السفر هو الاستثمار الصحي المطلق
لقد أصبح الأمر بمثابة عادة ثقافية عالمية: الشمس والبحر والرمال علاج للجسد والروح. لذا من الممكن أن تدهش عندما تقرأ على موقع واشنطن بوست أن فكرة قضاء العطلات على الشاطيء تعود فقط لنهايات القرن الـ18 في إنجلترا، وهي بلاد ليست مشمسة بالشكل الكافي. ولذلك كانت فكرة الذهاب للشاطئ لا تتمحور حول الاستمتاع بل للحصول الجسم على العناصر الأساسية التي يحتاجها لصحة أفضل.
ما الهدف من كل ذلك؟ يعتقد الأطباء أن الغمر في المياه الباردة والمالحة من شأنها علاج الكثير من الأمارض، كما أن هواء البحر النقي يساعد على منع الإصابة بالكآبة، والتي يعتقد أنها مرض الروح والجسد التي يسببها زيادة الحزن. واستندت توجيهات الأطباء إلى نظريات طبية تعود لعصر الإغريق، بما في ذلك مذهب الأخلاط الأربعة، والتي افترضت أن بقاء الإنسان سليما يعتمد على الحرص على توازن سوائل الجسم الحيوية.
لذا ليس من المفاجئ أن نسبة كبيرة من الناس حول العالم يفضلون التخلص من مشاكلهم الصحية عن طريق غمر أجسادهم بالماء الساخن والبخار. لكن المنتجعات الصحية هي ظاهرة جديدة بعض الشيء. إذ تذكر بي بي سي في تقرير لها أن عادة الاستحمام في الينابيع الطبيعية الساخنة تعود لألاف السنين ولها جذور وتقاليد وأبعاد روحية في العالم كله.