وربما تريد الذهاب إلى مكان غير معتاد تماما، ولكن إلى مدى يمكنك المغامرة؟
هناك مجموعة كاملة من المسافرين الذين يفتخرون بأنهم يسلكون منعطفات طويلة بعيدا عن الطرق المألوفة للوصول إلى أماكن غالبا ما تكون غير آمنة – وحيثما يوجد طلب يتحرك السوق لتلبيته. فعلى سبيل المثال، وكالة السفر الفرنسية "كليو" والتي تتعهد بتقديم رحلات ثقافية "آمنة" إلى سوريا التي مزقتها الحرب، والتي من المقرر أن تشمل دمشق واللاذقية وتدمر وقلعة الحصن. هناك أيضا شركة السياحة البريطانية ريجينت هوليدايز، والتي تنظم رحلات إلى كوريا الشمالية منذ عام 1985، من أجل تجارب غير مألوفة لا تنسى.
مسألة الأمان ذات أهمية بالغة، ولكن علينا التفكر في الجوانب الأخلاقية أيضا. فمثلا دولة ميانمار، والتي تعاني من العزلة لعقود من الزمن، تفتخر بما لديها من معابد بوذية، وهندسة معمارية تحتفظ بحالتها الأصلية، ونهرها الرائع، وطعامها اللذيذ، ولكن تلك البلد تدار من جانب حكومة تواجه اتهامات بارتكاب أعمال التطهير العرقي ضد مواطني أقلية الروهينجا. وكانت الصومال تشتهر في ستينات القرن الماضي بشوارعها العريضة وحدائقها الجميلة وشلالاتها ورمالها البيضاء، إلا أنها تورطت لسنوات عديدة في صراع مسلح وتوجد حالة من عدم الاستقرار بين حكومتها والجماعات الإرهابية المسلحة، لذا فإن هدفها المتمثل في إحياء قطاع السياحة لن يتحقق بسهولة. وفي مثل هذه الحالات المحفوفة بالمخاطر، هناك قضايا شائكة يجب مراعاتها، وهناك أسئلة لا يمكن الإجابة عليها بسهولة.