تواجه برامج منح الدراسة الدولية حالة ضبابية بسبب وباء "كوفيد-19"، ولكن إلى جانب ذلك ظهرت مميزات محتملة على المدى الطويل وبينها تزايد إمكانية الحصول على تلك المنح. وتعد المنح عنصرا أساسيا في الدراسة بالخارج، ولكن الاضطرابات الناتجة عن انتشار الفيروس في مجالات السفر وتغير التشريعات والتعليم عن بعد وضعت طالبي المنح في موقف صعب. وعلى الرغم من المناخ حالة الضبابي يقول عدد من مديري أهم برامج المنح إن الإجراءات التكيفية الحالية قد تسرع إمكانية وصول الطلاب المصريين للبرامج الدراسية إلى مستويات ما قبل الجائحة، ووضع أشكال جديدة للشراكة لدعم المنح الدراسية، خاصة للطلاب الذين يسعون لتمويل البرامج الدراسية عبر الإنترنت.
وأدت الجائحة لحالة من عدم اليقين بشأن المنح الحالية والمستقبلية، فشهدت منصة "مرجع"، وهي الأكبر في المنطقة لعرض المنح، انخفاضا في عدد الزيارات لموقعها بنسب 40-50% خلال مارس، وفقا للمؤسس المشارك والرئيس التنفيذي سامي الأحمد. ويزور "مرجع" في المتوسط 2.4 مليون شخص شهريا منهم حوالي مليون من مصر وحدها. ينبع عدم اليقين من كل شيء بداية من قيود السفر إلى مشاكل محتملة في التأشيرات، فقد عانى بعض الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة في وقت سابق من الشهر الجاري من قرار إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية بإلزام من تحولت دراساته منهم للإنترنت بترك البلاد.
ويحاول العديد من مديري المنح والطلاب على حد سواء التكيف مع الإجراءات الجديدة، فبعض الحاصلين على منحة "نيوتن – مشرفة"، وهي منحة مصرية بريطانية مدتها 7 سنوات وقيمتها الإجمالية 50 مليون جنيه إسترليني، اضطروا للعودة لمصر بعد إغلاق المختبرات في بريطانيا، وفقا لنائبة مدير المجلس الثقافي البريطاني شيماء البنا. ويقوم المجلس، إلى جانب المكتب الثقافي التابع للسفارة المصرية في لندن ومنظمة يونيفيرسيتيز يو كيه، بدعم كل حالة للطلاب على حدة. وتوضح البنا أن المجلس الثقافي البريطاني يدرس حاليا مد برامج دعم دراسات الدكتوراة من 3 إلى 4 سنوات للحاصلين على منح "نيوتن – مشرفة"، وذلك للسماح لهم باتباع إجراءات التباعد أثناء الوجود في المختبرات ومنحهم المزيد من الوقت لتعديل التأشيرات بسبب تعقيدات السفر.
وحتى من قبل "كوفيد-19" كانت طلبات التقديم على المنح من المصريين أعلى كثيرا من التمويل المتاح. وتعد المنح ضرورية لتمويل مصاريف الدراسة وتكاليف الحياة المرتفعة بالنسبة لمعظم الطلاب المصريين الراغبين في الدراسة بالخارج. والمنافسة شرسة أيضا، لأن الكثيرين يدركون فائدة الدراسة بالخارج. وتقدم هذا العام 222 مصريا لمنحة المعهد السويدي لدراسة الماجستير من بين 6790 متقدما في المرحلة الأولى. وحصل 10 مصريين فقط على المنحة من بين 340 شخصا من دول أخرى. أما مؤسسة القلعة للمنح الدراسية، فتمنح ما بين 15 و20 شخصا فرصة الدراسة في الخارج من بين 400 متقدم، وفقا للمديرة التنفيذية للمؤسسة ياسمين الضرغامي.
ويجري اختيار الفائزين بالمنح بشكل محدد، ولكن الآن يوجد اهتمام أكبر بتوسيع إمكانية الوصول للمهتمين، وفقا لمسؤولين. وتسعى جهات مانحة رئيسية، بينها تشيفنينج وأميديست، منذ سنوات لزيادة عدد وتنوع المستفيدين من المنح. وحصل هذا العام 27 متقدما على منحة شيفينينج من القاهرة والجيزة بينما توزع 16 آخرين على باقي المحافظات، وفقا لمديرة برنامج منحة تشيفنينج نيفين شرف. وتضيف أنه على الرغم من الاهتمام بالتنوع من ناحية النوع والتنوع الجغرافي هو الهدف الأساسي لشيفينينج، فإن القرار النهائي يرجع إلى قوة ملف للمتقدم، ولذلك دعم المتقدمين لكتابة البيان الشخصي بطريقة جيدة وعرض مهاراتهم الأكاديمية والقيادية خلال مقابلات التقديم يعد جزءا أساسيا في وصول الطلاب للمنح.
ومن بين أكثر الوسائل فعالية لتحقيق ذلك هو تعريف عدد أكبر من الطلاب بالمعلومات اللازمة، بحسب خبراء. وتقول نيللي الزيات، المؤسسة المشاركة ومديرة شركة نيوتن للخدمات التعليمية، إن هناك علاقة بين إتاحة المزيد من المعلومات وزيادة تنوع المتقدمين لمنحة أنسي ساويرس. وتقوم "نيوتن للخدمات التعليمية" بتوفير الإرشادات والتعليمات اللازمة للطلبة من أجل التقدم للمنح وغيرها من الخدمات التعليمية. وتوضح الزيات أن السنوات الخمس الماضية شهدت زيادة ملحوظة في عدد المتقدمين والفائزين بمنحة "أنسي ساويرس" من مدارس المتفوقين التابعة لوزارة التعليم في أنحاء مصر المختلفة، مضيفة أن ذلك "يظهر تغير واضح في التركيبة الديموغرافية للمتقدمين".
وقبل انتشار "كوفيد-19" كان التركيز على التوسع في التواصل على أرض الواقع. وفي الأوقات العادية كان ممثلو "أميديست" يسافرون للمحافظات المختلفة لإطلاع المهتمين في مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا والجامعات الحكومية على فرص الدراسة في الخارج. كما يقوم ممثلو "تشيفينينج" والمجلس الثقافي البريطاني بناشطات مشابهة. ويستهدف أميديست الطلاب الأكبر احتياجا، وفق ما صرحت به شاهيناز أحمد، مديرة "أميديست مصر". وتابعت "نحاول أن نوسع الشبكة بشكل كبير، فبفضل إديوكيشين يو إس إيه (مركز الخدمات التعليمية لأميديست) أشعر بأن الطلاب من القطاعات الأكثر احتياجا على دراية أكبر به من الطلاب المنتمين للقطاعات الأقل احتياجا، وهذا ما نستهدفه". وتوضح "الطلاب الأقل احتياجا لديهم إمكانية أكبر للوصول للجامعات والمرشدين، والكثير منهم في مدارس خاصة ولديهم إمكانيات السفر للخارج"
والآن يسرع "كوفيد-19" من التحول الرقمي الذي قد يوسع من إمكانية الوصول على المدى البعيد. والتواصل الإلكتروني سيكون أساسيا لإعطاء المنح، حتى بعد أن تنتهي الجائحة. وتقول البنا "يمكنني أن أقول إن التحول الرقمي أحد مميزات كوفيد-19. ففي مصر كان الأمر سيستغرق 10 سنوات لإجراء ذلك التحول ولكن مع كوفيد-19 كان يجب الإسراع بها". وتوضح أحمد أنه حتى مع عودة حركة السفر والمقابلات الشخصية، سيستفيد مقدمو المنح من قنوات التواصل التي أتيحت. وتضيف "إذن فالتواصل الإلكتروني يوفر إمكانية أكبر للوصول. وقبل كوفيد-19 كان من الصعب تنظيم جلسة لأستاذ في الولايات المتحدة الأمريكية ليتحدث مع الطلبة، ولكننا الآن أكثر تعودا على القيام بالأشياء عن بعد. وأحيانا تكون البنية التحتية مشكلة ولكن يمكن حضور جلسة على تطبيق زووم فقط عبر الهاتف". وتقول شرف إن التفاعل مع منشورات منحة شيفينينج على صفحات السفارة البريطانية على وسائل التواصل الاجتماعي زاد بشكل ملحوظ خلال الشهرين الماضيين. وتضيف "أنا متفائلة جدا بأننا سنصل للمزيد من الناس إلكترونيا، لأنهم بشكل عام أكثر حضورا على الإنترنت حاليا، ونحن نتخذ خطوات ثابتة لزيادة التفاعل الإلكتروني من خلال الدورات الفتراضية وفقرات الأسئلة والأجوبة المباشرة المتاحة للجميع".
وإلى جانب النمو في التواصل والتعلم عبر الإنترنت، من المتوقع زيادة عدد المنح لتمويل الدراسة عبر الإنترنت. كما سيزيد التوسع في التعليم عن بعد من إقبال المؤسسات الدولية المرموقة على توفير برامج دراسية كاملة على الإنترنت، بحسب عدة مصادر توقعت أيضا زيادة في عدد المنح للتعليم عن بعد وزيادة في الحاصلين عليها وتنوعهم. وتقول الزيات "لم نرى بعد زيادة كبيرة في منح التعليم عن بعد، ولكن أعتقد أنها ستحدث".
ولكن يجب أن تستقر الأمور قبل تحديد أي تغييرات، لكن يبدو أن الأمور تسير نحو زيادة حقيقية في الوصول للمنح الدر اسية، بحسب مصادر. وكانت الضرغامي تتوقع في البداية عددا أقل من المتقدمين لمنحة القلعة القابضة هذا العام بسبب ضبابية المعلومات بشأن العام الدراسي المقبل، ولكن الإقبال كان كالمعتاد، على حد وصفها. وتفيد البنا بأن المتقدمين لمنحة "نيوتن – مشرفة" شهدوا زيادة بحوالي 20% على أساس سنوي منذ 2017/2016، ولكن يصعب معرفة الزيادة في العام الحالي على وجه الدقة حتى نهاية فترة التقديم في سبتمبر.
ولكن التوقع الأبرز هو أن على المدى البعيد ستؤدي إجراءات كوفيد-19 لزيادة تنوع المنح والمتقدمين لها. وكذلك سيشجع إتاحة التقديم عبر الإنترنت والمقابلات عن بعد النساء ممن لا يسمح لهن بالسفر وحدهن للتقديم والحصول على الشهادات، لأن الأهالي يشجعون غالبا الفرص المضمونة، وفقا للبنا. وتتوقع شرف أن توسع خطة "تشيفنينج" للاستعانة بشبكة خريجيها لنشر المعلومات حول التقديم من إمكانية الوصول. وتضيف "لدينا مرشدون نشطون للغاية من خريجينا في أنحاء مصر، وبينها أسيوط والإسكندرية والإسماعيلية. ومن مميزات التحول للإنترنت خلال الشهرين الماضيين أننا استطعنا تنظيم جلسات عبر الفيديو مع مشاركة خريجينا المقيمين في خارج البلاد ليصبحوا أكثر تفاعلا".
ويتيح ذلك أيضا مساحات أكبر للشراكة، فبعض مقدمي المنح يفكرون في تغيير جذري في تمويلهم للجامعات المحلية خلال الفترة المقبلة بسبب الصعوبات التي فرضها "كوفيد-19" على السفر، وفقا للزيات. وتضيف "أعتقد أن الشركات قد تصبح أكثر اهتماما بدعم المنح للمتخرجين بالفعل، والذي قد يبدو لهم كسيناريو فائز في كل الأحوال، حيث لن ينشغل موظفيهم بعام أو اثنين من الدراسة ولكنهم سيدرسوا ويحصلوا على شهادتهم أثناء العمل".
وبالطبع يعتمد الأمر على رأي مقدمي المنح في مسألة التعليم عن بعد، سواء كانت أولويتهم هي الناحية الأكاديمية أو التجربة الدراسية الكاملة التي تتاح للطالب أثناء السفر للخارج، إلى جانب احتياجات السوق، بحسب مصادر.
هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).
الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©
نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).