آبي أحمد يلوح بخيار الحرب قبل لقائه مع السيسي
في تصعيد خطير .. رئيس الوزراء الإثيوبي يلوح بخيار الحرب قبل لقائه مع السيسي: ألمح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى الحرب كأحد الخيارات المطروحة في الخلاف مع مصر دفاعا عن خطط بلاده لاستكمال إنشاء سد النهضة، مؤكدا في الوقت نفسه أن الحرب ليست في صالح أي طرف، وفق ما نشرته وكالة أسوشيتد برس. وقال أحمد الفائز مؤخرا بجائزة نوبل للسلام إن في حين لا تريد حكومته اللجوء إلى القوة، فإن الخيار العسكري مطروح على الطاولة إذا حاولت مصر منع بلاده من استكمال إنشاء السد. وأضاف "البعض يقول أشياء حول استخدام القوة (من جانب مصر). يجب التأكيد على أنه لا توجد قوة يمكن أن تمنع إثيوبيا من بناء السد … إذا كانت هناك حاجة إلى الحرب، سنكون مستعدين بالملايين. إذا البعض يمكنه إطلاق الصواريخ، آخرون يمكنهم استخدام القنابل. ولكن هذا ليس في صالح الجميع".
وعبرت الخارجية المصرية في بيان أصدرته عن صدمتها ومتابعتها بقلق بالغ وأسف شديد التصريحات المنسوبة لآبي أحمد. وقال البيان إن تصريحات أحمد، "إذا ما صحت، والتي تضمنت إشارات سلبية وتلميحات غير مقبولة اتصالاً بكيفية التعامل مع ملف سد النهضة، الأمر الذي تستغربه مصر باعتبار أنه لم يكن من الملائم الخوض في أطروحات تنطوي على تناول لخيارات عسكرية، وهو الأمر الذي تتعجب له مصر بشدة باعتباره مخالفاً لنصوص ومبادئ وروح القانون الأساسي للاتحاد الأفريقي، خاصةً وأن مصر لم تتناول هذه القضية في أي وقت إلا من خلال الاعتماد علي أُطر التفاوض وفقاً لمبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية ومبادئ العدالة والإنصاف".
من يفوز بجهود الوساطة روسيا أم أمريكا؟ تلقت مصر دعوة من الإدارة الأمريكية لعقد اجتماع في واشنطن بين وزراء خارجية الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، لكسر جمود المفاوضات حول سد النهضة، وفق ما جاء في بيان الخارجية. وأشار البيان إلى قبول مصر الدعوة على الفور "اتساقا مع سياستها الثابتة لتفعيل بنود اتفاق إعلان المبادئ وثقةً في المساعي الحميدة التي تبذلها الولايات المتحدة"، فيما لم يحدد البيان موعدا للاجتماع. وكان وزير الخارجية سامح شكري قد رحب أول أمس بإمكانية دخول روسيا وسيطا في المفاوضات حول سد النهضة، في الوقت الذي تعقد فيه قمة روسيا أفريقيا بمدينة سوتشي الروسية هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن تشهد اجتماعا بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وآبي أحمد اليوم.
ولا تزال إثيوبيا ترفض أي من أشكال الوساطة الدولية في القضية. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول بالخارجية المصرية قوله إن ذلك سيأخذ القضية إلى مجلس الأمن الدولي إذا ما واصلت إثيوبيا رفضها تدويل النزاع.
وترفع تصريحات أحمد من حدة التوتر قبل لقائه المرتقب مع الرئيس السيسي في روسيا. ولا يعلق المحللون السياسيون الكثير من الآمال على إحداث انفراجة حقيقية خلال اللقاء الذي سيعقد على هامش قمة روسيا أفريقيا. وقال يعقوب أرسانو أستاذ السياسة المائية في جامعة أديس أبابا في تصريحات لموقع يورونيوز إن "مصر تود رفع المسألة إلى مستوى رؤساء الحكومات والدول، وهذا الخيار لا يأخذ به رئيس الوزراء أبي أحمد، لأن أولوية إثيوبيا بخصوص سد النهضة هي إكمال الإمكانيات التقنية لملء وتشغيل الخزان بدل رفع القضية إلى المستوى السياسي"، مضيفا أن "الأمر تقني بحت". وبرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة مصطفى السيد أنه لا يوجد ما يدفع للتوقع بحدوث جديد خلال الاجتماع نظرا لرفض إثيوبيا تدخل أي طرف ثالث لحل الخلاف، متعللة بأن الخلاف حول السد مسألة تقنية وليست سياسة ومن غير المقبول أن تتدخل بها أطراف أخرى.