أحمد زهران المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة كرم سولار
أحمد زهران المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة كرم سولار
روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع أحمد زهران المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة كرم سولار، والتي تعد أكبر شركة لإنتاج الطاقة الشمسية خارج الشبكة القومية في مصر.
أنا أحمد زهران المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لكرم سولار. أفكر في سؤال من أنا بنظرة أكثر وجودية، أنا شخص لدي وجهة نظر أريد أن أثبتها. أريد أن أثبت أنك يمكن أنك يمكن أن تنجز مشروعا ما في هذا البلد دون فساد أو محسوبية. يمكنك أن تبني مؤسسة بالطرق السليمة التي تبنى بها المؤسسات. هذا أمر أعمل جاهدا من أجله وأفكر فيه كل يوم، كيف أعمل من أجل تحقيق هذا الهدف، لدرجة أن هذا الهدف يشكل حياتي وأصبح جزءا من شخصيتي.
عملي الأساسي هو التمكين. دوري هو خلق السياق أو البيئة وبناء المؤسسة التي تمكن الناس من إظهار إمكاناتهم، وتتيح لهم الموارد اللازمة لتقديم أفضل ما لديهم. لذا أنا أنشئ نظاما يحفز العاملين، ثم أطرح عليهم أفكار وتحديات جديدة. وقد أختلف معهم وأناقشهم بعد ذلك لأرى ما الذي يمكننا فعله وما الذي قد لا نستطيع فعله. كل هذا جزء من عملية التحفيز والتمكين.
ليس لدي روتين صباحي واحد بل ثلاثة. إذا سافرت إلى أحد مواقعنا، أبدأ يومي مبكرا جدا، لذا أستيقظ في الساعة 5 أو 5:30 صباحا. وبعض الأيام ألعب رياضة (أستمتع جدا بلعب التنس) وبعض الأيام لا أتمكن من ذلك. ولكني أحاول أن أنتظم في ذلك. بعد ذلك أنزل لزيارة بعض المواقع. هذا تقريبا أفضل وقت أقضيه. أحب أن أزور مواقعنا التي لا تزال تحت الإنشاء، وأتخيل كيف سيكون شكلها عندما تكتمل، بالضبط كما أحب أن أنظر إلى مواقعنا القائمة وأتذكر كيف كانت قبل أن نبدأ العمل بها. وإذا كنت مسافرا خارج البلاد، أحرص على أن أصطحب معي مخزونا كبيرا للقراءة والمشاهدة. عندما أستقل طائرة أقضي وقتا طويلا في التفكير، وتطوير أفكار جديدة، وأيضا في قراءة ومشاهدة أشياء جديدة. أحب أن أكتشف أشياء جديدة. وإذا كنت سأقضي يومي في القاهرة، أستيقظ عادة حوالي الساعة السابعة صباحا، وأحرص على أكون في مكتبي حوالي الساعة 10 صباحا. وأحيانا أمارس بعض التمرينات الرياضية في الصباح، وأحيان أخرى أفعل ذلك في الثامنة مساء.
عادة ما أكون مرتبطا بكثير من الاجتماعات، وفي بعض الأيام أخرج من اجتماع لأدخل في آخر. عندما أكون في المكتب، أحاول أن أتجول وأتحدث مع الجميع، أو أسألهم عما يعملون عليه. وأحب أيضا تناول الطعام مع الفريق، وهو ما يساعدني على فهم الشركة وما يفكر فيه فريق العمل. الطعام شيء أساسي لدينا، لذلك لدينا غداء جماعي يوميا، والشركة تتكفل بذلك مرتين أسبوعيا. إنه وقت يتجمع فيه العاملين سويا، وفي بعض الأحيان يدعون أصدقاءهم. وكذلك أحتفظ بمكتبة صغيرة في مكتبي، وعندما أشعر أحيانا أني بحاجة إلى استراحة، أغفو قليلا على الأرض أو أقرأ لبعض الوقت. يوم عملنا طويل، وأنا أنام فقط لثلاث أو أربع ساعات، لذا أحتاج لغفوة بين الحين والآخر. أعمل جاهدا كي أكون في منزلي مبكرا.
قراءاتي الأخيرة والتي أثرت في كثيرا هي كتاب The Enigma of Reason ، وهو كتاب قد يصنف ضمن كتب الاقتصاد السلوكي. يساعدك على فهم أصل المنطق عند البشر، وهو كتاب رائع إذا كنت تريد أن تعرف كيف يتصرف الإنسان، وكيف يفكر، وما الذي يحفزنا وكيف نتخذ قراراتنا. ومؤخرا استمتعت بمشاهدة فيلمين وثائقيين عن مهرجان "فاير" الموسيقي أحدهما على نتفليكس والآخر على هولو. وهناك الكثير من الأشياء التي نتعلمها من الفيلمين اللذين يتحدثان عن المهرجان الموسيقي الأسطوري الذي جرى الترويج له قبل عامين من قبل الكثير من المشاهير على الإنترنت ولكنه لم يقام. تفهم من هذه القصة كيف تحول وسائل التواصل الاجتماعي بعض الأشخاص لمشاركين في الفساد. وبالحديث عن الأفلام، هناك فيلم إسباني أحببته وأنصح الجميع بمشاهدة وهو ليلة الـ 12 عاما.
قصة كرم سولار مثيرة بالفعل. كنا أربعة أشخاص طردنا من شركة كبرى في عام 2011. كان يدير الشركة شخص لا يؤمن بالابتكار أو الطاقة المتجددة، لذا عندما أسسنا كرم سولار في أكتوبر 2011 أردنا أن نثبت لأنفسنا وبالطبع له أن رؤيتنا ستنجح. بدأنا من "أرابيكا" وهو "كافيه" صغير في الزمالك. ما أحبه في هذه القصة أيضا أن الأشخاص الذين منحونا الاستثمار المبدئي في شركتنا كانوا أشخاصا يعملون في الشركة التي طردنا منها، فقد آمنوا بنا وأرادوا دعمنا.
منطقة تميز كرم سولار هي قوة العقل. نحن مبتكرون للغاية، ولا نقبل الأشياء أبدا كما هي. نقوم بالتطوير والتغيير في نموذج أعمالنا بشكل متواصل، ليس من أجل التفوق على منافسينا، ولكن من أجل أن نكون في طليعة التطوير كهدف في حد ذاته. نحاول تطوير المعرفة القائمة، ونعيد حرفيا تصميم نموذج الأعمال الخاص بمشروعات الطاقة. أعتقد أننا سنكون أول مرفق حقيقي للطاقة الشمسية عالميا، وأنا أعني ذلك.
الناس يعتقدون عادة أننا شركة لإنشاء محطات الطاقة الشمسية أو أننا شركة لإنتاج تكنولوجيا الطاقة الشمسية، لكننا لسنا هذا أو ذاك: نحن مرفق للطاقة الشمسية. نحن شركة الطاقة المستقبلية. كل البنية التحتية لدينا صممت بوسائل تقليدية لإنتاج وتوزيع وإدارة الطاقة. ولكن حتى الآن لا يوجد على الإطلاق مرفق للطاقة المتجددة، وهذا ما نعمل على بنائه. إنشاء المحطات الشمسية جزء صغير جدا مما نفعله. ما نفعله حقا هو تصميم وإنتاج حلول للمرافق والمنشآت التي تعمل بالطاقة الشمسية، وصميم عملنا هو أن نفكر كيف ستكون تلك المنشآت.
أمر مثير أن تكون في طليعة التغيير في صناعة ما. داخل الشركة، الابتكار يقود كل شيء. نحن ننظر إلى الأشياء التجارية والتقنية بطريقة جديدة للغاية. وخارجيا، نلعب دورا نشطا، نعمل مع الجهات التنظيمية والحكومة لوضع تصور وتخطيط لتشريعات المستقبل. كثير من الأشياء التي نعمل عليها ليس لها مرجعيات قائمة، وهذا أحد أكثر الأشياء إثارة في نطاق عملنا. نحن حرفيا لدينا ورقة بيضاء تماما نملأها بأكثر الأفكار التجارية والتقنية ابتكارا.
أفضل نصيحة عمل تلقيتها كانت من معلمي وأفضل صديق لي على مدى 15 عاما. لقد شجعني أن أمارس التفكير الصامت، أن تبتعد بانتظام عن كل شيء وتتجنب التشتيت، لتفكر فقط في ما تفعله في حياتك، خططك المستقبلية، ميزتك التنافسية. أحيانا نصبح عبيدا لنجاحنا أو لفشلنا. يبعدنا ذلك عن طريقنا ولا يجعلنا نرى ما يجب علينا فعله. كان خبيرا في ذلك، أن يتوقف ليفكر في صمت. تعلمت ذلك منه وأحاول أن أفعل ذلك قدر الإمكان. وعلمني أيضا استراتيجيات ومنهجيات الأعمال في مجالات لا تتعلق بمجال عملي. وهكذا تعلمت كيف أستفيد من أي قصة أسمعها وأحاول أن أفهم الأشياء، وكيف أبحث عن الأشياء التي يمكن أن استخدمها للتخطيط الاستراتيجي في الوثائقيات والأفلام أو أي من الفنون. وأخيرا، علمني كيف أطور نفسي كإنسان، ليس كرائد أعمال أو رجل أعمال، بل كإنسان. هذا مهم جدا لأننا بحاجة إلى رؤية شاملة لأنفسنا.
كيف أبقى منظما؟ من قال إنني منظم؟ هذا سؤال افتراضي. أنا لست منظما ولكنني أحاول. أفعل أشياء كثيرة في نفس الوقت. إذا لم تكن قادرا على أن تكون منظما، أفضل شيء تفعله هو أن يكون حولك أشخاص منظمين، أعتقد أن هذا هو ما أفعله. فريق العمل معي أكثر تنظيما مني بكثير، وهم يجبرونني أن أصبح منظما.