على الأسواق الناشئة التأهب للعاصفة المقبلة
الأسواق الناشئة ينبغي عليها أن تتأهب للعاصفة المقبلة: يخبرنا التاريخ أن كل دورة تشديد للسياسة النقدية من قبل الفيدرالي الأمريكي يتبعها هزات وأزمات في الاقتصاد العالمي. والآن ومع هدوء العاصفة التي ألمت بالأسواق الناشئة العام الماضي، فإن تلك الأسواق ينبغي عليها أن تتخذ الاحتياطات والإجراءات الوقائية المناسبة لتتجنب الوقوع كضحية لتلك السياسات، وفقا لما ذكره خوسيه أنطونيو جونزاليز وزير المالية المكسيكي السابق في مقال له بصحيفة فايننشال تايمز. وبدأ الفيدرالي الأمريكي تشديد سياسته النقدية في 2015 والتي صاحبها رفع أسعار الفائدة تسع مرات مع وجود خطط لرفع إضافي للفائدة مستقبلا. ولطالما تسببت أسعار الفائدة الأمريكية المرتفعة في أزمات بالأسواق المالية في الماضي. ويقول جونزاليز "أي كساد أو تباطؤ يلوح بالأفق في الأسواق المتقدمة سيؤدي إلى تراجع الطلب على الصادرات، وبالتزامن مع توترات تجارية قد ينجم عنه هبوط أسعار السلع وهو ما سيلحق الضرر بالاقتصادات الناشئة المعتمدة على التصدير في نهاية المطاف. رفع أسعار الفائدة بالأسواق المتقدمة سيؤدي إلى حركة عكسية لتدفقات رؤوس الأموال".
ما هي الإجراءات التي يتعين على الاقتصادات الناشئة اتخاذها لتجنب الأزمة؟ يقول جونزاليز إنه لا يوجد حلول سحرية للأمر، ولكن كل ما ينبغي على الأسواق الناشئة فعله هو التأكد من سلامة مؤشرات اقتصادها الكلي، حيث يجب العمل على تقليل العجز المالي أو حتى التخلص منها بصورة تامة، كما ينبغي على الحكومات الاعتماد على الديون المحلية بآجال طويلة ومعدلات فائدة ثابتة والموازين الخارجية أيضا يجب العمل على موازنتها.