار في "المطابخ المعتمة" في مصر.