كيف تستخدم مواد البناء البديلة في مصر؟ في هذه السلسلة، نتناول الجهود المبذولة من جانب قطاع البناء للحد من التلوث الناجم عن مواد البناء. وبدأ بعض كبار اللاعبين في صناعة الأسمنت إنتاج ما يسمى بالأسمنت "الأخضر". وتسعى شركات أخرى للحصول على شهادة مستقلة للأبنية الخضراء لتتبع وتحسين بصمتها البيئية، لكن ذلك لم يكن له تأثيرا كبيرا.
فهل هناك طريقة لتجنب استخدام مواد البناء شديدة التلوث تماما؟ في المجمل، تتوفر بعض الطرق المبتكرة للغاية لاستخدام مواد البناء البديلة في مصر. ولكن على الرغم من النمو السريع، إلا أن حصتها الإجمالية في السوق لا تزال منخفضة.
إذا، ماذا نعني بمواد البناء "البديلة"؟ تختلف التعريفات، لكنها تشير عموما إلى مجموعتين من المواد. عادة ما يتم زراعة وحصاد مواد البناء الطبيعية، مثل الخيزران أو قش الأرز وغيرها بدلا من تعدينها وإعادة تشكيلها. وتحتوي المواد الشبيهة بالخرسانة المنتجة صناعيا أو البلاستيك المعاد تدويره على انبعاثات أقل من منافسيها الأساسيين. ولأغراض الموضوع الذي تناوله اليوم، سنركز على مواد البناء الطبيعية أو الاستخدامات غير التقليدية للمواد المنتجة صناعيا.
تستخدم شركة التكنولوجيا الحيوية الناشئة ميسليوم الفطريات لتحويل قش الأرز أو القمح إلى مادة بديلة تستخدم في الألواح العازلة، مما يقلل من استخدام البلاستيك، وفق ما قاله الرئيس التنفيذي للشركة محمد فوزي لإنتربرايز. ويضيف فوزي: "أنه خال من المركبات العضوية المتطايرة شديدة التلوث". واكتسب استخدام الفطريات في البناء زخما على مستوى العالم على مدار العقد الماضي، ويتم تصنيعها باستخدام مواد طبيعية وقدر ضئيل من الطاقة، مما يجعلها بديلا صديقا للبيئة للمنتجات البلاستيكية مثل البوليسترين، ومن بين المواد الأكثر استخداما في صناعة الألواح العازلة.
في المقابل، تتبع المؤسسة الاجتماعية هاند أوفر تقاليد المهندس المعماري حسن فتحي، باستخدام التراب المضغوط للمباني السكنية لذوي الدخل المنخفض والمطورين من القطاع الخاص، وفق ما قاله ممثلون عن المؤسسة لإنتربرايز. وأضافوا أن المواد الخام الرئيسية هي الرمل والطين والحصى، مع استكمالها بمواد من مصادر محلية مثل الأحجار الطبيعية. ويعد استخدام التربة المضغوطة في المباني السكنية تقنية نوبية قديمة اشتهر المهندس المعماري حسن فتحي باستخدامها على نطاق واسع للمجتمعات ذات الدخل المنخفض. وفي أربعينيات القرن الماضي، صمم فتحي مدينة القرنة الجديدة، وهي قرية بالقرب من الأقصر مبنية بالكامل من التراب المضغوط.
وتستخدم شركة كرم بيلد مخلفات البناء لتصنيع مواد طبيعية: تقوم الشركة الشقيقة لشركة كرم سولار بتوفير المواد الطبيعية المتاحة محليا في مشاريعها قدر الإمكان، بحسب كبير المهندسين في الشركة، كريم الكفراوي، لإنتربرايز. استخدمت الشركة في مشاريعها بالواحات البحرية الحجر الرملي الذي تم جلبه من الأراضي الزراعية، في حين استخدمت مشاريع البحر الأحمر الحجر الجيري الذي تم التخلص منه من قبل المطورين العقاريين. ويقول الكفراوي إن المنتجات تخضع لاختبار مقاومة الضغط، وتستخدم لتطوير الهياكل الحاملة للجدران للمباني. ويضيف أن شركة كرم بيلد تحاول أيضا استخدام الكتل الترابية المضغوطة لتحل محل الطوب الأحمر في بعض المشاريع بالقاهرة.
وتتبنى "كيوبكس" نهجا مختلفا، من خلال إعادة استخدام الصلب الصناعي بطريقة مبتكرة: تقوم كيوبكس بتحويل حاويات الشحن المستعملة إلى هياكل يمكن استخدامها كمباني تجارية أو سكنية، كما قال المؤسس المشارك يوسف فرج لإنتربرابز. ولا تلغي عمليات البناء التي تقوم بها الشركة الحاجة إلى المواد التقليدية مثل الطوب والأسمنت فحسب، ولكنها تعني أيضا أن الحاويات الفولاذية البالغ وزن كل منها نحو 3 إلى 4 أطنان، والتي انتهى عمرها الافتراضي، لا تخضع لعملية إعادة التدوير كثيفة الاستهلاك للطاقة أو تترك في مكبات النفايات. ويقول فرج إن شركة كيوبكس تستخدم مواد محلية موحدة في بنائها، خاصة الصلب والخشب.
وتنمو تلك الأعمال بسرعة: فقد أنجزت شركة كيوبكس أكثر من 200 مشروع سكني وتجاري منذ تأسيسها في عام 2016، كما يقول فرج. وتبيع ميسليوم الألواح العازلة الخاصة بها لشركتين لاستخدامها في مشاريع لصالح عملائها. وتأسست الشركة في عام 2020، ولديها حاليا 7 عملاء في القاهرة والإسكندرية، وقد جذبت اهتمام الشركات الكبرى بما في ذلك سوديك، بحسب فوزي. ويقول ممثلو "هاند أوفر" أنها نفذت 6 مشاريع منذ تأسيسها في عام 2016. وأكملت كرم بيلد 6 مبان منذ تأسيسها عام 2014، وهناك اثنين آخرين قيد الإنشاء حاليا، كما قدمت خدمات التصميم والاستشارات لمجموعة أخرى، كما يقول الكفراوي.
الشركة أنجزت بالفعل بعض المشاريع الكبرى: تشمل المشاريع الكبرى لشركة كرم بيلد مركز العمليات والصيانة التابع لكرم سولار في الواحات البحرية، إلى جانب مشروعات سكنية وزراعية وضيافة في المناطق الريفية في جميع أنحاء البلاد، بحسب الكفراوي. ويضيف أنها أطلقت مؤخرا سلسلة جديدة من المشروعات بالقرب من القاهرة، في مناطق مثل الشيخ زايد. أكملت كيوبكس قبل 6 أشهر مشروع "ذا درايف"، وهو مجمع يضم مطاعم ومقاهي. ويقول فرج إنها تبني حاليا مجمع سكني عائلي خاص في الشيخ زايد يضم 12 فيلا صغيرة مصنوعة من حاويات. وحصلت ميسيليوم على تمويل بأكثر من 65 ألف دولار من فلات 6 لابز.
اعتماد السوق على هذه التقنيات لا يزال منخفضا نسبيا: تعد الشركات الناشئة مثل كيوبكس وميسليوم مبتكرة للغاية، ولكن في السوق المصرية ككل، لا يتم الاعتماد عليها على نطاق واسع، كما يقول خالد طربيه، الرئيس المشارك لقسم الهندسة المعمارية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
مساهمة القطاع ضئيلة للغاية: يهيمن على نشاط البناء في مصر مشاريع كبيرة، مثل مجمع أورا ديفيلوبرز الذي تبلغ قيمته 100 مليار جنيه، وفقا لتقرير فيتش عن الربع الثالث من عام 2020. وتستحوذ شركة كيوبكس على ما يقدر بنحو 75% من سوق إنشاءات حاويات الشحن، وفقا لتقديرات فرج، ولكن من الصعب جدا قياس حصتها الإجمالية في سوق الإنشاءات، مضيفا "أنا حقا لا أستطيع حتى تحديد رقم، لأن سوق البناء في مصر واحدة من أكبر الأسواق في العالم. وتقوم الشركات ببناء مدن كاملة وخط مونوريل. مقارنة بذلك، "نحن نقطة في بحر". وتتنافس ميسليوم على توريد الألواح العازلة مع شركات مثل إنسوتك، التي لديها أكثر من 100 عميل في مصر (بي دي إف)، و شركة بيتا المصرية، التي لديها أكثر من 100 عميل من عمالقة الإنشاءات مثل أوراسكوم وسيميكس وإيتالسيمينتي.
السؤال: هل يمكن أن يتغير هذا؟ من الواضح أن مقارنة نمو الشركات الناشئة بالشركات الراسخة الكبرى يمثل تحديا. ولكن إذا أردنا تقييم ما إذا كان من الممكن حقا تقليل التلوث من خلال بدائل للملوثات الثقيلة التقليدية، فإن مسألة التوسع في السوق مهمة. لذا، فالسؤال هنا هو هل الأساليب المبتكرة لهذه المجموعة من الشركات الصغيرة لديها القدرة على الانتشار على نطاق واسع؟
فيما يلي أهم الأخبار المرتبطة بالحفاظ على المناخ لهذا الأسبوع:
هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).
الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©
نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).