مصر تمتلك أسرع بيئة لدعم نمو ريادة الأعمال بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفق تقرير صادر عن شركة ماجنيت بالإمارات، وهناك عدد من الأسباب الرئيسية الدافعة لهذا الازدهار وفق تقرير آخر لموقع ومضة. ومن أهم تلك الأسباب زيادة فرص الحصول على تمويلات، وتعافي الاقتصاد وانخفاض معدل التضخم الذي حفز الاهتمام الكبير من المستثمرين الأجانب، بالإضافة إلى المبادرات الحكومية الداعمة للشركات الناشئة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة. وبحسب التقرير هناك أيضا عوامل مثل استمرار زيادة عدد شركات رأس المال المخاطر ومسرعات وحاضنات الأعمال، وكذلك عدد ونوعية المشروعات التي تسعى للحصول على التمويل والدعم.
الفرص والضرورة أهم دافع لطفرة ريادة الأعمال في مصر: ساهم الوعي الزائد بريادة الأعمال من خلال التغطيات الإعلامية والبرامج التعليمية المخصصة بالجامعات الحكومية في حدوث تحول عقلي جمعي. ويرى عدد كبير من المصريين الذين شملهم تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2018/2017 (بي دي إف) أن قطاع ريادة الأعمال هو خيار مهني مرغوب، إذ يرغب 76% منهم ببدء أعمالهم الخاصة (مقارنة بمتوسط 61.6% عالميا)، ويريد 55.5% منهم بدء أعمالهم الخاصة (ضعف المتوسط العالمي). كما ينمو قطاع ريادة الأعمال القائم على الضرورة بصورة أسرع من قطاع ريادة الأعمال المدفوع بالفرص، وذلك بسبب ارتفاع معدلات البطالة، والافتقار إلى الوظائف المثيرة للاهتمام، مما يحفز الشباب لبدء مبادراتهم الخاصة. ويشير أحد المرشدين بمبادرة فكرتك شركتك التابعة لوزارة الاستثمار إلى تطبيق سويفل للنقل الذكي كونه أحد الأمثلة المحلية المصرية التي نجحت في معالجة مشاكل الازدحام وضعف البنية التحتية بتبني النموذج الذي استخدمته شركتا أوبر وكريم لتلبية احتياجات السوق الخاصة بمصر.

رغم ازدهار القطاع، فإن مصر لديها أعلى معدل لتوقف الأعمال من بين 49 دولة جرت دراستها في تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال إذ سجلت 10.2% عام 2017 مقارنة بـ 2.7% في عام 2010. وكي يتحسن الوضع، يحتاج المستثمرون إلى فهم الطبيعة الفريدة للاستثمار في الشركات الناشئة بشكل أفضل، وأنهم في الأغلب لن يحصلوا على عائد سريع على استثماراتهم، إذ أن الشركات الناشئة تستغرق وقتا طويلا لتصبح مربحة. كذلك يجب أن يكون هناك إتاحة للوصول إلى المزيد من رأس المال وتهيئة بيئة تنظيمية أكثر ودا حتى يتلقى رواد الأعمال الدعم الذي يحتاجونه للتعلم من تجاربهم، وبناء شركات قوية ودفع دورة النمو في القطاع.