الأتمتة والتعلم – كيف تستخدم المدارس الدولية في مصر التعلم التكيفي: يُنظر إلى التعليم على أنه من بين أصعب القطاعات التي يمكن تشغيلها آليا. تضاهي المدارس الدولية في مصر نظيراتها الإقليمية والدولية في أتمتة الوظائف الأولية في المدارس، كما أشرنا الأسبوع الماضي. ولكن ما مقدار استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم البشري الفعلي؟
نما استخدام برامج التعلم التكيفي – التي تتضمن تقنيات الذكاء الاصطناعي الأساسية – بشكل مطرد في السنوات الأخيرة. وفي مصر، أصبحت أداة مساعدة تعليمية تكميلية للمدارس الدولية، مع البرامج المستخدمة في الواجبات المنزلية أو الحصول على معلومات قائمة على الحقائق. تزيد منصات الألعاب من مشاركة الطلاب ويساعد جمع ردود الأفعال والتعليقات بنعم أو لا على تنمية المهارات الأساسية. ومع ذلك، لا تضاهي برامج التعلم التكيفي حتى الآن قدرة المعلمين على تحديد الفجوات المعرفية وسدها، ومعالجة تحديات تعلم الطلاب. ويقول قادة المدارس إنه بالتأكيد لا يمكن أن يحل محل المعلمين.
يقوم البرنامج بتكييف الأنشطة مع احتياجات المتعلم الفردية، وإعطاء التقييم وتصميم أسئلة المتابعة. منصات التعلم التكيفية تفاعلية، إذ تحتوي على أسئلة أو تمارين للمتعلمين لإكمالها بشكل مستقل، دون مدخلات من المعلم أو الوالدين. يتلقى المتعلمون عادة ملاحظات فورية حول ما إذا كانت إجاباتهم على الأسئلة صحيحة أم خاطئة.
وأحيانا يخصص مهام أصعب أو أسهل بناء على الأداء. قال مدير المدرسة الأمريكية الدولية كابونو سيوتي في حديثه إلى إنتربرايز إن بعض الأنظمة ترسل تمارين متابعة بناء على أداء المتعلم. "أجب الإجابة الصحيحة على التمرين وسوف تتلقى تمرين أصعب إليك تلقائيا. إذا أخطأت في التمرين، ستتلقى تمرينا أسهل".
يمكن للطلاب ممارسة مهارات معينة بشكل مستقل، والتي يمكن أن تحسن الأداء: التعلم التكيفي يمنح الطلاب الفرصة لممارسة وتطوير مهارات معينة بشكل مستقل، كما تقول كلير رولاند، مديرة مدرسة ريجنت البريطانية. ومنح الطلاب فرصا للتحرك بالسرعة التي تناسبهم يمكن أن يعزز أداءهم، حسبما تشير تويا آر، نائبة رئيس المرحلة الأساسية الثانية بالمدرسة الإنجليزية بالقاهرة.
تبني البرامج المستخدمة على نطاق واسع المهارات الأساسية، مثل الرياضيات والقراءة: تركز العديد من برامج التعلم التكيفي المستخدمة في مصر على الرياضيات والقراءة والعلوم ، كما تقول رولاند والرئيس التنفيذي لشركة إيدوهايف لإدارة التعليم، كريم مصطفى، والمدير التنفيذي لمدارس الألسن، كريم روجرز.
الأكثر شيوعا هو الجمع بين التعليمات والتقييم وإعداد التقارير: توفر ريدنج إيجز دروسا في القراءة واختبارات الاستيعاب للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و13 عاما، مع إعداد التقارير الآلية. يحتوي بج كلوب على أدوات تقييم للتعليم والقراءة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و11 عاما. توفر ماثليتيكس لطلاب المدارس الابتدائية والثانوية كتبا إلكترونية ومقاطع فيديو وتقييمات تركز على الرياضيات. تقدم ماي آي ماث دروسا وتدريبات تفاعلية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و18 عاما. يوفر راز كيدز دروسا وتقارير متعددة الصعوبة في القراءة والكتابة والعلوم والمفردات للطلاب حتى نهاية المرحلة الابتدائية. تقدم ساينس كيربودل اختبارات تفاعلية ومسابقات وتدريبات للطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عاما.
غالبا ما تستخدم في الواجبات المنزلية وليس التدريس الفعلي: غالبا ما يتم استخدام البرنامج في مهام الواجبات المنزلية وللبحث عن المعلومات التي تحتاج إلى الحفظ، مثل جداول الضرب، كما تقول رولاند. ويقول سيوتي إنه يُستخدم عادة للطلاب الذين يحتاجون إلى تدريب إضافي في مجالات معينة.
غالبا ما تكون البرامج في صورة ألعاب، لذا فإن مشاركة الطلاب عالية: تقنية التعلم التكيفي جذابة للغاية، إذ تستخدم برامج مثل ماثليتيكس وريدنج إيجز تقنية الألعاب لزيادة تحفيز الطلاب، كما تقول آر. "الأطفال لا يدركون حتى أنهم يتعلمون. إنهم يعتقدون فقط أنهم يلعبون لعبة ".
وتقدم بعض البرامج بيانات أساسية عن أداء الطلاب: توضح بعض البرامج للمعلمين عدد المرات التي حاول فيها الطالب التمرين، وما هي درجاتهم في كل مرة، كما تقول رولاند.
تعتقد رولاند أن جميع المدارس الدولية في مصر تستخدم برامج التعلم التكيفي لتكملة التدريس الطبيعي القائم على التواصل الشخصي. وتقول إن كيفية استخدام البرنامج قد تختلف، ولكن من المرجح أن جميع المدارس الدولية تستخدمه بدرجات مختلفة – حتى لو كان في المستوى الأساسي في الواجبات المنزلية التي لا يتعين على المعلمين تصحيحها.
يتبع هذا الاتجاه العالمي: "في السنوات الخمس إلى السبع الماضية، أصبحت برامج التعلم التكيفي شائعة جدا في التعليم العالمي" تلاحظ رولاند. بلغ حجم السوق العالمي لبرمجيات التعلم التكيفي 1.86 مليار دولار في عام 2020 ومن المتوقع أن ينمو إلى 9.11 مليار دولار في عام 2028، وفقا لتحليل السوق الذي أجرته شركة إيميرجن ريسيرش مؤخرا.
ومع ذلك، وعلى الرغم من جميع فوائده، يظل التعلم التكيفي أداة تكميلية بسيطة: قبل فترة الوباء، كانت أقل من 10% من عمليات التعليم المدرسي في مصر تتضمن برمجيات التعلم التكيفي، كما يقول سيوتي، ومن المرجح أنها زادت أثناء فترة الوباء. وتقول رولاند: "في ريجنت، لن أقول إنها تشكل حتى 10% من أدواتنا".
لماذا هذا؟ جزئيا بسبب ثقافة التدريس: لا يعتاد العديد من المعلمين على أن يكونوا ميسرين للتعلم، بدلا من شرح المحتوى الدراسي في مقدمة الفصل المدرسي، كما يقول أندرو ليني، رئيس قسم التعليم الثانوي في المدرسة الإنجليزية بالقاهرة.
ونظرا لأن التعليقات على البرامج مقصورة على الاستجابات التلقائية في صورة صح/ خطأ: توفر ملاحظات برنامج التعلم التكيفي للطلاب بشكل أساسي خيارين: الصواب أو الخطأ، بحسب سيوتي. "في التعليم، هناك العديد من الخيارات الأخرى عندما يتعلق الأمر بتقدم المستوى الدراسي للطلاب."الملاحظات الواردة من برامج مثل كير بودل مفيدة، لكنها بسيطة للغاية، كما يشير ليني. "إنه يعطي الطلاب الإجابة الصحيحة فقط."
يقول مديرو المدارس إن تلك البرمجيات لا يمكن أن تحل محل المعلمين في المستقبل المنظور. لا يمكن مقارنة التعلم التكيفي مع قدرة المعلم على تحديد تحديات الطلاب وفهم ما يحتاجون إليه وتقديم الدعم المخصص، حسب قول رولاند. لم تر قط نظاما تعليميا يحدد أسلوب التعلم للطالب أو احتياجات التعلم المحددة، كما يستطيع المعلمون ذلك. يوافق سيوتي على أن "البرامج التكيفية للمدرسة التقليدية، مثل راز كيدز – التي صُممت قبل عشر سنوات – يمكنها أن تكون أداة تكميلية جيدة ولكنها لا تقترب من استبدال المعلم".
هل تتمكن برامج ذكاء اصطناعي أكثر تقدما من تغيير هذا الأمر؟ بدأت تظهر في مصر أحدث برامج التعليم للذكاء الاصطناعي، والتي تتخطى التعلم التكيفي لتتعلم بالفعل من الطلاب، ثم تدمج ذلك في مسارات التعليم الفردية الموصى بها.
وسوف نستكشف إمكانات التعلم التي تتيحها في الجزء الثالث، الأسبوع المقبل.
أبرز أخبار قطاع التعليم في أسبوع:
هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).
الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©
نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).