كيف تخطط مدرسة المنارة بالجونة لدمج نفسها في النظام التعليمي المصري: قبل ست سنوات، وضع نجيب سميح ساويرس عينيه على تحقيق حلمه بمنح الطلاب الموهوبين فرصة لإحداث فرق في مجتمعاتهم من خلال تزويدهم بتعليم شامل على مستوى عالمي. وبإلهام من جده وجدته، أنسي ويسرية، اللذين انشغلا بالعمل العام دائما، حوّل هذه الرؤية إلى حقيقة بتأسيس مدرسة المنارة في الجونة. تسعى المدرسة، التي جرى الإعلان عن إطلاقها الشهر الماضي، إلى تقديم تعليم عالي الجودة لشريحة واسعة من المجتمع، بدءا من العائلات والطلاب الذين يمكنهم تحمل الرسوم الدراسية، تشمل الطلاب الأقل حظا، من خلال المنح الدراسية، المقدمة بدعم من مؤسستين غير ربحيتين. من المقرر أن تفتح مدرسة المنارة أبوابها في عام 2023، ومن المتوقع أن تبدأ عملية التقديم الشهر المقبل.
تجربة مختلفة؟ تهدف المدرسة إلى توفير نظام تعليمي صارم، جنبا إلى جنب مع برنامج أكاديمي وقيادي ورياضي، والتدريب على أنشطة خدمة المجتمع، والمهام المنزلية كالطهي والتنظيف وغيرها. بهدف تزويد الطلاب بحياة وخبرة كاملة ومتكاملة، حسبما جاء في بيان تأسيس المدرسة.
تحدثت إنتربرايز مع مدير مدرسة المنارة بيتر صليبا لمناقشة خطط المدرسة وأهدافها، وكيف تنوي المنارة تجهيز خريجيها لخدمة مستقبل مصر، والفكرة وراء فتح أبوابها للطلاب بغض النظر عن خلفيتهم الاجتماعية والاقتصادية، واختيار أن تكون المنارة مدرسة ببرنامج سكني. وإليكم مقتطفات محررة من الحوار:
المنارة مدرسة “للوطن” وليست فقط مدرسة لمجتمع الجونة، وتستهدف جذب الطلاب من جميع المحافظات وعدم تقييد نفسها في منطقة معينة، بحسب صليبا. “لا توجد مدرسة أخرى في مصر مثل هذه. لا توجد مدارس أخرى لديها أحجام الفصول الدراسية لدينا، أو المناهج التي طورناها، أو التركيز على تطوير مهارات القيادة مثلنا”. تخطط المنارة لأن يكون متوسط حجم الفصل لخمسة عشر طالبا، وفقا لبيان (بي دي إف).
ومع ذلك، هناك عملية قبول تفصيلية مصممة لجلب أفضل المواهب إلى المدرسة، كما يوضح. تتطلب العملية من الطلاب تقديم المستندات الداعمة حول أدائهم الأكاديمي وتوصيات المعلمين ومقال أو مقطع فيديو مع نموذج استمارة موحدة. وسيخضع المتقدمون المؤهلون الذين نجحوا في اجتياز المرحلة الأولى بعد ذلك لاختبارات لتقييم مهارات التفكير الكمية والنوعية، ومهارات القيادة. وفي المرحلة التالية، تدعو المدرسة المتقدمين وأولياء أمورهم لإجراء مقابلات شخصية.
المدرسة ستطبق برنامج المستوى المتقدم، وتفضل البرنامج الأمريكي على المنهج البريطاني بفضل اتساع نطاق المسارات الدراسية الذي يقدمه، حسبما قال صليبا لانتربرايز. ويضيف قائلا: “النظام يتيح أيضا مساحة ووقتا لتنفيذ الجزء العملي من المنهج الدراسي”، ما يمنح الطلاب الفرصة للقيام بأشياء أخرى. قال: “بالنسبة للمراهقين، عندما تمنحهم خيارا، فإن ذلك يوسع خبرتهم”.
لكن مدرسة المنارة لا تتطلع إلى تقليد نموذج معين. بدلا من ذلك، فهي تتطلع لجمع أفضل الممارسات في المدارس الشريكة معا لجعلها مناسبة لمصر. “ما نقوم به حقا هو اختيار ما نعتقد أنه أفضل الأجزاء في المدارس الست أو السبع التي نعمل معها ونجمعها معا”، وفقا لصليبا. ويضيف أن النماذج في مدرسة إيتون في المملكة المتحدة أو أكاديمية فيليبس إكستر في الولايات المتحدة قد تكون وثيقة الصلة بسياق الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، ولكنها قد لا تكون مناسبة لمصر.
الأمر كله يتعلق بإحترافية المعلمين: اختيار المنهج، على الرغم من أهميته، ليس بأهمية جودة المعلمين الذين يدرسون المواد. “بالنسبة لي، سواء كان نظام المستوى المتقدم أو النظام البريطاني، فإن السؤال الذي سأطرحه [إذا كنت ولي أمر] سيكون جودة المعلم. هذا هو أهم شيء “، يقول صليبا.
تتطلع المدرسة في الأساس إلى سد بعض الفجوات في العملية التعليمية التقليدية في مصر. تقوم مدرسة المنارة بذلك من خلال الاعتماد على منهج قائم على المهارات بدلا من منهج قائم على المحتوى. “أعتقد أن مصر تعمل على التحول لنظام تعليمي يعتمد أكثر على المهارات. الأمر لم يتحقق بعد، لكنهم في طريقهم لذلك”، حسبما قال صليبا، مضيفا أن هذه المسألة “هي مشكلة يحاول الجميع معالجتها”.
التأثير في سوق العمل هدف رئيسي: تريد مدرسة المنارة أن يكون خريجوها مؤثرين في سوق العمل في البلاد، وتمنح أولوية لصقل المهارات المهمة لسوق العمل والتي تشمل أن تكون قادرا على قيادة فريق العمل وأن تكون جزءا منه كذلك، وأن تعمل في بيئات تتسم بالتنوع وتتواصل على نحو فعال. “هذه هي الركائز الأساسية لمدرستنا”، وفقا لما قاله صليبا، مضيفا أن المدرسة لا تركز على تخريج دفعات تتخصص في قطاع أو مجال محدد.
اختيار أن تكون المنارة مدرسة ببرنامج سكني يهدف أيضا لبناء هذه المهارات: توفر المدارس ذات البرنامج السكني رحلة تعلم للتلاميذ والمعلمين، مع وجود فرصة لتنمية علاقات وطيدة لـ “تقديم أفضل بيئة تعليمية”، بحسب صليبا. الطلاب في المدارس ذات البرنامج السكني قادرين على تطوير مهارات الاستقلال والعمل الجماعي والحس المجتمعي أكثر من المدارس اليومية العادية، حسبما أضاف صليبا.
تركز المدرسة على الطلبة من المرحلة الإعدادية إلى الثانوية، وليس من مرحلة رياض الأطفال إلى الثانوية لأن سنوات المراهقة هي الفترة التي تشهد ذروة تطور التلاميذ، وفق ما قاله صليبا. “نركز على هذه السنوات تحديدا لأنها الفترة التي نعتقد أنه يمكن أن نحدث أكبر فارق ممكن”، بحسب صليبا. وقررت المدرسة ألا تتوسع لتشمل المراحل الدراسية ما قبل الإعدادية لأنها بذلك قد تجعل مهمة المدرسة أشمل من أن تتمكن من تحقيق التأثير الذي تريده.
اختارت المنارة مدينة الجونة بالبحر الأحمر لتكون مقرا لها مع تزايد أهميتها كمركز تعليمي، كونها موطنا للعديد من المؤسسات التعليمية، بما في ذلك مدرسة دولية وغيرها من المنشآت، والتي “كانت جزءا من عامل الجذب بالنسبة لنا”، وفقا لما قاله صليبا. وكانت البيئة الآمنة في الجونة والبنية التحتية الموثوقة أيضا من العوامل الرئيسية في اختيار موقع المدرسة.
لم يجر الإعلان عن الرسوم الدراسية للمدرسة بعد، ولكن يمكن للطلاب المقبولين التقدم للحصول على مساعدة مالية أو منحة دراسية. هذا نموذج “مثير” يطبق رؤية المدرسة “لتوفير تعليم متميز بغض النظر عن الخلفية المالية”، بحسب صليبا، الذي أوضح أن أكاديمية أصدقاء القيادة المصرية، والتي تعد مؤسسة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة، والمؤسسة التعليمية المصرية ومقرها سويسرا، ستقدم المنح الدراسية، مؤكدا أن المؤسسات تلك لا تشارك في عملية القبول بالمدرسة.
تفخر المنارة بأن محبي الأعمال الخيرية، وليس المستثمرين، هم من يدعمون المدرسة ماليا. قال صليبا: “لدينا أشخاص يقدمون المال والوقت والطاقة لتكوين جزء من النسيج التعليمي لمصر. إنهم لا يفعلون ذلك للبحث عن عائد مالي، بل يفعلون ذلك للاستثمار في مستقبل مصر”. وتعد عائلة ساويرس الداعم الرئيسي لمدرسة المنارة، والتي يصفها صليبا بأنها “القوة الدافعة” للمدرسة.
ترى المنارة أن نموذجها يلهم الآخرين: ترى المدرسة أنها تسهم في تعزيز تنوع الخيارات التعليمية المتاحة للمصريين. وقال صليبا: “أعتقد أننا بمجرد أن نكون على الطريق، بعد عامين إلى ثلاثة أعوام، ستظهر مدارس ثانوية ببرنامج سكني أخرى متشابهة في طريقة التفكير في مصر”. وأضاف: “أتوقع أن تستعيد مصر مكانتها التعليمية المتميزة في هذا الجزء من العالم وسنكون جزءا من ذلك. وهذا هو الجزء المثير من الأمر”.
هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).
الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©
نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).