الصين تلجأ للسندات المستديمة لدعم السيولة

الصين تلجأ للسندات المستديمة لدعم السيولة: هل سمعت يوما ما عن السندات المستديمة أو الأبدية؟ إذا كانت تلك هي المرة الأولى دعنا أولا نعرفك على هذا النوع من السندات والذي يصطلح على تسميته بالإنجليزية perpetual bonds وهي سندات لا تسترد قيمتها ولا يوجد تاريخ استحقاق لها وتحصل بموجبها على عوائد بصورة مستديمة لآجل غير مسمى. ويجمع هذا النوع من الديون بين خصائص السندات العادية والأسهم، إذ يمكنك من خلالها الحصول على عائد ثابت ولكن دون أي التزام على المصدر. ولجأت البنوك التجارية في الصين إلى ذلك النوع من الديون لدعم رأس المال، وفقا لما ذكرته صحيفة فايننشال تايمز. ونجح بنك الصين في يناير الجاري في جمع نحو 40 مليار يوان أي ما يوازي 5.9 مليار دولار بعائد يبلغ 4.5%.
المخاطر مرتفعة وشهية المستمرين أيضا: حاجة البنوك الصينية إلى دعم رأسمالها يأتي في وقت تعاني فيه البلاد من إمكانية تباطؤ النمو الاقتصادي، وقد تكون السندات المستديمة إحدى تلك الوسائل التي من شأنها دعم رأس المال وتوفير السيولة التي يحتاجها القطاع المصرفي الصيني. وعلى الرغم من تحذير بنك بي إن بي باريبا من المخاطر التي تمثلها تلك النوعية من الديون مقارنة مع السندات التقليدية إلا أن الإصدار الذي جرى الشهر الماضي لاقى ترحيبا في أوساط المستثمرين. والصين ليست المكان الوحيد الذي يدعم هذا النوع من الديون، فهناك مدرسة داخل الولايات المتحدة تدعو إلى استخدام السندات المستديمة من قبل الحكومة الأمريكية بدلا من السندات التقليدية لأن عدم وجود تاريخ استحقاق للسند يعني تجنب تكلفة إعادة التمويل.
أحد أقدم الأمثلة لهذه الإصدارات المستديمة، سندات صدرت في هولندا عام 1648 ولا يزال المستثمرون بها يحصلون على عوائد منها حتى اليوم، فلم يخطئ من وصفها بالأبدية.