كل صغيرة وكبيرة عن الأتمتة الصناعية في مصر: الأسبوع الماضي، تحدثنا عن أداء الصناعات التحويلية في مصر عندما يتعلق الأمر بالأتمتة الصناعية. وجدنا أن الصناعة ككل متأخرة في التحول وفقا للمعايير العالمية، على الرغم من إظهار إمكانات وقدرة قوية للأتمتة. في الجزء الثاني، ننظر إلى الشركات التي تتبنى هذا التحول، ونتعمق في دوافع الأتمتة للمصنعين وتأثيراتها على العمليات الداخلية للشركات وعلى ثقافتها المؤسسية.
نظرة على ما توصلنا إليه: التكلفة الأولية لشراء الآلات والمعدات للأتمتة باهظة، حسبما قالت مونيكا سلامة، مديرة التسويق والاتصالات في مجموعة التنمية الصناعية لانتربرايز. يمكن أن يتراوح متوسط تكلفة المعدات الجديدة من 28 ألف دولار للذراع الآلي المستقل إلى مئات الآلاف من الدولارات وأكثر للوصول إلى نظام أتمتة صناعية كامل، وفقا لشركة الأتمتة السويدية ستيفن دوجلاس كوربوريشن.
لكن بمجرد أن تكون لديك البنية التحتية، فإن صيانة وتحديث الآلات والبرامج تكون أقل تكلفة بكثير، حسبما أخبرنا رئيس القطاع الصناعي لشركة لافارج مصر نيلز ليدينيك. وأضاف ليدينيك أن لافارج قامت ببناء مصانعها ببنية تحتية مكنتها من تنفيذ الأتمتة بسهولة منذ 20 عاما، ما ساعد على تحديث المرافق بسهولة فيما بعد بمجرد إدخال تقنية جديدة. قامت جي بي أوتو بتركيب الروبوتات لأول مرة في مصنعها منذ أكثر من 10 سنوات، عندما كانت تكلفة الروبوتات تقترب من 1.5 مليون دولار، وانتهت الآن من أتمتة معظم خطوط التجميع بتكلفة أقل بكثير، وفقا لما ذكره رئيس قطاع التصنيع رامز أديب لإنتربرايز.
سؤال المليون دولار هو: هل تستحق الأتمتة الاستثمار؟ الإجماع الساحق من قبل أولئك الذين يطبقونها هو نعم. قال ليدينيك إن عائد الاستثمار لدينا من الأتمتة يغطي ربما ما يصل إلى عام من حيث الكفاءة، مع القليل من الاستثمار الرأسمالي، مضيفا أن مكاسب كفاءة الطاقة تبلغ 5% سنويا، وهو ما يترجم إلى ما يزيد عن مليون دولار في توفير الطاقة سنويا.
الروبوتات تمنع أيضا 70-80% من الأخطاء البشرية في التصنيع في تجربة جي بي أوتو، طبقا لأديب، ما يعني تحسين مستويات الإنتاج من حيث الحجم والجودة وتقليل الفاقد. وأشار أديب إلى أن الروبوتات تساعد أيضا في توفير المواد الخام، نظرا لدقتها ومنع وقوع الأخطاء، مضيفا أن الشركة توفر الآن حوالي ثلث كمية طلاء السيارات التي كانت تستخدم يدويا. الأتمتة ساعدت شركة إيفا فارما على التوفير في توليد الهواء المضغوط، وهو ذو تكلفة كبيرة عادة، من خلال ضمان عدم وجود تسريبات، وفقا للرئيس التنفيذي للشركة رياض أرمانيوس.
حتى أن البعض ذكر عدم وجود أي منتجات مرفوضة أو عيوب صناعة: "أدت منشآتنا الآلية إلى أقصى إنتاجية مع وجود ما يقرب من صفر من العيوب"، كما قال أرمانيوس. وأضاف أن أنظمة التنبيه تسمح بالتدخل السريع قبل حدوث الأعطال، ما يقلل من معدلات حدوث الأعطال ويطبق عمليات مثل الضوابط البيئية لتجنب المضاعفات، خاصة في عمليات التعقيم.
تلعب الاستدامة أيضا دورا في قرارات الشركات المصنعة تجاه الأتمتة: العديد من الشركات، خاصة الشركات الكبرى والشركات متعددة الجنسيات، تميل إلى الأتمتة من أجل تلبية التزامات الاستدامة وضمان توافق أدائها مع المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، حسبما قالت مروة عباس، المديرة العامة لشركة أي بي إم، لإنتربرايز. قالت عباس إن الآلات التي نوفرها للمصنعين لديها حصة انبعاثات الكربون التي نراقبها لعملائنا كجزء من تعهدنا الأكبر بالانبعاثات الصفرية، كما أشارت إلى أن هذا وحده يساعد الشركات على مراقبة الانبعاثات وتقليصها.
كما تساهم في تحسين جودة الصادرات: أوضحت عباس أن أي شركة تصنيع تنتج أو تصنع نيابة عن شركة كبيرة أو متعددة الجنسيات من المرجح أن تكون قد أتمتت مصانعها من أجل الامتثال لمعايير التصنيع العالمية، خاصة عند التصدير. وبحسب أرمانيوس، فإن تصدير المنتجات الدوائية يتطلب الامتثال لبعض لوائح سلامة البيانات التي لا يمكن تلبيتها إلا من خلال أتمتة عمليات الشركة ووضع نظام صارم لمراقبة الجودة، لذا فقد ساعدت أتمتة مصانع إيفا فارما بالفعل في فتح أسواق جديدة للتصدير.
ولكن ما مقدار الاستثمار الفعلي للشركات في الأتمتة؟ نحو 15% من ميزانية الشركة السنوية تذهب نحو الأتمتة، بحسب أرمانيوس.
بالنسبة للشركات الأخرى، يجري تخصيص الاستثمارات على أساس ما هو مطلوب: الأرقام تتغير طوال الوقت، لأنها تعتمد على احتياجات الشركة وظهور التقنيات الآلية الجديدة، والتي لا يمكن التنبؤ بها، وفقا لأديب. وقال ليدينيك: "نحن لا نخصص أي شيء فعليا للرقمنة. نحن ننظر إلى تكلفة وفوائد أي حل جديد، وإذا كان بإمكانه توليد عوائد بصورة سريعة في أقل من عام على سبيل المثال، فإننا نفعل ذلك بغض النظر عما إذا كان مدرجا في الميزانية أم لا، لأننا سنسترد المال بسرعة"، بحسب ليدينيك.
البعض مستعد لضخ استثمارات من أي حجم من أجل إجراء التحول. "مصنع التجميع الجديد لشركة أبو غالي للسيارات، والذي من المتوقع أن يبدأ العمل في غضون خمس سنوات، سيكون مؤتمتا بالكامل، ولا توجد لدينا مشكلة في استثمار كل ما هو مطلوب لضمان تشغيل المصنع آليا بالكامل"، حسبما صرح المدير التجاري لمجموعة أبو غالي للسيارات تامر قطب، لإنتربرايز.
أعادت الأتمتة أيضا تشكيل عمليات التوظيف في المؤسسات: "لقد بدأنا في توظيف المزيد من الأشخاص ذوي الخلفية الرقمية مثل محللي البيانات أو العلماء لضمان التطبيق المناسب للأنظمة المؤتمتة والتوصل إلى طرق لتطوير حلولنا الرقمية بناء على نقاط الضعف التي لدينا"، بحسب ليدينيك. في حالة إيفا فارما، ساعدت الأتمتة في استيعاب احتياجات العمل الإضافية الناتجة عن التوسع، وساعدتها على التوفير في التعيينات المستقبلية، وفقا لأرمانيوس. على سبيل المثال، حلت إحدى ماكينات التعبئة والتغليف الكرتونية التي اشترتها الشركة، محل نحو 15 مشغلا جديدا كانت الشركة في حاجة إليهم للقيام بهذه المهمة.
معظم الشركات تعيد تكليف موظفيها بأدوار إدارية أو إشرافية: أوضح كل من أرمانيوس وأديب أن جرى إعادة تعيين الموارد البشرية الحالية للتحكم في الأتمتة أو أنشطة الإدارة بدلا من الأنشطة البدنية. وأضاف أرمانيوس أن تركيز شركته قد تحول إلى توظيف المواهب لأدوار "يمكن للبشر فقط القيام بها بشكل فريد".
نظرة على أبرز أخبار الصناعة هذا الاسبوع:
هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).
الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©
نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).