فايننشال تايمز: آبي أحمد زعيم "ذو عقلية إصلاحية" أمامه الكثير ليحققه
لدى الزعيم الإثيوبي آبي أحمد "ذو العقلية الإصلاحية" الكثير ليحققه: توصف إثيوبيا حاليا بأنها واحدة من قصص النجاح العظيمة في أفريقيا – ليس من الناحية الاقتصادية فحسب، ولكن من حيث الإصلاح الاجتماعي والسياسي – ويرجع الفضل في هذا بشكل كبير إلى رئيس وزرائها الجديد آبي أحمد، حسبما يصفه مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز. ويصف المقال رئيس الوزراء الإثيوبي بأنه رجل يجمع بين الثقة الكبيرة والعقلية العملية المطلوبة لتحقيق الانفتاح بالسوق الإثيوبية، وخلق المزيد من فرص العمل في ظل تنامي الزيادة السكانية لبلده التي وصل تعدادها حاليا 102 مليون نسمة.
تشكيل إثيوبيا كقوة إقليمية صاعدة: كان النمو الاقتصادي في إثيوبيا على مدى العقد الماضي بمثابة مؤشر على "التقدم الملحوظ" الذي تحقق، إذ سجل ارتفاعا بأكثر من 10% سنويا. وبالرغم من تراجع النمو الاقتصادي العام الماضي إلى 7.7% (وهو ما يرجع بشكل جزئي إلى تفاقم الدين العام نتيجة حالة عدم اليقين السياسي)، فإن من المتوقع الآن أن يعاود النمو ارتفاعه إلى 8.5% في العام المالي الجاري. وتشمل المبادرات التحريرية التي أطلقها أحمد التوجه نحو الخصخصة، مع التركيز بشكل خاص على قطاع الاتصالات، ومواصلة النمو في قطاعي الصناعة والخدمات، واستكشاف العلاقات التجارية مع السعي لاجتذاب المزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر. وعلى الرغم من التوترات الأخيرة بين إثيوبيا ومصر حول بناء سد النهضة، فإن البلدين سعيا في العام الماضي إلى "تعزيز علاقاتهما المتميزة"، وذلك من خلال عقد المباحثات حول إنشاء صندوق استثمار ثلاثي مع السودان.
ولكن هل بإمكانه أن يفي بكل ما وعد به؟ وأيضا من وجهة نظر غير اقتصادية، يمكن القول بأن رئيس الوزراء الإثيوبي استحق الثناء لدوره في إنهاء العداء الذي دام لـ 20 عاما مع إريتريا، وإطلاق سراح 60 ألف سجين سياسي (بما في ذلك جميع الصحفيين المعتقلين)، والتعاون مع السياسيين التابعين للمعارضة وتعيين النساء ليشكلوا نصف مجلس الوزراء. ولكن بالرغم من الشعبية الكبيرة التي يحظى بها أحمد في الداخل – وعلى نحو متزايد – في الخارج، فلا تزال أمامه صعوبات فيما يتعلق بتحقيق التوقعات التي وضعها، إلى جانب التوفيق بين المطالب السياسية والاقتصادية لبلد تسعى بشغف إلى الحصول على المزيد من الوظائف والفرص.