روتيني الصباحي مع كريم خليفة
روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع كريم خليفة المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لديجيتال ريبابليك.
أنا كريم خليفة، لدي طفلان، علي 10 سنوات، وليلى 5 سنوات، وأنا المؤسس المشارك وقريبا سأصبح الرئيس التنفيذي السابق لشركة ديجيتال ريبابليك التابعة لشركة إيزو بار الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الرائدة بالتسويق والأداء الرقمي. وبصفتي الرئيس التنفيذي لديجيتال ريبابليك فأنا جزء من فريق يعمل على مساعدة العلامات التجارية الكبرى على تعزيز وجودها وزيادة مشاركتها مع المستهلكين عبر الإنترنت.
أنا عادة أستيقظ في الثامنة صباحا، أبدأ الساعة الأولى من استيقاظي بتناول كوب من الماء الدافئ بالليمون ثم أتناول بعدها الشاي الإنجليزي وأنا أقرأ إنتربرايز. ثم يتبع ذلك 20 دقيقة من رياضة التأمل مستخدما التطبيق المفضل لدي “Headspace “، ثم أبدأ بعدها في ممارسة رياضة الجري في النادي مستخدما تطبيق الجري NRC وبعدها انطلق للعمل، أتناول وجبة الإفطار التي أطلبها من خلال تطبيقات طلبات الطعام المفضلة لدي. في الواقع بيتي وعملي وحتى الأنشطة الرياضية تقع جميعها في نطاق سكني واحد لذا يمكنني الانتقال بسهولة من مكان للآخر باستخدام “الفيسبا” الخاصة بي لتفادي زحام الزمالك.
بشكل عام ، يتألف يومي من إدارة الأفراد ولقاء العملاء الرئيسيين والمساهمين وكذلك التخطيط المالي والاستراتيجي ومناقشات بناء القدرات. أنا أيضا نشط جدا في مشروعات ريادة الأعمال، سواء كعضو في المجلس الاستشاري في مجموعة متنوعة من الشركات الناشئة للتكنولوجيا، أو كمستشار فعال لعدد من أصحاب رؤوس الأموال والمؤسسات بما في ذلك “إنديفور” و “فلات 6 لابز” وغيرهم. عندما يتعلق الأمر بالتشغيل اليومي في شركة ديجيتال ريبابليك، فبالتأكيد أواجه الكثير من العثرات اليومية. على الرغم من أنني أحاول وضع خطط يومية محددة إلا أني أحب طبيعة العمل اليومي والمفاجئات المصاحبة له. وأحب أن أقارن الأمر بالقيادة في القاهرة، إذ أنك إن حاولت القيادة في القاهرة بنفس الطريقة التي تقود بها في سويسرا فمن المحتمل أن ينتهي الأمر بحادث، أما إن تركت الأمر على طبيعته فبطريقة ما ستحدث معجزة ما وتسير الأمور بفاعلية.
بعيدا عن كتاب جيمي أوليفر الأخير عن الوصفات الإيطالية، فقد استمتعت بقراءة كتاب كيم سكوت “راديكال كاندور: كن مديرا دون أن تخسر إنسانيتك”. لكني مؤخرا أصبحت أميل أكثر إلى الكتب المسموعة، وأعجبني الاستماع لكتاب تاريخ موجز للزمن لـ ستيفن هوكينج، وأيضا إعادة قراءة واحد من كتبي المفضلة في الطفولة “رحلات جاليفر”. كذلك أقضي الكثير من وقتي في الاستماع لبرامج البودكاست (البث الصوتي) وبالفعل أعجبني كثيرا بودكاست عن الجرائم الحقيقية “سريال” وبودكاست بي بي سي “رجلنا في الشرق الأوسط” لجيرمي بوين. أما أفضل ما شاهدته مؤخرا، فبغض النظر عن حبي الشديد لمسلسل الجريمة الوثائقي “Making A Murderer ” فقد شاهدت مؤخرا مرة أخرى السلسلة الوثائقية “الكوكب الأزرق الجزء الثاني” وسلسلة “الكوكب المتجمد” وبصرف النظر على اللقطات الرائعة بتلك السلاسل، إلا أنها تنقل بالفعل كم أن عالمنا محفوف بالمخاطر بسبب التلوث البيئي وامتلاء المحيطات بالبلاستيك وذوبان الجليد بالقطبين.
بدأت شركة ديجيتال ريبابليك منذ 10 سنوات كشركة ناشئة تطور منصة للهواتف المحمولة تعمل على مكافأة المستخدمين لاستقبالهم الإعلانات الهاتفية، لكن للأسف بعد الكثير من الاستثمارات في تلك المنصة فقد فشلت تماما. لكن الجانب المشرق في التجربة أنها وضعتنا في المقدمة مع العديد من كبار المعلنين الذين قدروا طرقنا المبتكرة، لذا انطلقنا وبدأنا في تطوير أسس حلول الإعلان الرقمي للمعلنين. وقمنا بالفعل بالتوقيع مع كبرى العلامات التجارية في السوق التي أستطيع أن أقول أني فخور بأن تلك العلامات بدأت رحلاتها الرقمية معنا في مصر. مررنا بثورتين وأزمة مالية عالمية وعمليتي استحواذ ومؤخرا الكثير من الجوائز، يمكنني أن أقول أن الأمر كان يستحق.
ما الذي لا يفهمه الناس عن عملنا؟ الصناعة الرقمية في مصر تمر حاليا بمرحلة تستلزم فيها العلامات التجارية التحول الرقمي، عبر إنتاج إعلان تليفزيوني ثم وضعه على فيسبوك أو يوتيوب. هذا سوء فهم لما تستلزمه العلامات التجارية رقيما. في الاقتصاد الرقمي اليوم، الأمر لم يعد يتمحور حول الإعلان، بل حول ابتكار الخبرات. بمعنى آخر، هو تغيير الطريقة التي يتفاعل بها المستهلكين مع المنتجات والعلامات التجارية من خلال حلول قائمة على الخبرة بالمنصات الرقمية.
واحدة من القوى التي ستخلق التغيير الأكبر في صناعتنا هي البيانات وخصوصية البيانات. نحن جميعا على دراية بانتهاكات خصوصية البيانات وحملات التضليل التي انتشرت على المنصات الرئيسية على الإنترنت والتي كان لها تأثير كبير على حياتنا. البيانات هي سلاح ذو حدين. كيفية تطبيق هذا الأمر من حيث التحكم والتنظيم سيكون له تأثير كبير على الإنترنت بشكل عام وعلى صناعة الإعلان الرقمي، وبالتالي على كيفية إشراك العلامات التجارية للمستهلكين عبر الإنترنت. يلعب الذكاء الاصطناعي أيضا دورا رئيسيا في هذا الأمر وسيستمر في تشكيل الصناعة بشكل ملحوظ.
ما الذي أنتظره بعد ديجيتال ريبابليك؟ على الرغم من أنني كنت أجد نفسي منجذبا للتفكير في العديد من الفرص التي قدمت إلي مؤخرا، إلا أنني أدرك جيدا أنه لا يجب الاندفاع لاختيار أي شيء حاليا خاصة بسبب ارتباطي الوثيق بالشركة خلال العشر سنوات الماضية. أريد تجنب اتخاذ أي قرارات متسرعة، لذلك أخطط لأخذ إجازة لبعض الوقت للتفكير بهدوء قبل الانتقال لمكان جديد.
بعد أن قلت ذلك، فسوف أستمر في الانخراط في منظومة الشركات الناشئة، ودعم أصحاب رؤوس الأموال وشركات الاستثمار المباشر في استثماراتهم وسوف أستمر في المشاركة في مجالس إدارة الشركات الناشئة التي أشارك فيها وكذلك شبكات التوجيه التي أعمل معها.
أخيرا، كأحد المتحمسين لعلوم الكواكب وعلم الكونيات، فسوف أستمر في العمل على مبادرة قريبة للغاية من قلبي وهي برنامج : “إجعل الفضاء ملكك” مع عمر سمرة. وهي مبادرة فريدة من نوعها تهدف لتشجيع الجيل القادم من شباب المصريين على المشاركة والاستلهام من الفضاء. ستندهش من مقدار الفضول عند الأطفال نحو الكون وما فيه.
في وقت فراغي أحب الحفاظ على لياقتي البدنية، قضاء الوقت مع عائلتي، السفر ولعب التنس، والغوص والإبحار.
أفضل نصيحة قدمت إلي في العمل، كان من مديري الأول في مارسك بالدنمارك منذ عدة سنوات مضت، “غريزتك هي أفضل صانع للقرار. عندما تجد نفسك عالقا، افعل ما تشعر بأنه هو الصواب، حتى وإن لم يكن هناك مكافأة سريعة، فالمكافأة ستأتي في وقتها المناسب.”
كيف أظل منظما؟ استخدم تطبيق لإدارة المهام اسمه مينيماليست. هو تطبيق بسيط ورائع. أحاول أن أكون مرتبا وأفعل كل شيء في وقته بدلا من فعل العديد من الأشياء في وقت واحد. رغم ذلك أقع في مشكلة تعدد المهام التي يجب علي فعلها معا أكثر مما أرغب.