رائد الأسبوع – رائد الأسبوع فقرة أسبوعية كل ثلاثاء، نتحاور خلالها مع أحد المؤسسين حول كيفية النجاح في مجتمع الشركات الناشئة المصري، كما نعرف المزيد عن تجربتهم في إدارة الأعمال التجارية، ونصائحهم لرواد الأعمال الناشئين. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع نادر عبد الرازق (لينكد إن)، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة موني هاش.
اسمي نادر عبد الرازق، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة موني هاش. دراستي كانت الهندسة، لكنني تنقلت بين عدة مجالات مختلفة خلال بداية مسيرتي المهنية. بدأت دراساتي العليا بالابتكار في جامعة النيل، ثم انتقلت إلى السياسة والاقتصاد وحصلت على درجة الماجستير في اقتصاديات التنمية والتنمية الدولية من جامعة كاليفورنيا بيركلي. وفي النهاية وصلت إلى مجالات التكنولوجيا المالية والبلوك تشين، ووجدتها مثيرة للغاية. غادرت الأوساط الأكاديمية في عام 2017، وبدأت العمل مع الشركات الناشئة في تلك القطاعات. اشتغلت في المدفوعات والتكنولوجيا المالية والبلوك تشين لمدة خمس سنوات تقريبا، قبل أن أؤسس موني هاش بالتعاون مع اثنين من أصدقائي.
بالتأكيد أفضل جزء في عملي هو التعلم المستمر. أنا شخص يحب الدراسة وحل المشكلات المعقدة، وفي وظيفتي أجد هذا في معرفة كيفية عمل المدفوعات عبر منطقة بأكملها، وكيف يمكننا مساعدة الشركات على النمو، لذلك أتعلم الكثير.
أما أسوأ جزء في عملي فهو التعامل مع الغرور الموجود في مجال الأعمال، والمنتشر بين أصحاب العمل والموظفين والمستثمرين والشركات الناشئة والمتحققة والهيئات التنظيمية، وهو ما يمكن بسهولة أن يصرف الانتباه عن الابتكار وتحقيق النمو. لذلك ركزنا بشكل واضح على بناء شركة دون سياسات داخلية وتراتبيات سلطة. وهذا يتطلب أن يكون أعضاء الفريق متحمسين، والمستثمرون متوافقين، والعملاء سعداء، وهو توازن يصعب الوصول إليه.
على عكس القطاعات الأخرى، أعتقد أن عالم الشركات الناشئة يسمح بتحقيق تأثير سريع للغاية. تعجبني فكرة أن مجموعة من الناس يقررون حل مشكلة ما معا، ويتحملون الضغط للتوصل إلى حل في فترة زمنية قصيرة بموارد محدودة للغاية. وأدركت أخيرا من خلال العمل مع المؤسسين الآخرين أن خطوة المدفوعات مزعجة للشركات العاملة في الأسواق الناشئة بشكل كبير، خصوصا في الشرق الأوسط وأفريقيا.
أسست الشركة لإيماني بأن سكان الشرق الأوسط وأفريقيا يستحقون وجود تكنولوجيا متطورة تساعدهم في أهم مكونات البنية التحتية: المدفوعات. نستخدم تكنولوجيا واجهة برمجة التطبيقات (أيه بي آي) التي تعمل على توصيل البيانات عبر البرامج المختلفة، وهذه هي الطريقة التي تعمل بها المدفوعات الإلكترونية. الواجهة تربط بين أي شركة ومنصة المدفوعات مثل فوري وباي موب، وتسمح لها باستقبال المدفوعات من المستهلكين. وتحاول الشركات دمج العديد من مزودي خدمات الدفع لديها، لأنها تريد إتاحة مجموعة متنوعة من طرق الدفع للعملاء.
دورنا يأتي من خلال سحابة المدفوعات: مركز الدفع الخاص بموني هاش يضم جميع كل ما يخص المدفوعات، من عمليات الدمج وإجراءات الدفع والتخصيصات والتقارير ومعاملات الدفع في جميع الأسواق. وتسمح المنصة للشركات بتقديم خدمات الدفع والتكنولوجيا المالية، وجمع البيانات وتتبع التحليلات من خلال لوحة معلومات واحدة. وهذا يساعد الشركات على تقليص الوقت المخصص للتطوير التكنولوجي، ويعزز معدلات التحويل، ويعالج المعاملات الفاشلة، مما يفتح العديد من القنوات لتدفق الإيرادات.
لدينا أكبر شبكة تكامل لواجهات برمجة التطبيقات عبر الشرق الأوسط وأفريقيا، ونربط بين أكثر من 100 طريقة دفع ومعالج دفع. نعمل مع الشركات المتوسطة والكبيرة في مختلف المجالات، مثل أسواق التجارة الإلكترونية، وشركات حجز التذاكر والسياحة، والشركات المالية الكبيرة، وشركات الاستثمار والتجارة.
أتابع العديد من مؤشرات الأداء الرئيسية بانتظام. أكثر المقاييس أهمية لنا هو مقدار المال الذي نديره من خلال نظامنا، وهو إجمالي قيمة المعالجة. يبين هذا المقياس أن عملائنا يثقون بنا ويعتمدون علينا وعلى خدماتنا للتعامل مع حجم الأموال التي تمر من خلال نظامنا. عدد المعاملات أو استدعاءات واجهة برمجة التطبيقات (أيه بي آي) هي أيضا مقياس آخر نتابعه كذلك. والإيرادات مقياس مهم أيضا لنمو أعمالنا.
جمعت شركة موني هاش ثلاثة ملايين دولار في جولة تمويلية ما قبل تأسيسية العام الماضي، وتجمع المزيد من التمويلات حاليا. قاد الجولة التمويلية شركة رأس المال المغامر الإماراتية كوتو فينتشرز، إلى جانب صندوق فينتشر سوق والصندوق الأوروبي فينتشر فريندز. شركات البنية التحتية مكلفة في المراحل المبكرة، ولدينا الكثير من خطط التمويل الطموحة التي تتناسب مع بنيتنا التحتية الطموحة.
مقر "موني هاش" في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن معظم فريق العمل موجود في مصر وأنحاء أخرى من العالم. يعمل لدينا فريق في جميع الأنحاء، في نيجيريا وجنوب أفريقيا وبرلين ودبي وبوسطن. إدارة الجميع عن بعد مع الأخذ بالاعتبار فروق التوقيت أمر مليء بالتحديات، ولكنني أديرهم جيدا حتى الآن. تواجدي في كاليفورنيا يفتح لي الكثير من الفرص. لدي شريكان مؤسسان وهما مصطفى عيد في مصر، وأنيشا سيكر في الولايات المتحدة الأمريكية.
نحن في وضع تطوير منتجنا، وما زال أمامنا الكثير من أجل أن تكون بنيتنا التحتية موثوقة ويمكن الاعتماد عليها. لذلك ما يزال أمامنا الكثير لعمله فيما يتعلق بتطوير المنتج، ولكن بالتوازي مع ذلك، نركز بشدة على مساعدة أكبر قدر ممكن من العملاء. على المدى القريب، هدفنا لهذا العام تغطية المئات من العملاء في جميع أنحاء المنطقة. وعلى المدى البعيد، نريد أن نكون أفضل بنية تحتية للمدفوعات في كل الأسواق الناشئة.
لم أكن أنا وشريكي المؤسس في وضع يمكننا من إطلاق شركة ناشئة دون دعم. كنا نعمل في وظائف جانبية لتلبية نفقات المعيشة في الوقت الذي كنا نعمل فيه على إنشاء الشركة خلال الستة أشهر الأولى. ركزنا كثيرا في البداية وحرصنا على الحصول على تمويل لمساعدتنا على ترك وظائفنا وتكريس وقتنا لـ "موني هاش".
إطلاق شركة كان قرارا صعبا للغاية، ولكنني كنت محظوظا بدعم عائلتي. الشركات الناشئة لها مخاطرها، لأنها قد تفشل أو قد تحدث تقلبات في الدخل، وربما لا تدر دخلا على الإطلاق لبعض الوقت. كانت زوجتي حامل عندما بدأت العمل على موني هاش، ورزقنا بطفلنا الأول مع إطلاق الشركة.
أن تكون مؤسسا لشركة ناشئة هي رحلة فردية لأن هناك الكثير من أصحاب المصلحة المعنيين، مما يصعب القيادة، إذ أن لكل منهم انحيازاته واهتماماته. حتى وإن كان شركاؤك المؤسسون يديرون الجوانب التي يعملون عليها. إضافة إلى كل ما سبق، تجد نفسك تكافح في مواجهة متلازمة "المحتال" وثقتك بنفسك وإدارة حياتك العائلية.
عندما أحتاج إلى نصيحة لحل مشكلة ما، ألجأ إلى مرشديني أو المؤسسين الآخرين. أن يكون لديك مرشدون جيدون يمكنك الاتصال بهم مسألة مهمة. ويمكن أن يساعد أيضا المؤسسون الآخرون ممن وصلوا إلى مراحل متقدمة في أعمالهم في منحك بعض الإرشادات. كما ألجأ كذلك إلى شركائي المؤسسين، إذ خلقنا مساحة آمنة يمكننا مشاركتها إذا مررنا بوقت عصيب.
أقضي الكثير من وقت فراغي مع عائلتي وفي اللعب مع ابني. يبلغ ابني من العمر أقل من عامين، وأستمتع كثيرا، وأعاني كذلك، بمزايا الأبوة. أنا طباخ ماهر وأحب تجربة الوصفات الجديدة، إذ يمنحني الطبخ الراحة والهدوء. أعيش في كاليفورنيا وحولي الكثير من المناظر الطبيعية، ولهذا أتحمس دائما للخروج في تمشية.
أنا من أشد المعجبين بإنستابج في مصر، وأعتقد أنها شركة رائعة. لا أعرف المؤسسين أو فريق العمل شخصيا، ولكنني فخور بأن مصر أنتجت شركة متخصصة في تكنولوجيا صعبة. وأنا متحمس كذلك لشركات مثل جيم بول وستلر وويلنس، وأعتقد أنها ستنمو وتحقق أشياء عظيمة.
الكتاب الذي أعود إليه دائما هو The Mom Test الذي ألفه رائد أعمال ويبحث أفضل السبل لطرح أسئلة على عملائك. الكتاب مدهش ويقدم إرشادات بسيطة فعلا. وأقرأ أيضا كتابا آخر وهو Dark Matter and Trojan Horses الذي يدور حول مدى تأثير التصميم والعالم من حولنا.