مصر تخرج عن صمتها تجاه الخطة الأمريكية لإحلال السلام بالشرق الأوسط
مصر تصدر أول تعليق رسمي على الخطة الأمريكية لإحلال السلام بالشرق الأوسط: قال وزير الخارجية سامح شكري أمس إن مصر ستشارك في مؤتمر البحرين المقرر عقده اليوم وغدا لبحث تنمية الاقتصاد الفلسطيني من أجل تقييم الخطة الأمريكية المقترحة لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال شكري خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة روسيا اليوم "من الأهمية أن تشارك مصر لتستمع إلى هذا الطرح لتقيمه… ولكن ليس من حيث الإقرار بذلك". وأضاف "لنا الحق في تقييمه والاطلاع عليه وبلورة رؤية إزاءه لكن القرار النهائي حوله يرجع إلى صاحب الشأن وصاحب المصلحة وهي السلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني".
من ناحية أخرى، قال شكري إنه ليس هناك تنازل عن حبة وذرة رمل من أراضي سيناء وأنه ليس هناك أي شيء يستطيع أن ينتقص من السيادة المصرية على أرض سيناء. وتأتي هذه التصريحات عقب ما أشيع في وقت سابق من أن الخطة الأمريكية تتصور على الصعيد السياسي توسعة قطاع غزة ليمتد إلى جزء من أراضي سيناء.
وتشتمل الخطة الأمريكية على تقديم 9 مليارات دولار لمصر، نصفها على هيئة قروض ميسرة، ويتم استثمارها في مشاريع البنية التحتية للنقل واللوجستيات ومشاريع الطاقة والمياه ومشروع تنمية سيناء.
وتتضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين في مجملها استثمارات بقيمة 50 مليار دولار لدعم الاقتصاد الفلسطيني واقتصادات مصر ولبنان والأردن. ومن المقرر أن يعرض جاريد كوشنر صهر ترامب الخطة خلال مؤتمر البحرين. وتشمل خطة كوشنر 179 مشروعا للبنية التحتية والتجارة والسياحة. وسيخصص أكثر من نصف مبلغ الخمسين مليار دولار للإنفاق في الأراضي الفلسطينية على مدى عشر سنوات، في حين يقسم المبلغ المتبقي بين مصر ولبنان والأردن.
وأثار غياب تفاصيل الحل سياسي، الذي قالت واشنطن إنها ستكشف عنه لاحقا، رفض الفلسطينيين، إلى جانب عدد من الدول العربية.
ففي الأراضي الفلسطينية، تظاهر العديد في قطاع غزة والضفة الغربية أمس وأحرقوا رسوما تصور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعاهل البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة احتجاجا على الخطط الي تقودها الولايات المتحدة لعقد مؤتمر حول الاقتصاد الفلسطيني تستضيفه البحرين، وفقا لرويترز. وقال مجموعة من رجال الأعمال الفلسطينيين إنها ستقاطع مؤتمر البحرين.
وفي لبنان، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أول أمس إن الخطة الأمريكية التي تقضي بضخ استثمارات بالمليارات في بلاده مقابل توطين اللاجئين الفلسطينيين لن تغري لبنان، وفق ما ذكرته رويترز.
وأما فيما يتعلق بموقف الدول الأخرى بالمنطقة، قالت الإمارات أمس إنها سترسل وفدا للمشاركة في اجتماع البحرين وسيرأس الوفد وزير الدولة للشؤون المالية عبيد الطاير، وفقا لرويترز. ونقلت الوكالة أيضا عن متحدث باسم الخارجية الإيرانية قوله إن خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط "مخزية" و"مصيرها الفشل".