هل تخفيض قيمة العملة يزيد حجم الصادرات بالأسواق الناشئة فعلا؟
هل تخفيض قيمة العملة يعمل على زيادة الصادرات بالأسواق الناشئة فعلا؟ ليس دائما، فخفض قيمة العملات بالأسواق الناشئة قد ينتج عنه انخفاض الصادرات بتلك الأسواق، وفق دراسة أجراها بنك التسويات الدولية وتقرير لجريدة فايننشال تايمز. ويسود الاعتقاد بأن ضعف العملات يزيد من تنافسية الصادرات بالأسواق العالمية مما ينتج عنه ارتفاع حجم الطلبات وتعزيز الناتج الاقتصادي. ولكن كما يوضح الرسم البياني أعلاه، فإن بعض الأسواق الناشئة لم تشهد سوى زيادة ضئيلة في الصادرات العام الماضي، على الرغم من انخفاض قيمة عملاتها مقابل الدولار الأمريكي في عام 2016، حتى أن كولومبيا شهدت انخفاضا بحجم الصادرات، رغم أن البيزو الكولومبي خسر نحو 10% من قيمته أمام الدولار.
ويحدد بنك التسويات الدولية خمسة عوامل يمكن أن تقلل من نمو الصادرات في الأسواق الناشئة مع انخفاض قيمة العملة:
- أسعار الصادرات لا تتغير دائما تجاوبا مع تغير سعر الصرف، خاصة بالأسواق الناشئة حيث تكون جميع العمليات التجارية بالدولار الأمريكي. في تلك الحالات، فإن ضعف العملة يؤدي لزيادة تكلفة الواردات، لكنه لن يدعم كثيرا القدرة التنافسية بين المصدرين.
- عادة ما يرتفع الدولار الأمريكي مقابل بعض العملات وينخفض أمام أخرى في نفس الوقت، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على الصادرات المقومة بالدولار في بلدان أخرى.
- عادة ما يكون تمويل التجارة مقوما بالدولار الأمريكي، وتصبح تكاليف الوصول إليه أعلى عندما تتراجع قيمة العملات المحلية.
- سلاسل القيمة الحديثة معقدة، مما يسبب زيادة في تكاليف المدخلات بشركات الأسواق الناشئة وزيادة الاعتماد على تمويل التجارة. وتتفاقم تلك المشكلة عند انخفاض قيمة العملة.
- زيادة تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة تعني أن الكثير من تلك الشركات أصبح يعتمد بشكل كبير على الاقتراض بالعملات الأجنبية. وهو ما ينتج عنه ارتفاع تكاليف خدمة الديون وظروف اقتصادية أكثر صرامة عند انخفاض قيمة العملة المحلية مقابل الدولار.