ما الذي يمكن أن يكون أفضل من المضادات الحيوية؟ الفيروسات الموجودة في الصرف الصحي. وذلك بعد أن أصبحت مقاومة المضادات الحيوية أحد أكبر المخاطر التي تهدد الصحة العالمية في عصرنا الحالي، والآن أصبحت العاثيات (أو الفيروسات التي تستهدف البكتيريا الضارة وتقتلها) أصبحت بصورة متزايدة وسيلة لعلاج الأمراض التي لم تعد تستطيع المضادات الحيوية علاجها، وفق ما ذكره موقع فوكس. ولكن اللافت في الأمر هو أن تلك الفيروسات الصديقة تتواجد عادة في أقذر الأماكن مثل مياه الصرف الصحي والبرك والمستنقعات.

كيف يعمل العلاج بتلك الفيروسات الصديقة؟ حينما تتلامس العاثية مع البكتيريا، تلتصق بها وتضخ حمضها النووي فيها، ثم تبدأ في التكاثر، وتسيطر على البكتيريا المضيفة من خلال نسخ متكاثرة من العاثيات. ويمكن نشر تلك العاثيات لاستهداف بكتيريا معينة (على عكس المضادات الحيوية التي عادة ما تقتل البكتيريا النافعة والضارة في الوقت نفسه). ويمكن أيضا لتلك العاثيات أو الفيروسات الصديقة للإنسان أن تتسبب في تحور البكتيريا، وتحولها في بعض الحالات من بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية إلى بكتيريا حساسة تجاه المضادات الحيوية، وهو ما يمنح المريض في النهاية المزيد من الخيارات للتعافي. ويعود استخدام العاثيات في العلاج إلى أوائل القرن العشرين، ويشهد الوقت الحالي إحياء هذا العلاج من جديد. ولا يزال هذا العلاج تجريبيا، ولكن العاثيات نفسها متوفرة بكثرة، ويوجد منها نحو 10 مليون تريليون فيروس على كوكب الأرض في أي وقت، ومن السهل توليدها وتطويعها.
هل من الممكن أن تستفيد مصر من الأمر؟ نعم، فهذا النوع من العلاج جرى استخدامه بالفعل لمواطن أمريكي أصيب بمرض كان لديه القدرة على مقاومة المضادات الحيوية في 2015 وجرى إنقاذه من الموت. تعاني مصر بالفعل من ارتفاع معدلات تعاطي المضادات الحيوية والإفراط في استخدامها، فحتى نزلات البرد العادية يستخدم المصريون المضادات الحيوية للتغلب عليها. ومصر جرى تصنيفها من بين أكبر 3 بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل استهلاكا للمضادات الحيوية. وتشير إحدى الدراسات إلى صعوبة منع استخدام المضادات الحيوية مع حقيقة سهولة الحصول عليها دون وصفة طبية مع نقص في المعرفة حول الآثار السلبية لاستخدامها في خضم نقص أشمل في الإدراك لمخاطر العدوى المقاومة للعقاقير وأسبابها. وتقول الدراسة أيضا أن الميل إلى العلاج دون زيارة الطبيب أحد الأسباب الرئيسية وراء انتشار استخدام المضادات الحيوية وهي كلها عوامل متضافرة قد تتسبب في ظهور العلاج بالفيروسات الصديقة.