ما الذي يمكن أن تتعلمه الشركات من تاجر المخدرات الأشهر بالمكسيك؟
ما الذي يمكن أن تتعلمه الشركات من تاجر المخدرات الأشهر بالمكسيك؟ الكثير على ما يبدو. قالت صحيفة وول ستريت جورنال إنه وبعد أن أدان القضاء الأمريكي يوم الثلاثاء الماضي خواكين جوزمان، الشهير بـ "إل تشابو" لارتكابه عشر جرائم منها تهريب المخدرات وغسيل الأموال، فمن المحتمل أن يقضي بقية حياته في السجون الأمريكية، ولكن ما سيتركه من إرث وتأثير لعصابة "سينالوا" التي يتزعمها سيظل باقيا في المكسيك.
شخصية استثنائية تبني إمبراطورية. ما يمكن الخروج به من محاكمة "إل تشابو" هو قصة تكاد تفوق الخيال، لكونها تصف كيف كان يقوم بعمليات تهريب المخدرات الجريئة باستخدام الأنفاق والقطارات وغير ذلك من وسائل، وأيضا كيف تمكن من الهرب مرتين من السجن، وقبل كل شيء كيف أنه رجل بدأ حياته كمزارع شبه متعلم ثم أصبح يمتلك بعد ذلك ما لا يقل عن 14 مليار دولار من أرباح المخدرات. ولكن من الملفت أيضا أن جوزمان كان، من عدة نواحي، رجل أعمال فائق الذكاء، وذلك لأنه أنشأ مع زعماء عصابات آخرين "نموذجا لتقاسم أرباح المخدرات ليحمي نفسه من الوقوع في قبضة الشرطة". وكان أعضاء تلك العصابات يهتمون "بالتفاصيل الخاصة بالبنية التحتية وتقييد الحسابات، ويهتمون أيضا بالمسائل الخاصة بسلاسل التوريد والحاجة لحماية رؤوس أموال المستثمرين".
الحرب التي تشنها المكسيك ضد تجارة المخدرات لم تنته بعد. فبالرغم من أن الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور قد واصل الحرب التي تشنها بلاده على تلك التجارة، فإن الخبراء الأمنيين والمحققين المكسيكيين والخبراء في شؤون العصابات يرون بأن تجار المخدرات في الواقع يزيدون قوة. وتتلقى المكسيك ما بين 19-39 مليار دولار كأرباح من تجارة المخدرات سنويا، كما أن تزايد تلك التجارة يؤجج من موجة من العنف التي تشهدها البلاد. وقال بروس باجلي الخبير بجامعة ميامي: "من غير المرجح أن نرى نهاية لمثل هذا العنف وتهريب المخدرات إلى خارج المكسيك"، وتوقع أن يتزايد هذا الأمر نظرا للربحية المرتفعة لتجارة المخدرات.