الأسواق الناشئة لا يمكنها الاعتماد على "حمائم" الفيدرالي أكثر من ذلك
تأثير التحركات "الحمائمية" من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي بالولايات المتحدة على الأسواق الناشئة آخذ في الانخفاض، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز. ولم يتمكن قرار الفيدرالي الأربعاء الماضي بتثبيت أسعار الفائدة من الحيلولة دون هبوط مؤشرات الأسواق الناشئة بنهاية الأسبوع متأثرة بتزايد المخاوف بشأن النمو العالمي. وانخفض مؤشر جي بي مورجان لعملات الأسواق الناشئة بمقدار 1.7%، فيما أغلق مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة منخفضا بنسبة 1%، وهبط صندوق مؤشرات مورجان ستانلي للأسواق الناشئة بنحو 3%. وقال روبين بروكس، كبير الاقتصاديين لدى معهد التمويل الدولي إن القفزة المطردة التي تحدث جراء المفاجآت "الحمائمية" أصبحت آخذة في الانحسار.
تأثير أقل، وتيرة أقل: يقل تأثير تلك الإعلانات "الحمائمية" على الأسواق الناشئة بشكل متواصل، إلا أنه ووفقا لما قاله لويس كوستا، كبير الخبراء الاستراتيجيين للأسواق الناشئة لدى سيتي بنك فإن هذه التأثيرات ستقل وتيرتها أيضا. وتابع: "من الصعب تخيل دعم أصول الأسواق الناشئة على نحو كبير مرة أخرى، وذلك بالنظر إلى أن الأسواق لديها بالفعل فكرة جيدة للغاية حول الحجم الكلي لميزانية الفيدرالي. وأشار كوستا إلى أن أي مفاجآت أخرى ستكون بسبب الهبوط الحاد في توقعات النمو الخاصة بالاقتصاد الأمريكي، وهو الذي من شأنه أن يضر أكثر من أن يفيد أصول الأسواق الناشئة المحفوفة بالمخاطر.
الازدحام لا يحسن من الوضع كثيرا: أظهر تقرير صادر عن بنك أوف أمريكا ميريل لينش الشهر الماضي أن الأسواق الناشئة شهدت "أكبر ازدحام في المعاملات" على الإطلاق يرصده البنك، وهو ما جاء عقب التدفقات الكبيرة خلال الأسابيع الأولى من عام 2019. وقام المستثمرون الأفراد والمؤسسات بزيادة تعرضهم لأصول الأسواق الناشئة، حيث بلغ صافي تدفقات الأموال منذ بداية العام وحتى الآن 15.7 مليار دولار، بالمقارنة مع 61.8 مليار دولار تم سحبها من الأسواق المتقدمة. وأشار بروكس إلى أنه ووفق تحليلات معهد التمويل الدولي، فإن تراجع مراكز المستثمرين الدوليين بالأسواق الناشئة العام الماضي يرجع إلى هبوط الأسعار وليس بسبب هروب رؤوس الأموال. وهذا كله يعني أن الملكيات بالأسواق الناشئة كبيرة وقد لا تكون لديها إمكانية لمزيد من الزيادة.