القمة العربية الأوروبية تختتم أعمالها في شرم الشيخ.. دون نتائج ملموسة

القمة العربية الأوروبية تختتم أعمالها في شرم الشيخ دون توصل إلى توافق حول "الهجرة": اختتمت أمس أعمال اليوم الثاني والأخير من القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ دون التوصل لاتفاق رسمي بين القادة العرب والأوروبيين حول قضايا الهجرة غير الشرعية والأمن. وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في بيان له أمس إن الوفود العربية والأوروبية المشاركة في القمة أكدت ضرورة تعزيز آليات الشراكة القائمة بين الجانبين، لكن دون توقيع أي اتفاقيات في هذا الشأن. ووصف رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك خلال مؤتمر الصحفي في ختام القمة، الحدث بأنه يمكن أن يكون بداية لفصل جديد من التعاون بين الجانبين. وقال: "من الواضح أن النظام العالمي القائم على القواعد يتعرض للتهديد. لقد اتفقنا هنا في شرم الشيخ على أن يعمل الجانبان معا للدفاع عنه".
ودافع الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي عن تطبيق عقوبة الإعدام في مصر، قائلا إنها وسيلة لأخذ حقوق ضحايا الهجمات الإرهابية بالقانون وجزء من ثقافة وقيم المنطقة. وقال السيسي "أنتم تتكلمون عن عقوبة الإعدام ونحن نقدر لكم ذلك… عندما يُقتل إنسان بعمل إرهابي الأسر تقول لي نريد حق أبنائنا ودمائهم، وهذه هي الثقافة الموجودة في المنطقة وهي أن الحق يجب أن يؤخذ بالقانون"، وفق ما نشرته رويترز.
وأجرى الرئيس السيسي مباحثات ثنائية مع عدد من القادة العرب والأوروبيين على هامش فعاليات اليوم الأخير للقمة. والتقى السيسي مع جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية، والذي أشاد بجهود مصر في مجالي مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، مؤكدا رغبة الاتحاد في مواصلة دفع التعاون مع مصر على مختلف المستويات. وفي الوقت ذاته، ناقش الرئيس السيسي خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، آخر التطورات المتعلقة بالتحقيقات الجارية في قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، كما بحثا أيضا سبل تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، لا سيما في ظل ما تتيحه المشروعات القومية الجاري تنفيذها في مصر من فرص متميزة، خاصة مشروع تنمية محور قناة السويس ومشروعات تداول الطاقة. وعقد الرئيس كذلك لقاءين منفصلين مع أمير دولة الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
ورأت وسائل الإعلام العالمية أن القمة لم تصل إلى نتائج ملموسة: أشارت وول ستريت جورنال إلى عدم التوصل إلى اتفاق رسمية حول القضايا التي بحثتها القمة، فيما قالت فايننشال تايمز إن عرض التباين في وجهات النظر بين التكتلين في المؤتمر الصحفي الختامي للقمة "يبرز العقبات السياسية الكبيرة أمام تعزيز التعاون بين المنطقتين". وذكرت فوربس أن المفاوضات الجارية حول البريكست بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي طغت على أي تقدم محتمل في القضايا الرئيسية بالمؤتمر.
وكان لرئيس وزراء لوكسمبورج رأي أدق حول القمة، إذ قال "إذا كنت تعتقد أننا عندما نرى بعضنا البعض لمدة 24 ساعة في شرم الشيخ، سيحل السلام فورا في العالم وفي المنطقة، إذَا، فأنت تؤمن أيضا ببابا نويل".
ومن أخبار قمة شرم الشيخ أيضا، قالت وكالة بلومبرج إن غياب قطر عن القمة جاء بعد أن تلقت "دعوة فاترة" من مصر. وعبرت قطر عن امتعاضها بعد أن تلقى أميرها دعوة من مصر للمشاركة في القمة عبر السفارة اليونانية في الدوحة وليس عبر مندوبها الدائم في الجامعة العربية. وتعليقا على الأمر قال وزير الخارجية سامح شكري في اتصال هاتفي مع عمرو أديب في برنامج "الحكاية" إن "هذا الأمر يخصهم". وأوضح قائلا: "بعثنا الدعوة إلى قطر من خلال قسم رعاية المصالح .. في مذكرة دبلوماسية رسمية، لندعو دولة قطر إلى حضور قمة عربية أوروبية، وبالتالي هذا إجراء طبيعي في ضوء العلاقات المقطوعة بين البلدين". (شاهد 3:38 دقيقة)