روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع هيثم محمد (للاطلاع على صفحته على لينكد إن)، الرئيس التنفيذي لشركة أورا للمطورين، المتخصصة في قطاع التطوير العقاري ولها مشاريع في عدة أسواق متقدمة وناشئة حول العالم.
اسمي هيثم محمد، وأعمل رئيسا تنفيذيا لشركة أورا للمطورين، وقد بدأت حياتي المهنية في قطاع الاتصالات، حيث عملت لدى شركة أوراسكوم تيلكوم لمدة 11 عاما، وكنت ضمن الفريق الذي بدأ عمليات الشركة في 17 دولة مختلفة في جميع أنحاء أوروبا وآسيا والشرق الأوسط. انتقلت في عام 2011 إلى مجال العقارات، حيث عملت في البداية لدى شركة سوديك، ثم انتقلت إلى شركة عامر جروب، وأخيرا التحقت للعمل بشركة أورا للمطورين، حيث يتمثل هدفنا في إنشاء مشروعات تطوير عقاري ذات تصميمات رائعة ومستدامة بيئيا.
وظيفتي كرئيس تنفيذي للشركة تحتم علي التأكد دوما من أن عملياتنا اليومية تسير وفق القيم التي وضعناها، والتي تقوم على أساس تلبية احتياجات العملاء. وينصب قدر كبير من تركيزي على العمليات التقنية والتسويق، فضلا عن سير عملية التوظيف في الإدارات كافة. لدينا أيضا أهدافنا اليومية الخاصة بالمبيعات، كما نخصص أيضا الكثير من الوقت لتصميم المنتجات وأبحاث السوق، وتحديد كيفية تسويق منتجاتنا للعملاء. لهذا فإن دوري شامل للغاية.
عادة ما أبدأ يومي في الساعة الثامنة صباحا، وذلك عندما أتوجه إلى المكتب. ويستغرق الطريق نحو نصف ساعة، وبمجرد وصولي أذهب إلى ستاربكس لشراء قهوتي ثم أعود إلى المكتب. ويتكون جدول أعمالي اليومي عادة من حضور الاجتماعات وإجراء المهام الإدارية اليومية، وهي أمور ضرورية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية طويلة الأجل. ويكون أول اجتماع لي في الصباح مع فريق التسويق، واستمع خلاله إلى ما لديهم من تطورات وأبحث معهم ما هو مخطط للفترة المقبلة، ثم أجلس مع الفريق التقني لاستعراض أحدث التصميمات والمنتجات الجاري تطويرها. وبعد ذلك، أجلس مع فريق تخطيط وتطوير الأعمال، وندرس خلال الاجتماع الأرقام والميزانية. كما أقضي ما لا يقل عن ساعة يوميا مع فريق المبيعات للنظر في التحديات التي يمكن أن يواجهونها وكيفية التغلب عليها.
دعني أقول إن السوق في الوقت الحالي قاسية للغاية ويجب أن يكون لدينا رؤية واضحة للغاية لما يحتاجه عملاؤنا، حتى نتمكن من تطوير منتجات تلبي تلك الاحتياجات. وأنا بدوري أقوم دائما بإجراء مقابلات لتعيين موظفين جدد، ثم ينتهي يوم عملي عادة ما بين الساعة السابعة والثامنة مساءا. أذهب بعد ذلك إلى المنزل وأمضي المساء مع عائلتي المكونة من زوجتي وابننا البالغ من العمر 12 عاما وابنتنا البالغة من العمر 10 أعوام.
أحد النقاط المحورية في حياتي هي تدريب ابني كي يصبح لاعب كرة قدم، فهو يلعب في نادي الزمالك وحصل مؤخرا على جائزة أفضل لاعب في بطولة نادي الصيد 2019، كما أنه حاليا يحمل لقب أفضل هداف في دوري الناشئين. وأصبحت هوايتي المفضلة الآن مشاهدته خلال المباريات والتدريب. وهو عادة ما يتدرب ثلاثة أيام في الأسبوع في وقت مبكر من المساء، ويكون لديه مباراة كل يوم جمعة. لذا، فنحن نستيقظ جميعا يوم الجمعة في الساعة السابعة صباحا ونذهب لمشاهدته وهو يلعب ثم نذهب لتناول الغداء.
لدي أمل أن يكون ابني هو محمد صلاح آخر، فعندما كان في العاشرة من عمره وجائني ليخبرني بأنه يريد أن يكون لاعب كرة قدم، سألته عما إذا كان مستعدا لتقديم تضحيات، وقلت له أيضا إنه سيتعين عليه التدريب لساعات في الوقت الذي يستمتع فيه أصدقاؤه بألعاب الكمبيوتر والاستجمام على الشواطئ. وأوضحت له أيضا أنه كي يكون مدربا على نحو جيد، فعليه أن يبدأ في سن العاشرة، كما سيتعين عليه أن يخصص جزءا كبيرا من وقته في التفكير في حياته المهنية منذ سن مبكرة. إنني أدرك أن هذا الأمر يعني تحمل مسؤولية كبيرة لشاب مثله، فهو يسافر للتدريب في نادي باريس سان جيرمان ونادي موناكو خلال فترات إجازته. لذلك فنحن نعمل على تطوير شركة جديدة في مصر وأنا على المستوى الشخصي أعمل على تطوير ابني في مجال كرة القدم، ولهذا أرى أن كل جهودي تأتي في سياق دعم المساعي الخاصة بريادة الأعمال.
كأس الأمم الأفريقية هو أفضل شيء شاهدته مؤخرا. وأشعر بأن البطولة بأكملها رائعة بالإضافة لإعجابي الشديد بالتنظيم. لكني في الواقع لا أدري لماذا يتعامل المشجعون المصريين مع خسارة المنتخب أمام منتخب جنوب أفريقيا بصدمة كبيرة. تلك هي حقيقة كل القدم؛ لن تفوز في كل مباراة.
إن كنا نريد تحسين كرة القدم لدينا فلابد من أن نغير نهجنا. الشباب هم المستقبل. ونحن لا نركز على الشباب حاليا بنفس الطريقة التي تقوم بها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا. إن نظرت للمنتخب المصري الذي فاز ببطولة كأس الأمم الأفريقية لثلاث مرات متتالية، فسترى أن هؤلاء اللاعبين كانوا يحققون الفوز في بطولات منذ كانوا في الـ 17 من عمرهم. نحن في حاجة للاستثمار في تنمية اللاعبين الجيدين.
شركة أورا هي إحدى بنات أفكار نجيب ساويرس، الذي كان قد بدأ العمل على خطة عمل لعمليات تطوير جديدة في جرينادا وباكستان وأخرى لقبرص. لقد أراد بشكل خاص استهداف مواقع فريدة، للقيام بشيء خارج عن المألوف وإدخال شيء جديد في السوق. كنا نبحث عن علامة تجارية جديدة، وأفضل اسم وجدناه هو أورا. واسم أورا يأتي من فكرة الولادة، وبالنسبة لنا كانت الشركة بمثابة مولود جديد. انطلقنا في قبرص في عام 2016، ثم باكستان في عام 2017، بعدها جرينادا في عام 2018، ومصر في عام 2019.
في أورا نحن نستهدف المواقع الأفضل، والتي تلقائيا تصبح من أغلى المناطق. في قبرص نحن جزء من منتجع آيا نابا مارينا، وفي باكستان يعد موقعنا من أفخم المناطق في إسلام آباد. أما في جرينادا فقد قمنا ببناء واحد من أغلى وأفخم الفنادق في العالم. أما في مصر فقد اخترنا قطعة الأرض الأخيرة في مدينة الشيخ زايد والتي تطل على حوالي 65 فدانا للبناء عليها. ما نهدف إليه هو جمع القدرة على تحمل التكاليف مع الفخامة. نحن نعرض نسخة جديدة من الترف، ونقدم شيئا متطورا للغاية بأسعار مناسبة.
أعتقد أن العملاء حاليا أصبحوا أكثر إدراكا. هم الآن يفهمون السوق أفضل من سنوات مضت، وأصبحوا الآن يركزون على المنتج لا العلامة التجارية. بعد التعويم تغيرت احتياجات العملاء بشكل كبير. في الماضي، كان العملاء يركزون على شراء الفيلات، لكن الآن يفكرون إن قاموا بشراء فيلا سوف يحتاجون أيضا إلى إكمال تشطيبها، والذي قد يكلفهم أكثر من سعر الفيلا نفسها. ثم عليهم الأخذ بعين الاعتبار تكاليف التشغيل أيضا. أما الآن فهم يركزون بشكل كبير على شراء الشقق وهو أحد الأسباب وراء التزامنا بتقديم شقق عالية الجودة بمساحات مختلفة معتمدين على الاحتياجات الدقيقة لمختلف العائلات. العملاء أصبحوا أكثر تعقيدا وإذا لم يجدوا ما يبحثون عنه في علامة تجارية راقية، فسوف يبحثون عنها في علامة تجارية مختلفة.
العثور على الأرض المناسبة هي أهم عامل لأي شخص يعمل في مجال التطوير العقاري. الأرض مكلفة للغاية في الوقت الحاضر ولها تأثير كبير على الصناعة. لهذا السبب يبحث الكثير من المطورين في اتفاقيات التطوير المشترك، وهذا بالضبط ما فعلناه مع الحكومة لمشروعنا في الشيخ زايد. الأرض أصبحت أكثر قليلة للغاية، وهو ما يعني أن سعر الأرض سوف يستمر في الزيادة.
أفضل نصيحة عمل قدمت لي هي ببساطة الاستماع. أنت بحاجة للاستماع إلى منظور أي شخص لديه وجهة نظر في أي موقف معين، بداية من المبتدئين وفرق المبيعات والتسويق، الاستماع لرئيسك للعملاء، بشكل عام لأي شخص لديه رأي ذو تأثير بقضية ما. انظر إلى الصورة الكاملة ثم اتخذ قرارك.