تضاؤل فرص تحقيق النمو بالأسواق الناشئة من خلال التصنيع
التحولات الهيكلية في أنماط التجارة العالمية ستجعل من الصعب بصورة متزايدة على البلدان النامية أن تحقق نموا اقتصاديا وبسرعة من خلال التصنيع، وفقا لمقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز. وتشير الأبحاث التي أجراها معهد ماكينزي العالمي إلى أن الاتجاهات الجديدة في الإنتاج (مثل التوسع في التشغيل الآلي) تعني انخفاض أهمية الموازنة بين العمالة والتكلفة، مما يعد أمرا سلبيا بالنسبة للبلدان التي تأمل في تحقيق نمو اقتصادي من خلال اتباع استراتيجية للتصنيع كثيف العمالة للسلع المخصصة للتصدير.
ثمة مؤشرات أخرى ستكون محبطة للأسواق الناشئة، كالزيادة في التجارة الإقليمية (لا سيما في أوروبا وآسيا)، وتزايد أهمية سلسلة القيمة للأصول غير الملموسة والمعرفة والبحوث والتطوير (والتي ترتبط بالعمالة عالية المهارة)، وأيضا الزيادة الكبيرة في تجارة الخدمات مقابل السلع المادية (إذ حققت تجارة الخدمات نموا بنسبة 60% أسرع من نمو السلع المادية في العقد الماضي).
ولكن هناك بارقة أمل للبلدان التي نجحت في التخصص في إحدى الصناعات المربحة، ولكن حتى ذلك قد لا يستمر. ومن المتوقع أن نسمع مثل هذا الحديث بصورة متزايدة: أنه سيتعين على الأسواق الناشئة البدء في الاستثمار بشكل فعلي في تطوير مجموعة المهارات للأيدي العاملة لديها (التركيز على المهارات المعرفية العليا والمهارات الناعمة والمهارات التكنولوجية) وذلك مع تضاؤل حجم فرص تحقيق النمو الاقتصادي من خلال التصنيع.