الاختراق الكبير: وهم الخصوصية في عصر البيانات الشاملة

عادت سمعة فيسبوك كأكبر مسرح للتجسس في العالم إلى الأضواء مجددا هذه الأيام بعد إصدار فيلم وثائقي من إنتاج شبكة نتفليكس بعنوان “The Great Hack ”، أو "الاختراق الكبير" (شاهد 1:54:13 ساعة). ويقوم الفيلم بسرد فضيحة شركة كامبريدج أناليتيكا عام 2017، وهي شركة استشارات البيانات الشاملة التي قامت بجمع البيانات الخاصة بالآلاف من مستخدمي فيسبوك وجرى استخدامها من جانب الجمهوريين في الولايات المتحدة للتأثير على سير عملية التصويت في الولايات الأمريكية الرئيسية وهو ما ساعد دونالد ترامب في الفوز بالانتخابات الرئاسية لعام 2016. وكذلك يسلط الفيلم الضوء أيضا على دور شركة كامبريدج أناليتيكا في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فضلا عن دورها في التأثير على العديد من الحملات السياسية الأخرى في البلدان النامية باستخدام البيانات التي جمعتها الشركة بالأساس من مستخدمي فيسبوك دون علمهم.
وركز الفيلم بشكل خاص على المبلغين عن الفساد من داخل كامبريدج أناليتيكا، على حساب مناقشة أوسع لـ "الشروط والأحكام" التي تسمح بالتلاعب بالبيانات الخاصة وتحقيق الأموال منها. ومن أجل الحصول على نظرة أكثر دقة على عالم يكون فيه مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة المنتجات لصناعة تبلغ قيمتها تريليون دولار وهي صناعة البيانات، فإننا نوصي بمشاهدة أيضا فيلم Terms and Conditions May Apply ”"، أو "تطبق الشروط والأحكام" وهو من إنتاج عام 2013 (شاهد 1:19:10 ساعة). ويقوم الفيلم وبشكل مستفيض باستكشاف الأساليب التي تستخدمها شركات وسائل التواصل الاجتماعي – بدءا من اتفاقيات البنود والشروط التي يصعب قراءتها وحتى تعيين مستشارين للعمل على جعلنا مدمنين للإشعارات.