20 قتيلا على الأقل وعشرات الإصابات في حادث قطار رمسيس
وفاة 20 وإصابة 43 في حادث تصادم قطار داخل محطة رمسيس، وفق ما أعلنه خالد مجاهد المتحدث باسم وزارة الصحة مساء الأربعاء. وأظهرت لقطات فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ومأخوذة من كاميرا أمنية داخل المحطة جرار أحد القطارات يدخل مسرعا إلى الرصيف رقم 6 بمحطة مصر (رمسيس) قبل أن يرتطم بمصدات وحاجز في نهايته، ثم يتحول إلى كرة هائلة من اللهب. وطالت النيران عشرات الأشخاص في محيط الحادث ما تسبب في وفاة البعض على الفور وإصابة آخرين. وذكرت وزيرة الصحة هالة زايد أن السلطات لم تستطع تحديد هوية الكثيرين من القتلى العشرين بسبب شدة الحروق. وأظهرت المعاينة الأولية لخبراء الأدلة الجنائية انفجار خزان الوقود الخاص بالجرار، وفق ما ذكرته المصري اليوم.
وعقب وقوع الحادث، تقدم وزير النقل هشام عرفات باستقالته. وأعلن رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي في بيان صادر أمس قبول الاستقالة. وتعهد مدبولي خلال تفقده لمحطة القطار أمس بمحاسبة المسؤولين عن الحادث. وذكر التلفزيون الرسمي أن السلطات ألقت القبض على سائق القطار. وقالت وزارة النقل في بيان منفصل إن الوزير المستقيل هشام عرفات أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث. وعلقت وزارة النقل حركة القطارات من محطة مصر لفترة وجيزة قبل أن تعلن انتظامها مرة فيما عدا الرصيف الذي شهد وقوع الحادث.
وأفادت التحقيقات الأولية أن الجرار انطلق إلى داخل رصيف المحطة دون سائقه، الذي تركه دون اتخاذ إجراءات إيقاف المحرك ونزل لمعاتبه قائد جرار آخر. وذكر بيان للنيابة العامة نشرته صحيفة المصري اليوم أن "الجرار رقم 2310 مرتكب الحادث وأثناء سيره متجها إلى مكان التخزين تقابل مع الجرار رقم 2305 أثناء دورانه على خط مجاور عكس الاتجاه، مما أدى إلى تشابكهما وحال ذلك دون استمرار سير الجرار مرتكب الحادث، فترك قائد الجرار الأخير كابينة القيادة دون أن يتخذ إجراءات إيقاف محرك الجرار وتوجه لمعاتبة قائد الجرار الآخر رقم 2305 الذي قام بالرجوع للخلف لفك هذا التشابك، مما أدى إلى تحرك الجرار مرتكب الحادث دون فائدة وانطلاقه بسرعة عالية".
أعلى معدل حوادث قطارات منذ 15 عاما: وأشار تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز إلى أن عدد حوادث القطارات في مصر بلغ نحو 1800 حادث في عام 2017، وهو المعدل الأعلى منذ 15 عاما. وتشير إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى تزايد معدلات حوادث القطارات منذ عام 2012 وحتى 2017، ووقوع نحو 11 ألف حادث منذ عام 2008 وحتى الآن، إلا أن معظم تلك الحوادث لا يسفر عن وقوع إصابات.
تجديد المرفق المتهالك: تعهد وزير النقل المستقيل هشام عرفات في مارس الماضي بأن يشهد قطاع السكك الحديدية تحولا مهما وانفراجة ملحوظة بحلول منتصف عام 2019، وذلك من خلال إنشاء خطوط جديدة وشراء جرارات وعربات جديدة، واستخدام الإشارات الإلكترونية بدلا من الإشارات الكهربائية، فضلا عن تطوير ورش الصيانة. وقال عرفات حينها إن وزارة النقل أجرت تعديلات جديدة على لائحة الجزاءات للعاملين بهيئة السكك الحديدية، تنص على تشديد العقوبات في حالة خطأ عامل بما يؤدي إلى حادث، لتصل إلى خصم 60 يوما جزاء إلى جانب الرفع 6 أشهر عن الخدمة. ووافق مجلس النواب في مارس من العام الماضي أيضا على مشروع قانون بتعديل أحكام القانون الخاص بإنشاء الهيئة القومية لسكك حديد مصر، والذي يهدف إلى إفساح المجال أمام القطاع الخاص بإنشاء وإدارة وتشغيل وصيانة مرافق السكك الحديدية.
ووزير الكهرباء يسير أعمال وزارة النقل: وكلف رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي وزير الكهرباء محمد شاكر، بالقيام بأعمال وزارة النقل إلى جانب مهام منصبه، لحين تعيين وزير جديد للنقل.
وتصدر الحادث تغطية الصحف العالمية للشأن المصري منذ أمس. وأشارت بلومبرج في تقرير لها إلى تصريح رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بأن "زمن التغاضي عن الإهمال والتقاعس انتهى". وركزت أسوشيتد برس على النقاش الدائر على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر بإلقاء اللوم على الحكومة بسبب عدم صيانة السكك الحديدية. يمكنك أيضا قراءة المزيد من التغطيات على سي بي إس نيوز وذي إكسبريس و ذا صن.