روتيني الصباحي: هناء حلمي الرئيسة التنفيذية لمؤسسة المجموعة المالية هيرميس للتنمية الاجتماعية
هناء حلمي الرئيسة التنفيذية لمؤسسة المجموعة المالية هيرميس للتنمية الاجتماعية: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. وتتحدث إلينا هذا الأسبوع هناء حلمي الرئيسة التنفيذية لمؤسسة المجموعة المالية هيرميس للتنمية الاجتماعية ورئيسة قسم المسؤولية الاجتماعية في المجموعة.
اسمي هناء حلمي، وأنا الرئيسة التنفيذية لمؤسسة المجموعة المالية هيرميس للتنمية الاجتماعية ورئيسة قسم المسؤولية الاجتماعية في المجموعة.
بلا شك أنا كائن صباحي، فأستيقظ حتى قبل انطلاق المنبه ولا أنام لوقت إضافي. يبدأ يومي بالموسيقى الحماسية، غالبا بكلاسيكيات فرانك سيناترا أو فريق موتاون، أقوم بممارسة تمارين التمدد لعشر دقائق ثم أتبادل التحيات الصباحية مع عائلتي التي تعيش في أماكن متفرقة من العالم، ولكني قريبة منهم للغاية.
بدأت أقرأ نشرة إنتربرايز قبل سنوات بسبب تغطيتها لبرامج التوك شو. وهي الآن محطتي الأولى لمتابعة الأخبار المحلية والعالمية أثناء ذهابي للعمل، وتقوم بإعدادي جيدا لليوم.
ألعب دورين مختلفين تماما، ففي المؤسسة أركز على التنمية المجتمعية المستدامة، وأعمل غالبا مع المنظمات غير الحكومية والمقاولين وأحيانا بشكل مباشر مع المستفيدين. وتركز العديد من مشروعاتنا على التعليم عالي الجودة وتوليد الدخل وتنمية الإنسان والبنية التحتية. وفي قسم المسؤولية الاجتماعية للشركة يختلف الدور، إذ نعمل على تطوير أهداف التنمية المستدامة داخليا وبناء قدرة الشركة على تبني معايير بيئية واجتماعية وإدارة جيدة، لنبقى على قدر المنافسة عالميا. وتعد المجموعة المالية هيرميس أول شركة خدمات مالية في مصر توقع على مبادئ الأمم المتحدة للاستثمار المسؤول.
والتباين هو أحد أكثر الأشياء التي أحبها في عملي، ففي أي يوم يمكن أن أكون في الأقصر أتحدث مع أحد الأشخاص الذين لا تتوفر لديهم بشكل كاف المياه أو صرف صحي، وبعد ساعات قد أكون في مقابلة مع وزير. لقد عدت لتوي من رحلة جمع تمويل في الكويت، وأنا دائما على تواصل مع شركائنا بالإضافة لمتابعتي لسير مشروعاتنا.
تعتمد تنميتنا المجتمعية على بناء الثقة، وذلك عبر رؤية طويلة الأمد. من الممكن أن نقوم بهدم البيوت وإعادة بنائها أو إعادة تجهيز الوحدات الطبية وقد يستغرق ذلك ما بين 6 شهور و3 سنوات. وفي خلال تلك المدة نعمل مع الناس ليعوا ما هي الموارد المتاحة لهم وما الذي يحتاجونه وما هي حقوقهم وكيف يمكنهم دعم أنفسهم اقتصاديا من خلال برامج محو الأمية أو التمويل أو تعليم المهارات، إذا كانوا رواد أعمال يحتاجون لتأسيس مشروعاتهم. ومن الرائع رؤية التغيير الإيجابي وأن يبدأ الناس في الاعتراض على ما لا يتفقون معه مع شعورهم بالتمكين. ويظهر ذلك أنهم بدأوا في الشعور بالمشاركة كمواطنين.
المسؤولية الاجتماعية للشركات لا تعني كيفية قيامها بصرف الأموال بل بكيفية الحصول عليها. ويجب أن يكون الاتجاه مستدام وأخلاقي ويشمل دراسة كل قسم في الشركة وبحث ما إذا كان يضع العوامل البيئية والاجتماعية والإدارية في الحسبان عند اتخاذ القرارات الاستثمارية. فعمل الشركات لا يعني فقط زيادة الإيرادات وإعطاء نسبة منها للمبادرات الخيرية. لا يعد ذلك استدامة، وليس في صالح الشركة. فجانب كبير من علمنا في قسم المسؤولية الاجتماعية هو ضمان أن يسير جميع الموظفين على نفس الخط.
أقرأ كثيرا كوسيلة لاستعادة نشاطي، مؤخرا قرأت كتاب “إيكيجاي: السر الياباني لحياة طويلة وسعيدة” وهو يتناول كيفية الحفاظ على التركيز الذهني وسط فوضى الحياة اليومية. ويتطلب ذلك الكثير من التمرين وروح الفكاهة.
أحاول جاهدة أن أخلق مناخ من الأمان النفسي لفريقي، لأشجعهم أن يأتوا دائما للتعبير عما في أنفسهم. أنا أؤمن أن النمو يأتي من خلال الانفتاح والسماح للناس بالابتكار وارتكاب الأخطاء، فلا يمكن للإنسان أن يكون مضغوطا بشكل يومي.
من بين المحطات الهامة التي أفخر بها هي البرنامج التدريبي الذي نظمناه للعاملين في حضانة للأطفال بالأقصر. وهي مدرسة شاملة، يدرس فيها الأطفال ذوى الاحتياجات التعليمية الخاصة مع الأطفال العاديين. وفي ذلك الإطار قدمنا برنامجا تدريبيا للتعامل مع الطفولة المبكرة للسيدات في المجتمع ولدينا الآن 30 معلمة ومساعدين يعملون مع 75 طفلا في المدرسة، من بينهم 20 طفلا من ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة. وبفضل البرنامج وفرنا مهارات إنسانية ووظيفية ضرورية ستستخدمها النساء طوال حياتهن وأثناء تربية أطفالهن. ولدينا الآن 190 طلبا للتدريب ضمن البرنامج.